|
فياض: نسعى لحماية مكانة الأسرى وفقاً لقواعد القانون الدولي
نشر بتاريخ: 20/10/2010 ( آخر تحديث: 23/10/2010 الساعة: 08:34 )
بيت لحم- معا- أفرد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض حديثه الإذاعي الأسبوعي لتسليط الضوء على القمع والعزل الذي يتعرض له الأسرى في السجون والمعتقلات الإسرائيلية، خاصةً الأطفال منهم.
وقال: "إن وزارة شؤون الأسرى والمحررين اطلقت في بداية الشهر الجاري حملةً وطنية، بالتعاون مع المؤسسات الاجتماعية والحقوقية، تهدف إلى إبراز صوت الأسرى ومعاناتهم في مواجهة سياسة العزل التي تواصل إدارة سجون الإحتلال فرضها عليهم". وأضاف د. فياض: "أن مواجهة القمع والعزل الذي يتعرض له الأسرى في السجون والمعتقلات الإسرائيلية يستدعي تكثيف الجهود لحشد الدعم المحلي والدولي لمساندة صمود الأسرى، والإقرار بحقوقهم ومكانتهم، وكسر عزلتهم، واستثمار كل وسيلة ممكنة للتواصل معهم إلى أن ينالوا حريتهم"، وتابع: "كنت في إطار حملة أكتب رسالة قد وجهت رسالتي إلى الطفل الأسير صايل أبو قويدر من مدينة الخليل الذي اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي من أمام مدرسته الشهر الماضي، والذي تشكل معاناته، كما صموده، نموذجاً لمئات الأسرى الأطفال وآلاف الأسرى والأسيرات في معتقلات الاحتلال". وأكد رئيس الوزراء أن حملة "أكتب رسالة للأسرى والأسيرات" تأتي لمناصرة ودعم وصمود الأسرى وأسيرات داخل سجون الإحتلال لتحقيق حالة من التفاعل والتواصل الشعبي والجماهيري بين أبناء الشعب والأسرى من خلال مراسلتهم، والتأكيد على حريتهم. واضاف قائلا: "انطلاقا من اهمية هذه الحملة قررت أن أخصص حديثي معكم لقضية الأسرى خاصةً الأطفال منهم. فإسرائيل تعتقل نحو 320 من أطفالنا في سجونها، وتنتزع منهم الاعترافات تحت التهديد، وتُصدر بحقهم أحكاماً مجحفة في محاكم للكبار وليس للأحداث، إضافةً إلى ظاهرة فرض إقامات منزلية على الأطفال بعد اعتقالهم والإفراج عنهم، حيث فرضت قوات الاحتلال اقامات منزلية على نحو 60 طفلا من القدس واخرهم احد الاطفال من الخليل". وأشار فياض إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت منذ عام 2000 وحتى الآن حوالي 8000 طفل، وتعتقل سنوياً نحو 700 طفل تتنزعهم من عائلاتهم، ومن مدارسهم، ويُحرمون من أصدقائهم، ومن حاراتهم، ومن هواياتهم. قائلا: "كان صايل أبو قويدر يحب الملاكمة والمصارعه. أما خليل عطا قريع، اثنى عشر ربيعاً، الذي تم اعتقاله في اليوم الأول من دوام المدارس، فكان يحب صيد العصافير وكرة القدم". وأضاف: "لكل أسيرة وأسيرٍ منهم قصته الإنسانية وأحلامه، وتطلعاته للعيش مع عائلاتهم، فهم ليسوا مجرد أرقام كما يسعى الإحتلال إلى تحويلهم"...وأضاف: "أن إسرائيل إذ تنتهك حقوق هؤلاء الأطفال، فهي تخالف الاتفاقيات الدولية، ومبادئ حقوق الإنسان، خاصةً اتفاقية حماية الطفولة". وشدد فياض على أن الوفاء لقضية أسرى الحرية، يتطلب من الجميع الارتقاء إلى مستوى المسؤولية الوطنية، قائلا: "أدعو كافة أبناء شعبنا في الوطن وفي الشتات إلى التفاعل مع حملة "اكتب رسالة" والإلتفاف حول هدفها في كسر عزلة الأسرى ودعم صمودهم، والمبادرة بكتابة رسالة إلى أسرانا، الأطفال منهم والأسيرات، والمرضى والمعزولين، والى الإداريين والمحكومين والموقوفين وكافة الأسرى". وأكد رئيس الوزراء أن قضية الأسرى شكلت دوماً قضية إجماع وطني، وتحتل أولوية عليا في برنامج عمل السلطة الوطنية، والتي ركزت في وثيقة "موعد مع الحرية"، التي حددت أولويات العمل في العام الثاني والأخير من خطتها، على ضرورة بناء قاعدة بيانات محدثة للأسرى والأسرى المحررين، والعمل على توفير احتياجاتهم. وفي مجال تمكين وتأهيل وإدماج الأسرى المحررين في المجتمع، أشار فياض إلى أن السلطة الوطنية تعمل على تمكين ودمج 200 أسير محرر من خلال تقديم قروض تساعدهم في إقامة مشاريع صغيرة مدرة للدخل، وتقديم عدد من المنح الدراسية للأسرى وعائلاتهم. كما تعمل على تقديم خدمات التدريب والتأهيل لما يزيد عن 500 أسير محرر. وقال: "نسعى لحماية مكانة الأسرى القانونية وابراز وضعهم من حيث ما يمليه القانون الدولي على القوة المحتلة من التزامات". وأشار رئيس الوزراء إلى أن الحكومة قد أفردت خلال العام الأول من خطتها، جزء هاماً من عملها لتفعيل قضية الأسرى على المستوى الدولي، حيث أشرفت على عقد المؤتمر الدولي لمناصرة أسرى ومعتقلي القضية الفلسطينية في السجون والمعتقلات الإسرائيلية وتبني ومتابعة توصياته على الصعيدين المحلي والدولي. واضاف قائلا: "إن هذا العمل على أهميته لا يمكن أن يحقق أهدافه دون التدخل الفاعل من كافة المنظمات والمؤسسات والهيئات المدافعة عن حقوق، الإنسان المحلية والدولية، من أجل إنهاء حالة العزل والتعذيب وتحسين الظروف المعيشية للأسرى والأسيرات، بالإضافة إلى التعامل معهم كأسرى حرب وفقاً للمعاهدات الدولية تمهيداً لإطلاق سراحهم". وختم رئيس الوزراء حديثه بقوله: " لا يسعني إلا أن أشد على أيدي الأسرى الأبطال واحداً واحدا وعلى أيدي ذويكم جميعاً، وكافة المناصرين لقضيتكم. وأؤكد لكم أنكم لستم وحدكم. فحريتكم جزء من حرية الوطن والشعب، وأقول لكم: "نحن معكم، وسلطتكم الوطنية إلى جانبكم، فهذا أقل الوفاء للصمود الأسطوري الذي تسجلونه كل يوم، وانتم تعبدون الطريق نحو الحرية رغم ظلام السجن وظلم الاحتلال، ولن يهدأ البال إلا بحريتكم وحتماً لنا مع الحرية موعد قريب بإذن الله". |