وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

جامعة القدس المفتوحة في سلفيت تنظم ندوة حول ضغوط العمل

نشر بتاريخ: 18/10/2010 ( آخر تحديث: 18/10/2010 الساعة: 16:16 )
سلفيت-معا- نظم برنامج العلوم الإدارية والاقتصادية بالشراكة مع منطقة سلفيت التعليمية وتحت رعاية أ.د. يونس عمرو رئيس جامعة القدس المفتوحة يوم الاثنين، ندوة علمية حول واقع ضغوط العمل في المؤسسات وأسبابها ونتائجها وسبل واستراتيجيات إدارتها ومعالجتها.

وأدار هذه الندوة الدكتور يوسف أبو فارة مدير برنامج العلوم الإدارية والاقتصادية الذي أكد على اهتمام أ.د. يونس عمرو رئيس الجامعة بالأنشطة العلمية والبحثية التي تعزز الدور المجتمعي للجامعة وتوظف العلوم النظرية المختلفة في خدمة قضايا المجتمع الفلسطيني وفي تقديم الحلول الناجعة لمشكلاته وأزماته.

وتحدث في بداية الندوة الدكتور خالد القرواني مدير منطقة سلفيت التعليمية، الذي أكد في كلمته على أن هذه الندوة تأتي ضمن سياسة الجامعة الهادفة إلى التواصل مع الطلبة والمشرفين الأكاديميين والموظفين الإداريين ومؤسسات المجتمع المحلي، وتفعيل تواصل الجامعة مع هذه المؤسسات وتحقيق رسالتها المجتمعية ودورها في بناء مؤسسات الوطن.

وأكد الدكتور القرواني في كلمته على أن ضغوط العمل هي من الموضوعات التي تستحق الدراسة والمعالجة بسبب انعكاساتها الخطيرة على الأفراد والمؤسسات.

وقدم أ.شبلي السويطي ورقة عمل تناول فيها المفاهيم المختلفة لضغوط العمل ودور الضغوط في المؤسسات، مؤكداً على مقولة عالم النفس الألماني كارل ألبرخت الذي أطلق على عصر العولمة اسم عصر الضغوط.

وأشار أ. السويطي إلى أن ضغوط العمل تؤدي إلى تهديد للفرد وتوقع على كاهله أعباء تجعله غير قادر على تأدية مهامه الوظيفية بنجاح، وتؤدي إلى خلل واضح في الاتزان البدني والنفسي للموظفين. وعرض أ.السويطي مجموعة من الأسباب التي تؤدي إلى ضغوط العمل، وأهم هذه الأسباب تلك التي تتعلق بعمل الفرد (مثل عبء العمل الزائد وغموض وتنازع الدور وعدم التوافق بين السلطات والصلاحيات ومناخ العمل غير الآمن والتغيير غير المخطط ومقاومة هذا التغيير).

كما أشار أ.السويطي إلى أن من أسباب ضغوط العمل أسبابا أخرى تتعلق بجماعات العمل (مثل ضعف تماسك الجماعة والصراع بين أفراد الجماعة والتركيز على السلبيات وإغفال الإيجابيات وغيرها)، وعرض مجموعة من الأسباب المؤسسية التي تؤدي إلى ضغوط العمل (مثل التقييم غير الموضوعي والواجبات الوظيفية غير الواقعية وعدم المساواة في الأجور والرواتب وإجراءات العمل غير الواضحة وعدم مرونة التنظيم والمركزية المبالغ فيها وفرص الترقية المحدودة والضوضاء والاتصالات الضعيفة وتضارب الأهداف ونظم الرقابة غير الفاعلة ومحدودية التغذية الراجعة عن الأداء وعدم تدفق المعلومات الكافية والمناسبة وفي الوقت الملائم).

وأشار أ. السويطي إلى مجموعة أخرى من أسباب ضغوط العمل تأتي من البيئة الخارجية للمؤسسة (مثل بعض القيم السائدة في المجتمع وتعقيدات الحياة المعاصرة وتكاليف المعيشة وأعباء الحياة المتزايدة وغيرها).

وقدم الدكتور مفيد أبو زنط ( منطقة طوباس التعليمية) ورقة عمل أخرى تناول فيها نتائج وأعراض وانعكاسات ضغوط العمل، وأشار إلى أن هذه النتائج والانعكاسات قد تكون على مستوى الفرد (كالأعراض العضوية والأعراض النفسية والأعراض السلوكية)، وقد تكون هذه النتائج والانعكاسات على مستوى المؤسسة (كالغياب والتأخر عن العمل وترك العمل وكثرة الشكاوى والتظلمات وعدم الدقة في العمل وعدم الاستفادة من الفرص المتاحة بفاعلية وتردي جودة الحياة الوظيفية)، وأكد في نهاية ورقته على أن عدم التعاطي مع ضغوط العمل بفاعلية يؤدي إلى آثار سلبية على مستوى الأداء المؤسسي والى تكاليف مؤسسية مباشرة وغير مباشرة.

وعرض الدكتور أمجد القاضي (منطقة سلفيت التعليمية) ورقة عمل أخرى تناول فيها السبل والاستراتيجيات التي يمكن استخدامها في إدارة ومواجهة ضغوط العمل على مستوى الفرد وعلى مستوى المؤسسة، فعلى المستوى الفردي يمكن مواجهة الضغوط وتخفيفها من خلال مجموعة كبيرة من الأساليب (مثل التمارين الرياضية والتأمل والاسترخاء والنظام الغذائي السليم وإعادة البناء المعرفي والجوانب الروحانية وغيرها). أما على الصعيد المؤسسي فإن هناك سبل واستراتيجيات متعددة لإدارة ضغوط العمل ومعالجتها، وقد أوضح الدكتور القاضي مجموعة منها (مثل التطبيق الجيد لمبادئ الإدارة وتحليل أدوار الأفراد وتوضيحها وإيجاد مناخ تنظيمي إيجابي والمؤازرة الاجتماعية والتخطيط والتطوير السليم للمسارات الوظيفية واستخدام نظم المشاركة في صناعة القرارات وغيرها من الأساليب.

وفي ختام الندوة تلقى المتحدثون مجموعة من الأسئلة والاستفسارات حول واقع ضغوط العمل في مؤسساتنا الفلسطينية ومدى واقعية الحلول والاستراتيجيات المطروحة في ظل خصوصية البيئة الفلسطينية التي تعاني من ظروف سياسية وأمنية واقتصادية استثنائية، وقد أكد المتحدثون على أن طبيعة البيئة الفلسطينية تعدّ سببا إضافيا لضغوط العمل في مؤسساتنا الفلسطينية، لكن الإنسان الفلسطيني يتسم بشخصية متميزة تتحدى كل الصعاب للوصول إلى بناء مؤسسات فلسطينية رائدة. وقد أوصى الحضور الجهات المسؤولة بالاهتمام بواقع ضغوط العمل في مؤسساتنا واستخدام الأساليب والاستراتيجيات الإدارية المعاصرة في التعامل والتعاطي مع هذه الضغوط.

وحضر هذه الندوة ممثلون عن المؤسسات المختلفة في محافظة سلفيت ومشرفون أكاديميون وموظفون إداريون وحشد من طلبة المنطقة التعليمية وضيوف من المجتمع المحلي.