وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

لاعبات السلة بغزة الرياضي يتحدين الحصار بتدوين أحلامهن في الملعب

نشر بتاريخ: 20/10/2010 ( آخر تحديث: 20/10/2010 الساعة: 08:39 )
غزة - معا - نيللي المصري - بخطى واثقة يركضن مسرعات صوب بوابة النادي، ليعانقن بحرية أرض الملعب، ويفترشنه بأدوات التدريب وبالكرة يدون أحلامهن وتطلعاتهن إلى المستقبل، فهن يرونه حقا شرعيا في هذه الحياة آلا وهو ممارسة الرياضة، تاركين خلفهم الظروف السياسية وهموم المجتمع المتفكك،

فقطاع غزة تلك البقعة الصغيرة التي لا تزيد مساحته على 360 كم مربع ويعاني من الحصار ومن الظروف السياسية والأمنية السائدة، ويفتقر إلى توفر الأماكن الرياضية الخاصة بالفتيات، إلا أنهن وجدن بارقة أمل، من خلال فتح المجال أمامهن من قبل نادي غزة الرياضي لينطلقن نحو تحقيق الحلم.

أكثر من عشرين فتاه بعمر الزهور أكبرهن سنا لا تتجاوز الأربعة عشرة ربيعا،يشكلن فريقا لكرة السلة النسوية في نادي غزة الرياضي، هذا النادي العريق الذي يعتبر من أكثر الأندية الفلسطينية التي تهتم تحديدا بالرياضة النسوية، وعزمن على التحدي وممارسة اللعبة بعد الدوام الدراسي، فمتابعة ذويهن وإدارة النادي لهن كفيلة أن تمنحهن الثقة والدافع القوي لإثبات ذاتهن وتحقيق طموحهن.

تدريبات متواصلة
محمود عاشور مدرب الفريق وهو لاعب منتخب فلسطين لكرة سلة منذ سنين، بدا متحمسا للفكرة وحازما خلال تطبيق التدريبات، أعرب عن أمله استمرار انتظام اللاعبات في التدريبات كما هو الحال الآن، ورأى انه من الممكن في المستقبل القريب إقامة بطولة محلية لهن للتعرف على مستوياتهن، وأكد انه خلال الفترة القادمة سوف يصل الفريق إلى مرحلة النضوج ويكون جاهز لخوض مباريات،

وأضاف أن الرياضة المدرسية هي أساس الرياضة، وانه في حال تم الاهتمام بالرياضة المدرسية فانه سوف يكون هذا الاهتمام تمهيدا لتطوير الرياضة النسوية في القطاع،

وحول المعيقات التي تعترض الفريق أوضح عاشور انه العائق الوحيد هو قلة وقت التدريب كون اللاعبات طالبات مدارس ويمارسن التدريبات بعد انتهاء اليوم الدراسي، وانه من خلال تدريبهم يحاول تجاوز هذا العائق بقدر الإمكان.

مساحة من الحرية والانطلاق
اللاعبة "صفية مسلم" اثني عشر ربيعا تشعر بسعادة غير عادية وهي تركل الكرة وتقذفها في الملعب، وتشعر بأنها حصلت على مساحة جيدة من الحرية، وكأنها تحلق في الفضاء، تقول: عندما استمع إلى تعليمات المدرب أحاول أن أطبقها كما يجب، فانا جئت إلى هنا كي أحقق حلمي وأصبح لاعبة كرة سلة على مستوى جيد،

اللاعبة رشا أبو الشيخ، فقبل أن يبدأ التدريب كانت بكل حيوية وعفويتها تتنقل في كافة أجزاء الملعب، وكأنها تدون ذكرى في كل زاوية من زواياه، وكأن كل زاوية تمثل لها قصة معينة مرتبطة معها منذ الطفولة،

تقول إن النادي أصبح جزءا هاما من حياتها، وحين ترتاده ترى حلمها يحلق في سماء الملعب، وهذا يمنحها بحسب قولها الالتزام بتعليمات النادي والمدرب والتركيز من اجل ما تصبو إليه.

اهتمام وتطلعات غزة الرياضي
المدير الإداري لمدارس الناشئين في نادي غزة الرياضي " سمير عبد الواحد" بدا سعيدا وهو يرى إقبال متزايد للفتيات على ممارسة الألعاب الرياضية في النادي، ارجع ذلك إلى مدى اهتمام النادي بتفعيل الرياضة النسوية، و أكد على أن فريقي السلة وتنس الطاولة يواصلان تدريباتهما منذ عام مضى، وأن جميع اللاعبات من طلبة المدارس الابتدائية والإعدادية، وأعمارهم لا تتعدى الخامسة عشرة، وأوضح أن الفرق النسوية في مرحلة التأهيل والإعداد لمشاركات قادمة، وانه لدى النادي ثلاث مدربات يعملن كمساعد مدرب حتى يكتسبن الخبرة في التدريب.

التزام لتحقيق الحلم
وبحركات مشاغبة تداعب الكرة وكأنها أرادت أن تقول لنا أنها الحلم القادم وليس ببعيد في كرة السلة، اعتبرت اللاعبة ديانا المشهرواي أن النادي الوطن الصغير الذي يحنو على أبنائه ولا يبخل عليه بالعطاء،فهي بدأت تخطط لتحقيق حلمها بأشهر لاعبة كرة سلة بعد احتضان النادي للفريق بأكمله.

وعلى نفس الوتيرة والحماس اللاعبة نانسي المشهراوي تشدد على أنها دائما تحلم بمكان يحتضن مشاغبتها فهي دائمة الحركة، و تشعر بنشاط غير عادي، وتضييف قائلة: هذا ما كانت تقوله لي مدرساتي ونصحني بالاشتراك بفريق المدرسة، وبابتسامة واثقة أخبرتني أن النادي أصبح الموطن الوحيد لهذه المشاغبات، وأنها تأمل بان تلعب أمام الأندية النسوية الفلسطينية في الوطن، وتواصل الزحف إلى خارجه وتمثيل فلسطين في المحافل العربية والدولية.

وتضيف اللاعبة نيرمين عيد على ما قالته زميلاتها :رغم أنه في كثير من الأوقات قد يكون العبء كبير علينا خاصة وأننا نواصل التدريبات بعد انتهاء الدوام المدرسي إلا أنني أنا وزميلاتي بدأنا نشعر بأننا أناسا آخرون وكأننا نملك قوى خفية تجعلنا نجتهد ونقوم بما علينا القيام به، وسنحقق حلمنا الرياضي من خلال النادي، ولفتت اللاعبة عيد إلى أنها سعيدة بفتح المجال في النادي ليمارسن الفتيات ألعابهن المفضلة.