|
سلطة المياه حفرت وعلى رأس سكان الدهيشة عفرت
نشر بتاريخ: 17/10/2010 ( آخر تحديث: 17/10/2010 الساعة: 15:57 )
بيت لحم- معا- يعاني سكان مخيم الدهيشة من أسوأ كارثة بيئة قد تكون في تاريخ المخيم، حيث تنتشر الحفريات في كافة شوارعه مخلفة مكرهة صحية وأتربة وغبار دائم التطاير والتراكم، حتى تحوّلت شوارعه (لمزبلة) وحفر وحجارة مسببة معاناة للسكان وحتى ضيوفه في مظهر غير حضاري.
"تائهة في أزقة المخيم".. هكذا بدأت احدى المواطنات من مخيم الدهيشة بسرد قصتها لبرنامج على الطاولة الذي تبثه شبكة "معا" الاذاعية، وتقول "ما بفوت من هذا الشارع حتى أرى حفريات سلطة المياه، فأبحث عن زقاق آخر خوفا من الانزلاق في حفر المخيم التي محى الزمن معالم نشوئه". القضية بحسب المواطنة تتلخص في قيام سلطة المياه في بيت لحم بالحفر في المخيم لتجديد شبكات المياه، فالمشكلة بحسب المواطنة ليست بالأصوات المحيطة بها من عمليات الحفر، وإنما من الحفر ذاتها التي لا ترحل أتربتها ولا يعاد تسويتها. برنامج على الطاولة فتح القضية على مصراعيها واستضاف مدير دائرة مياه الضفة الغربية في سلطة المياه خليل غبيش والذي ابدى تفهمه لشكاوى المواطنين، لكنه رأى ان هذه الشكاوى ستذهب بمجرد معرفة الهدف "السامي" من وراء الحفريات والذي سينعكس ايجابيا على المخيم، معلنا ان هذه الحفريات هي مقدمة لتأهيل كامل لشبكة مياه ومجاري مخيم الدهيشة بمبلغ يتجاوز الـ 4 ملايين شيقل تم رصدها من قبل وزارة المالية. غبيش ارجع سبب كثرة الحفريات في المخيم الى توازي مشروع شبكة المياه مع اعادة تأهيل شبكة المجاري الذي تقوم به وكالة الغوث في المخيم، موضحا ان المخيم سينعم بشبكة مياه ومجار جديدة ومتباعدة عن بعض مع نهاية شهر شباط من العام المقبل وان المشروع قطع حتى الان 60% من اعماله. وابدى غبيش استياءه من التصرفات "غير القانونية" للمواطنين والتي افسدت بعض الشبكات الجديدة في المخيم، حيث أن هنالك عديد الحالات التي تم فيها ضبط وصلات غير قانونية في الايام الاولى من العمل، محذرا من اثر هذه الوصلات في اعادة مشكلة تلوث المياه مع مياه المجاري التي عانى منها المخيم في العام الماضي. المراحل المعدة للمشروع وفق غبيش ستكون من الالف الى الاياء في المخيم، فالعمل لن يقتصر على شبكات المياه، وسيصل الى العداد المنزلي والوصلات المنزلية بحسب الاتفاق مع اللجان الشعبية في المخيمات لوضع حد للديون المتراكمة على المخيم، والوصول الى آلية جديدة لتحصيل ثمن المياه، كمقدمة لمشروع تطويري كبير في محافظة بيت لحم سيرصد له 10 ملايين يورو، ليشمل تغيير مصادر المياه وخزانات المياه في المدن الرئيسية في المحافظة "بيت لحم، وبيت ساحور، وبيت جالا، والدوحة، والخضر". مصدر في حركة فتح في المخيم علّق على رد غبيش بأن على غبيش أن يفهم أن "هنا بشر يسكنون ولا يعقل أن تترك الحفريات لشهور وعليهم تعبيد كل شارع ينتهي منه العمل لا أن يستسهلوا حفر المخيم منذ شهرين وتركه بهذا المشهد الذي لا يقبل به احد، ويجب على سلطة المياه أن تعوض الناس عن الضرر الذي لحق بهم صحيا جراء الحفريات". واضاف المصدر أن الحديث عن ابقاء الحفريات حتى شباط ما هو إلا ضرب من ضروب الجنون أو الاستخفاف بحياة الناس ونحن نتحدث عن مخيم بشوارع محفرة في عز الشتاء. غبيش وفي اطار البرنامج، تطرق الى استياء المزارعين في اريحا من سوء إدارة بلدية اريحا لتوزيع مياه ري عين السلطان، والتي بموجب الاتفاقيات يحصلون من خلالها على 52% من كمية المياه في العين، مبينا ان اساس المشكلة هو الازمة المائية التي مرت على الوطن، والتي اضطرت البلدية الى استخدام كميات اكبر من المياه لصالح الشرب، حيث وفقا للاتفاقية بين وزارة الزراعة وسلطة المياه فان بلدية اريحا تحصل على 48% لمياه الشرب وجمعية مياه ري عين السلطان تحصل على 52%. غبيش رأى أن تسوية هذه القضية سيكون مهنيا في ظل اهمية نبع عين السلطان الذي يضخ 600 متر مكعب من المياه في الساعة، وان الاتفاق بين سلطة المياه ووزارة الزراعة وصل لمراحل الاخيرة، بحيث سيكون بصيغة تبادلية " تضمن حصول المزارع على المياه من ابار تنشئها سلطة المياه، مقابل زيادة النسبة الموجهة للشرب من مياه عين السلطان. شبكة "معا" ستتابع وتلاحق وتسائل كل اصحاب العلاقة بهذا الموضوع. |