وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الخالدي : الحركة الرياضية تقبع تحت تأثير الاحتلال فحاجز يعرقل مباراة

نشر بتاريخ: 18/10/2010 ( آخر تحديث: 18/10/2010 الساعة: 18:24 )
غزة - معا - نيللي المصري - الدكتور عصام الخالدي أكاديمي وباحث ومؤلف رياضي ، ولد في مدينة القدس عام 1955 حصل على شهادة الدكتوراه من معهد التربية البدنية في موسكو، يعتبر من أوائل من اهتم بتوثيق تاريخ الحركة الرياضية الفلسطينية قبل نكبة عام 1948 وله مؤلفات في ذلك منها كتاب حول تاريخ الحركة الرياضية الفلسطينية مطلع القرن العشرين وحتى عام النكبة، وحول مشاركة فلسطين في الألعاب الاولمبية،واستيلاء الصهاينة على فلسطين من خلال الرياضة، والإعلام الرياضي الفلسطيني قبل النكبة، والعديد من المؤلفات والمقالات والأبحاث الرياضية المنوعة.

كيف بدأت العمل في مجال التوثيق الرياضي،وما هي مشاريعك البحثية الجديدة؟
بدأت العمل في مجال تاريخ الرياضة منذ حوالي عشرين عاما، كتبت العديد من المقالات وكتاب حول تاريخ الحركة الرياضية منذ بداية القرن الماضي وحتى عام 1948، و الآن أسعى لأن أخوض بشكل مفصل عن هذه الحقبة الزمنية بالإضافة إلى البدء في دراسة الحركة الرياضة في فلسطين منذ عام النكبة وحتى عام 1967, أيضا بدأت بالإعداد لدراسة المرحلتين 1967-1994 ، 1994 وحتى يومنا هذا .
و بالطبع هناك اهتمام بالرياضة الفلسطينية الحالية لأنه من الصعب الفصل بين كل المراحل التاريخية، أيضا يتحتم على كل الاختصاصيين في مجال الرياضة المساهمة في دفع مسيرة حركتنا الرياضية إلى الأمام.

كيف استطعت الحصول على مصادر المعلومات الرياضية النادرة وما هي الصعوبات التي واجهتك في جمعها؟
إن موضوع البحث في تاريخ الرياضة هو أمر صعب للغاية ويرجع ذلك لعدة أسباب أهمها
أولاً: أنه لم تكن هناك أي أبحاث حول هذا الموضوع .
ثانيا: الحصول على وثائق في هذه المجال فالكثير من الوثائق في مجال الرياضة والأندية والاتحاد الرياضي الفلسطيني قد حبست في الأرشيف الإسرائيلي .
ثالثا: عدم التفرغ التام لهذا البحث فهو يحتاج إلى وقت وجهود وإمكانيات .
رابعاً: إن الرياضة لم تصل إلى مستوى يؤهلها لكي تصبح موضوع للبحث والدراسة، كما أنه وللأسف فإن الكثيرين من المؤرخين والمثقفين حتى الآن لا يدركون أهمية النشاط الرياضي سواء أكان التنافسي أم الصحي.

لقد اعتمدت في هذا البحث على صحيفتي (فلسطين) منذ تأسيسها عام 1911 وحتى 1948 و (الدفاع) 1934 – 1948، بالطبع الصحف هي وسيلة هامة للبحث ولكنها غير كافية من أجل معرفة تفاصيل هذه المرحلة التاريخية كما أن الكثير من الذين عاصروا هذه الحركة إما أن انتقلوا إلى رحمته تعالى أو أنهم في الشتات ، لقد حصلت على بعض الوثائق من جمعية الدراسات العربية التي أغلقتها السلطات الإسرائيلية منذ أعوام. كما وحصلت على بعض الملعومات من هنا وهناك - مثل الكتب والمراجع الفلسطينية، ولكن في النهاية تبقى هذه المعلومات غير كافية.

كيف ترى الرياضة الفلسطينية المحلية وأنت متابع لها من خلال المهجر؟
بالنسبة للرياضة الفلسطينية في الوقت الراهن فقد حدثت تغيرات إيجابية على الصعيد التنظيمي مثل تأسيس الاتحاد لكافة أنواع الرياضة، وخروج الرياضة الفلسطينية إلى المنطقة العربية والعالمية، ولكن في نهاية الأمر تبقى الحركة الرياضية تقبع تحت تأثير الاحتلال فحاجز واحد يمكن أن يعرقل مباراة ،
كما أن الاحتلال الإسرائيلي يعي جيدا معنى وأهمية هذا النشاط في إبراز هويتنا الفلسطينية وفي رفع علم واسم فلسطين عاليا محليا وعربيا وعالميا، أيضا فإن الرياضة الفلسطينية في الوقت الراهن تبقى غير واضحة المعالم فهي تعاني من نوع من الانفصام بين الحفاظ على أصالتها وبين ما تتطلبه العولمة .
من الواضح أيضا أنه هناك مخططات من أجل تعرية الثقافة الفلسطينية من ثوبها التي لبسته منذ عقود وهذا يشمل أيضا الرياضة، لقد كانت الرياضة الفلسطينية في الفترة بين 1967 و 1994 واضحة المعالم أكثر مما هو عليه الآن ولعبت دورا في الحفاظ على الهوية الفلسطينية.

هل هناك أصداء ومتابعون للرياضة الفلسطينية من المهجر ؟
هناك متابعة وأصداء للرياضة في المهجر والفضل يعود لشبكة المعلومات والفضائيات ، فالرياضة الفلسطينية بالنسبة للذين يعيشون في المهجر هي جزء من ثقافتهم الفلسطينية التي تربطهم بأرضهم.

ما هي رؤيتك تجاه حركة التوثيق الرياضي الفلسطيني لتبقى مرجعا للأجيال القادمة؟
يجب أن يولى اهتمام أكثر بالتاريخ الرياضي وأن يكون هناك مركز توثيق ، يجب أن تلتفت الاتحادات إلى هذا الأمر ، وأن يكون لكل اتحاد لجنة تعتني بتوثيق النشاطات والتقارير لتكون عونا للمستقبل للباحثين ولتحافظ على تاريخنا، إن مهمة الحفاظ على تاريخنا هي مهمة وطنية لأنه هناك محاولات مستمرة ليس فقط لتشويه تاريخه وإنما محوه من الوجود ، كما أن أفضل وسيلة لتكريم العاملين السابقين في أي مجال يأتي من خلال التنقيب ونشر الأخبار عن أعمالهم.

كيف ترى مسيرة الإعلام الرياضي الفلسطيني كمتابع له؟
وحول الإعلام الرياضي هناك تطور لا بأس به ،فقد برز اختصاصيون في هذا المجال يجمعون بين العمل الصحفي وإدراك طبيعة وأهمية النشاط الرياضي، ولكن تبقى الصحافة الرياضية بشكل عام في يد أناس غير اختصاصيين وغير متمرسين في هذا المجال.
ومع ظهور الانترنت فإن الإعلام الرياضي انتقل نسبيا من الصحيفة التي كان لها محررا لغويا خاصا بها إلى مواقع رياضية ليس لها علاقة بالعمل الصحفي والتحرير اللغوي، لذلك على اتحاداتنا الوعي لهذا الأمر،و لا نستطيع أن نتحكم بالمواقع الالكترونية ولكن أيضا عليها مهمة نقل المعلومات بشكل صادق وبلغة وأسلوب صحفي متين، أيضا ما أرجوه هو أن نشر الأخبار والتعليقات والآراء الرياضية بشكل موضوعي دون دعم هذه الجهة أو تلك وهي مهمة تقع على كل العاملين في الإعلام الفلسطيني ، يجب أن يدركوا أن الرياضة هي وسيلة تجميع وليست تفريق.