وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

أسير محرر:" أبي غادرت السجن وبقي أخوتي الثلاثة يأملون"

نشر بتاريخ: 18/10/2010 ( آخر تحديث: 19/10/2010 الساعة: 08:47 )
غزة - معا - " كل يوم أنظر لصورهم المعلقة على الجدران أتأمل ملامحهم، أتساءل هل تناولوا طعام الإفطار، كيف يعيشون يومهم بالأسر، كيف ينامون، هل تكفيهم الأغطية، هل يمرضون هل يستحمون، أتساءل كأم كيف يشتاقون لزوجاتهم وفلذات أكبادهم"؟

بهيجة حلس في العقد الخامس من العمر تحتضن " حسام حلس" أحد أبنائها المفرج عنه من سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ أيام قليلة، " وأخيرا التم شمله على زوجته وأطفاله" أما الفرحة فتكتمل حين يفرج الاحتلال عن أشقائه الثلاثة الذين ما زالوا يكابدون قهر السجان.

أربعة من الأشقاء اقتحم جنود الاحتلال الإسرائيلي منزلهم الكائن بحي الشعف في الشجاعية شرقي مدينة غزة عدة مرات بغية اعتقالهم، إلا أن محاولاته فشلت مرة بعد مرة، إلى يوم الرابع والعشرين من مايو 2008 حين أخبرهم أحد المتعاونين أنهم اجتمعوا في منزل والدهم ويمكن في هذه اللحظات اصطيادهم.

وبالفعل تقدمت آليات اسرائيلية ثم جنود وقاموا بمحاصرة المنزل ومفاجأة الجميع على حين غزة واعتقال عشرة من أفراد الحي بينهم الأشقاء الأربعة ووالدهم المسن.

اقتادهم الاحتلال نحو مركز تحقيق في ناحل العوز- معبر تجاري وموقع عسكري شرقي غزة_ حققوا مع الجميع وحين تأكدت لهم هوية الأشقاء الأربعة حسام صبحي حلس "32" عاماً ومحمد صبحي حلس "28.5" وأحمد صبحي حلس " 26" عاماً ومحمود صبحي حلس "24" عاماً تركوا الجميع واقتادوا الأربعة إلى سجن عسقلان.

في عسقلان وبين عدة سجون لعب الاحتلال لعبة القط والفأر مع الأشقاء الأربعة، بدأت مرحلة التعذيب النفسي، والتساؤلات " أين هواتفكم الخليوية؟ من تعرفون من المقاومين؟، من يرابط على الحدود؟، هل تعلمون عن نفق بالقرب من منزلكم، وهكذا، وبالأخير لا يتم جمع أيا منهم مع الآخر... واستمر ذلك على مدار أربعة أعوام إلا في حالات نادرة تم جمع الشقيق الأكبر حسام مع احد أشقائه أو اثنين منهم في احد السجون لمدة لا تتجاوز شهر أو شهرين كما يقول الأسير المحرر حسام.

حين تم استصدار الحكم ضد حسام بالسجن لعامين ونصف العام بتهمة انتمائه لحركة حماس واشتراكه بدورة شرطية لجهاز الأمن والحماية بالحكومة المقالة، أما أشقائه فقد أصدر الحكم على أحمد بالسجن لسبع أعوام ونصف العام بتهمة الرباط على الحدود والانتماء إلى جهاز البحرية التابع للشرطة بغزة وإطلاق النيران على زوارق الاحتلال، وحكم على محمود بالسجن 12 عاماً بتهم محاولات قتل وخطف جنود وزرع عبوات، أما محمد فترجو امه ان يتم إطلاق سراحه بعد شقيقه حسام لنه حتى اليوم لم توجه له أي تهمة ولم يصدر بحقه أي حكم.

في الحرب على غزة كان حسام قابعاً في أحد السجون غير مطمئن على أِشقائه الثلاثة، وكذلك يخطفه الخوف كل لحظة على طفليه عبيدة " 4" أعوام وسجى عامان، وعلى أبناء شعبه المحاصرين يقول لـ " معا" :" كنت أبكي وأدعو الله أن ينقذ أهل غزة وأهلي وكان الأسرى من أشقائنا بالضفة الغربية يأمنون على دعائي".

حين خرج حسام من السجن كان حضن والده ال1ي اعتنى بطفله عبيدة مفتوحاً حينها قال حسام لأبيه:" خرجت يا أبتي من السجن وبقي أشقائي الثلاثة يأملون ويرجون لقاء عله قريب".

خرج حسام ليجد بيته قد دمر بآليات الاحتلال في حربها على غزة، زوجته وفاء كانت لدى أقاربها لأن المنزل الذي استأجره الوالد صبحي حلس لم يكف لعائلة كانت تقطن منزلا من أربعة طوابق على مساحة 250 متر مربع.

تقطن العائلة اليوم في منزل مستأجر عبارة عن مخزن أسفل عمارة سكنية، خرج الأسير ليقطن بين ذويه مع زوجته وطفليه.