وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

قسم التحقيق في عسقلان من أبشع أقسام التحقيق بسجون الاحتلال

نشر بتاريخ: 19/10/2010 ( آخر تحديث: 20/10/2010 الساعة: 09:24 )
الخليل- معا- أصدر نادي الاسير في الخليل، تقريراً مطولا عن واقع سجن عسقلان الاسرائيلي، وتحدث التقرير باسهاب عن معاملة الاسرى منذ اللحظة الاولى لعملية الاعتقال حتى وصولهم للسجن.

مركز تحقيق عسقلان

يقع مركز تحقيق عسقلان، داخل أسوار سجن عسقلان على أراضي مدينة عسقلان، والمحاط بسور مرتفع يصل ارتفاعه إلى ستة أمتار ومحاط بالأسلاك الشائكة ومحاط بأربعة أبراج مراقبه من جميع الجهات، ويتم تحويل الأسرى الفلسطينيين إلى هذا المركز من مراكز التوقيف وخصوصا من مركز عصيون للتوقيف، وهي المرحلة الاولى في التحقيق.

وينقل الاسير الى عصيون والتي هي قاعدة عسكرية بداخلها مركز توقيف، يديره الجيش الاسرائيلي، ومعظم الذين يتعاملون مع الاسرى من الجنود، غير مدربين ولم ياخذوا أي مادة علمية بكيفية التعامل مع الاسرى وما هي حقوقهم، لذلك تجد الجنود يمارسون التعذيب والتنكيل بطريقتهم الخاصة ويتم الاعتداء عليهم بالضرب المبرح ويتم انهاك الاسرى قبل نقلهم الى مراكز التحقيق المركزية.

ويمكث الاسير في عصيون عدة ايام الى ان يقرر جهاز المخابرات العامة الاسرائيلي وضعه، اما ان يحوّل للاعتقال الاداري بقرار منهم أو الى مراكز التحقيق أو مباشرة الى المحكمة بناء على اعترافات سابقة حسب قانون "تامير" العسكري.

وتحقيق عسقلان يوجد فيه 28 زنزانة وفي كل زنزانة يوجد معتقل واحد وفي بعض الأحيان معتقلان. وتخضع ادارة قسم التحقيق لجهاز المخابرات العامة "الشاباك"، حيث تمارس أجهزة الأمن في هذا المركز كافة ألوان التعذيب، فيوضع المعتقل بداية في ظل ظروف محبطة وصعبة للغاية، حيث يزج به في زنزانة لا تتجاوز مساحتها (1.5× 1م) وهو مقيد اليدين والرجلين ومعصوب العينين بدون فراش أو غطاء، والزنزانة رطبة لا تدخلها أشعة الشمس، والتهوية فيها تكاد تكون معدومة، ولا يوجد فيها نوافذ، لون حيطانها سكني غامق مائل للسواد وهي خشنه جدا يصعب الاتكاء عليها، وفيها ضوء اصفر قوي جدا يعمي الأبصار. ويكون المعتقل أثناء فترة مكوثه بها مقطوع عن العالم الخارجي.

وهناك فتحة صغيرة يتم استخدامها لتزويد المعتقل بكميات بسيطة من الطعام، وبعد مرور ثلاثة أيام يكون قد حُرم فيها المعتقل من كل ذلك فيبدأ التحقيق و التعذيب مجددا معه، ويتعرض منذ اليوم الأول لاعتقاله إلى جولات طويلة ومتكررة من التحقيق فيمنع من النوم وقضاء حاجته في المرحاض لأوقات طويلة و يتعرض للشبح والضرب والشتم والتهديد والربط في أوضاع مؤلمة، كربط الساقين وشدهما إلى الخلف من تحت كرسي، ثم الدفع بجسم الأسير نحو الخلف. واستغلال مرض المعتقل أو إصابته للضغط عليه والتهديد بقتله أو باعتقال أفراد الأسرة، واستخدام أسلوب الهز العنيف لجسده وحرمان المعتقل من زيارة المحامي لفترات طويله والمنع من زيارة الأهل اثناء فترة التحقيق، وتسليط ضوء قوى على عيون المعتقل بشكل مباشر.

ومن بين أساليب التعذيب المستخدمة، أيضا شبح المعتقل لفترات طويلة وعملية الشبح هذه عبارة عن تكبيل أيدي المعتقل إلى الخلف، وإجباره على الجلوس على كرسي صغير مما يسبب له آلام في ظهره وعموده الفقري، ويترك المعتقل مشبوحا لعدة أيام أو أسابيع، ومن أساليب التعذيب أيضا وضع المعتقل في غرفة المحقق وتركه فيها لساعات مع وضع المكيف على درجة عالية من البرودة، وهو مكبل اليدين إلى الخلف.

منع المعتقل من رؤية المحامي

حق المعتقل للقاء المحامي حق اساسي كفلته القوانين الدولية والذي يتخلل اختيار المحامي، اخذ الاستشارة القاونية المتعلقة بحقوق الاسير في الاعتقال، حق الصمت، وحق ان يتم تمثيله بصورة مناسبة وملائمة، حق الادعاء والطعن ضد اساليب غير مقبولة مثل التعذيب والتهديد. كل الحقوق المذكورة تنتهك بشكل جوهري في الحظة التي يكون فيها الاسير ممنوع لقاء المحامي.

يعطي القانون العسكري صلاحية منع الاسير من لقاء محاميه بشكل استثنائي جدا، ولكن التجربة تفيد ان حوالي 80 % من المعتقلين يمنعوا من لقاء محاميهم لفترات طويلة تتراوح بين عشرة ايام وحتى اكثر من شهر.

تمديد الاعتقال لفترات متوالية

يتم تمديد قرار الاعتقال الأول لمرة أو لمرتين وفي الكثير من الحالات ما يزيد عن عشر مرات ويبقى الاسير لمدة تتراوح بين 25 يوم و60يوم في التحقيق، وبعد أن يستنفذ الادعاء كل الذرائع والحجج الهزيلة والمادة الجديدة والملف السري. فيقرر بعدها إما ان يرفع الملف الى النيابة العسكرية من اجل تقديم لائحة الاتهام ضد الاسير او تحويل الاسير الى الاعتقال الاداري.