وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ابداع تنظم ندوة للأبحاث والدراسات والتدريب

نشر بتاريخ: 17/10/2010 ( آخر تحديث: 18/10/2010 الساعة: 08:20 )
غزة-معا- عقدت مؤسسة إبداع للبحوث والدراسات في غزة الخميس ندوة لمناقشة رسالة الدكتوراه التي أعدها الدكتور: إبراهيم حبيب تحت عنوان ( أثر المقاومة الفلسطينية على الأمن القومي المصري)؛ وذلك بحضور عدد كبير من المثقفين والكتاب والمحللين السياسيين والإعلاميين.

وقد ناقشت الندوة أثر المقاومة الفلسطينية بكل مكوناتها على الأمن القومي المصري؛ ومعرفة المهدد الحقيقي لأمن مصر القومي؛ حيث لفت الدكتور حبيب إلي ما بتناقله بعض الكتاب والسياسيين المصريين والذين يصورون المقاومة الفلسطينية بأنها المهدد الأول للأمن القومي المصري بعد أن قام الفلسطينيون بهدم الجدار على طول الحدود بين مصر وغزة في محاولة لكسر الحصار عن غزة، لافتاً إلي أن الأمن القومي ليس خرق حدود بل هو فقد النفوذ.

وتطرق د. حبيب إلي أن مراكز الأبحاث والدراسات المصرية وتحديداً مركز البحث التابع لوزارة الدفاع المصرية والذي يعتبر أن إسرائيل هي الخطر الحقيقي للأمن القومي المصري؛ فيما تعتبر مراكز الدراسات الاسرئيلي بما فيها جهاز آمان أن المقاومة الفلسطينية هي الخطر الأول على الأمن الاسرئيلي وهو ما يعني أن مصر و المقاومة الفلسطينية يجب أن تكون علاقتهم أقرب وأقوى لأنهم يشتركون في ذات الخطر وهو إسرائيل.

وقال د. حبيب أن الذي يتجاهل التاريخ والجغرافيا هو الذي يهدد الأمن القومي المصري؛ لأنه لا يوجد أحد يستطيع أن ينكر الدور التاريخي والاستراتيجي للشعب المصري العظيم وأن إسرائيل لديها إستراتيجية واضحة لاستهداف الأمن القومي المصري؛ وما زراعة العملاء والمتعاونين في مصر إلي أكبر دليل على ذلك.

مصر و القرن الأفريقي:

وحول الاستهداف السياسي الذي تقوم به اسرائيلي لنيل من مصر وسيادته؛ قال د. حبيب إن أمن مصر ينبع من منابع النيل التي باتت اسرائيل تهدم هذا الأمن وباتت تتحكم في منابع النيل من خلال سيطرتها على القرار في أثيوبيا.

وأشار ان زمن جمال عبد الناصر كانت مصر سيدة أفريقيا حتى وصل الأمر في الخمسينات من القرن الماضي لأن يصبح ولاء أثيوبيا لمصر لكنه اليوم بات مرهون بيد إسرائيل.

ليس هذا فحسب بل وصل الأمر لأبعد من ذلك عندما استأجرت اسرائيل جزيرة دهلب والتي تسيطر بشكل مباشر على باب المندب لتشل بذالك ليس خاصرة مصر فحسب بل خاصرة الأمة؛ مؤكداً أن ضرب القافلة في السودان من قبل اسرائيل قبل عدة أشهر كان انطلاقاً من هذه الجزيرة وليس من اسرائيل نفسها.

اسرائيل والمؤامرة على سيناء:

لم تكتفي اسرائيل بمحاصرة مصر وضرب نفوذها في القرن الأفريقي بل زادت على ذلك من خلال استهدافها لشبه جزيرة سيناء من خلال أفراغها من الجيش المصري ومنع البناء على مسافة 33 كيلو متر من الحدود وسرقة مدراتها؛ حيث سرقت اسرائيل زمن عبد الناصر وحده 18 طن يورانيوم من سيناء؛ وما تخططه اليوم لتقسيم سيناء وجعلها دولة حاجز؛ ودخول اليهود فيها بدون تأشيرة وغير ذلك الكثير كما يقول د. حبيب.

المقاومة الفلسطينية والأمن القومي المصري:

وحول ما قاله البعض أن المقاومة الفلسطينية وخاصة حركة حماس تهدد الأمن القومي المصري أشار د.حبيب إلا أن الرئيس المصري مبارك قال بأن المقاومة الفلسطينية لا تهدد الأمن القومي المصري لأنها لا تتدخل في شئون مصر الداخلية.

ولفت د. حبيب إلي أن المقاومة الفلسطينية لا تسعى للتحالف مع القوى الإقليمية ضد مصر بالإشارة إلي سوريا وإيران؛ بل إن مصر هي التي دعمت الثورة الإسلامية في إيران للقضاء على شاه إيران، ثم عندما وقفت إيران في وجه اسرائيل عادتها مصر؛ مؤكداً أن المقاومة الفلسطينية ليس لها أي أطماع في الأراضي المصرية وهي من ترفض فكرة تبادل الأرض والتوطين في حين أن مصر هي من سعت زمن عبد الناصر لتوطين الفلسطينيين في مصر.

وأكد د. حبيب أن المقاومة الفلسطينية تحصر مواجهتها مع اسرائيل فقط ولا تتبنى سياسة التوريط كما كانت تفعل بعض الفصائل الأخرى؛ وأن المقاومة الفلسطينية هي التي تحمي الأمن القومي المصري لأن سيناء هي منطقة ضعيفة بالنسبة لمصر كما أن النقب هي منطقة ضعيفة في الأرض المحتلة وأن المقاومة الفلسطينية تستطيع زعزعة أمن مصر واستنزافها من خلال هذه المنطقة الضعيفة لكنها لم تفعل ذلك بل وتحمي هذه المنطقة بشكل قوي.

وأكد د. حبيب أن من يسيطر على فلسطين يهدد خط دفاع سيناء الأول ومن يسيطر على خط دفاع سيناء الأوسط يتحكم في سيناء، ومن يسيطر على سيناء يتحكم في خط دفاع مصر الأخير، ومن يسيطر على خط دفاع مصر الأخير يهدد الوادي وأمن مصر بأكمله بالإشارة إلي اسرائيل.

وختم د. حبيب حديثه بالقول إن دعم القوى الاستعمارية لإنشاء اسرائيل لم يكن عطفاً على اليهود بقدر ما كان استهدافاً لمصر، ومكانتها وموقعها الاستراتيجي؛ داعياً مصر إلي ضرورة تقديم الدعم والمساندة للمقاومة الفلسطينية لحماية أمنها القومي؛ وفتح المجال أمام استيعاب حركة حماس كقوة سياسية وفتح معبر رفح بشكل كامل، ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني.