وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"مانديلا" تلتقي الاسير ابراهيم عليان في الذكرى الـ 24 لاعتقاله

نشر بتاريخ: 21/10/2010 ( آخر تحديث: 21/10/2010 الساعة: 10:20 )
رام الله- معا- قامت المحامية بثينة دقماق مدير عام مؤسسة "مانديلا" يوم الاثنين الموافق 18/10/2010 بزيارة الاسير المقدسي ابراهيم عليان في ذكرى اعتقاله، حيث أنه أنهى بهذا اليوم 24 عاما ودخل في عامه الخامس والعشرين.

الاسير ابراهيم عليان:
هو مقدسي من سكان سلوان، اعتقل بتاريخ 18/10/1986 ويقضي حكما بالسجن المؤبد، وينتسب لاسرة متواضعة، درس الابتدائية في مدرسة احمد الخالدي واكمل دراسته الثانويه في الكلية الابراهيمية ، طالبا مجتهدا من هوايته كرة القدم، تمتع بعلاقات اجتماعية طيبة جدا ومحب للاخرين ومساعدتهم، حلمه مقاومة الاحتلال وتحرير الاقصى، وفي عام 1982 اعتقل ابراهيم لمدة عام مع مجموعة من رفاقه بتهمة حرق سيارات للمتطرفين وعدة نشاطات وفعاليات اخرى حيث كان يبلغ من العمر 15 سنة وقام بدفع غرامة مالية قدرها 5000 شيكل، وبعد الافراج عنه عاد لاكمال الدراسة، وقبل ان يقوم بتقديم امتحان الثانوية العامة، اعتقل بتاريخ 18/10/1986 بعد ثلاثة ايام من عملية باب المغاربة وقد وجهت له تهمة المشاركة في العملية مع الاسيرين عبد الناصر وطارق حليسي والانتماء الى تنظيم عسكري تابع لحركة فتح.

محاولة اغتياله واغلاق بيته:
اعتقل الاسير عليان من بيته ليلا بعد اعتقال مجوعته بيومين، حيث تعرض لشتى انواع التعذيب قرابة ثلاثين يوما، من الشبح والعزل، وتم التغرير به لاغتياله، فبينما كان متوجها الى المحكمة وهو مقيد اليدين والرجلين طلب منه ضابط المخابرات الهروب وادعى انه متعاطف معه، حينها أمسك ابراهيم بالضابط وقال له "انا لا اهرب " حيث فهم ان الضابط يريد قتله بحجة انه حاول الهرب، وتم اغلاق بيته في عام 1986 بقرار من قائد الوسطى اهارون باراك وقد داهمت المخابرات المنزل عدة مرات للتأكد ان المنزل ما زال مغلقا، وتم فتحه من قبل مبارك عوض في حملة فتح المنازل، وتم اغلاق البيت لمدة 14 عاما حيث تشتت العالئة جميعا بعد اغلاق المنزل.

معاناة لعائلة الاسير عليان:
الاسير عليان الرابع على اخوته الخمسة، وله 3 اخوات وترتيبه الخامس في الاسرة، وتم اعتقال اخيه محمد في عام 1988 بتهمة مساعدة تنظيم حركة فتح وحكم عليه بالسجن لمدة سنة ونصف، وتم اعتقال اخته زينب في عام 1997 وهي قادمة من السفر عن جسر الاردن، حيث انها متزوجة في الاردن وكان معها طفلها حيث تم خفطه من يدها واعطاءه الى ابيه، وتم نقلها الى التحقيق، ولم يتم اعلام عائلتها عن مكان اعتقالها لمدة 6 ايام، بعد البحث المستمر من قبل الاهل والمحامي في مراكز التحقيق في القدس وبيت لحم والسجون والاتصال مع الشرطة على الجسر ولم يعملوا اهلها اين ارسلت، وحتى عند الافراج عنها من مركز تحقيق المسكوبية بعد الستة ايام لم يعترفوا بوجودها، حيث تعرضت لشتى انواع التعذيب منها العزل في الزنازين، سكب الماء البارد، الاصوات المزعجة لتخويفها وارهابها، التهديد والمسبات والشتائم البذيئة من قبل الشرطيات والجنود، وايضا تم اعتقال أخيه علي لمدة 20 يوما قضاها في مركز تحقيق المسكوبية، تزوج اخوته الثلاثة واخته وهو بالاسر، ووالدته طاعنة في السن تبلغ من العمر 85 عاما تعاني من امراض الشيخوخة حيث لا تقدر على زيارته الا المرات القليلة، اخيه محمد كونه اسير سابق منع لفترات طويلة من زيارته، وفي النهاية بعد جهد المحامين استطاع الحصول على تصريح لزيارته لمرة في السنة.

رحلة المعاناة :
بعد انتهاء التحقيق معه نقل الى سجن الرملة وحكم عليه بالسجن مدى الحياة في محكمة اللد، ثم بدأت المعاناة حيث كان يعاني الاسير عليان من تلف في الشريان الاورطي للقلب، وكان هناك توصية من اللجنة الطبية بالافراج عنه لخطورة وضعه الصحي، وتم موافقة وزير الشرطة بالافرج عنه، الا أن قائد المنطقة الوسطى انذاك رفض اطلاق سراحه، وبعد تدخل عضو الكنيست عبد الوهاب درواشة آنذاك، تم اجراء العملية له وتغيير الصمام التالف ما بين 1994-1995.

وحتى الان هو بحاجة الى عناية طبية خاصة ويتناول مميع للدم، وحسب توصية اللجنة الطبية تشير الى وجوب تواجده في سجن قريب من مشفى لا يبعد عنه اكثر من 15 كم، وتم وضعه في عام 2008 في عزل سجن نفحة، وبعد توجه عائلته للمحكمة بطلب لنقله الى سجن اخر واخراجه من العزل بناء على التقارير الطبية الخاصة به تم نقله الى سجن هدريم.

زيارة الدقماق للاسير عليان:
اثناء زيارة الدقماق للاسير عليان والتي من خلالها اطلعها على معاناته ومعاناة اخوانه الاسرى افاد بأنه لم يبقى سجن الا ومكث فيه الاسير عليان، حيث تنقل بين المسكوبية، الرملة، السبع، عسقلان، شطة، جلبوع، نفحة، هدريم، وفي نهاية المطاف في جلبوع، وشارك في العديد من الاضرابات ابرزها 1988،1991،1992،1995، 2000،2004 وغيرها من الاضرابات الاخرى، وكان أغلب وقته يتعرض لمشاكل مع ادارة السجون، ويعزل في السنة احيانا لاكثر من 5 مرات ـ ويعتبر الاسير عليان من قيادات الحركة الاسيرة.

وأكد أنه التحق بالثورة مدركا الثمن الذي سيواجهه وانه غير نادم على ما فعل وما قام به، ويقول عليان " قدمت في سبيل تحرير الوطن والقدس، وبعد 24 عام فترة تجوالي داخل السجون والتواصل النضالي من وراء الاسوار في مواجه الاحتلال وسياسته الداخلية على صعيد السجون او خارجها بما يخدم المصلحة الوطنية ، وحقيقة الامور التي ينسجم الانسان معها بكثير من المواقف التي تحصل وأهما أن لا يكون في النفس أي تردد أو يأس وبالتالي هناك رضا عما قمت به وأقوم به أنا واخواني الثوار داخل السجون الى الوقت الحالي"، وأكد أن الحركة تسعى بكل لحظة جاهدة الى رص الصفوف وتوحيد المواقف في المواجهة الشاملة واليومية مع مديرية السجون ومن يقف من وراءها من الحكومة المتطرفة.

وعبر عليان عن حبه للحياة وتطلعه بشغف للحرية هو وزملائه من داخل هذه السجون، كما أكد أن مراحل النضال المختلفة لا تلغي الواحدة الاخرى وهذا نضال تراكمي يهدف في النهاية الى طرد الاحتلال، والأمر الذي بحاجة الى رعاية واهتمام كل مسؤول من قبل القيادة الفلسطينية على شتى توجهاتهم هو إنهاء هذا الانقسام بين شقي الوطن والذي نشعر بالخزي والعار لما آلت اليه أوضاعنا الوطنية والتغيير الذي حصل في حساباتنا الداخلية لتصبح رغبة مصالح خارجية ليس لها علاقة بهذا الوطن او الشعب الفلسطيني وبالتالي من المهم وبشكل سريع انهاء هذا الانقسام لأن من شأن الوحدة أن توقف هذا الزحف الاسرائيلي المتعجرف اتجاه هدم الارض وطرد الانسان وهتك الاعراض وحرق الزيتون ان يتوقف بصمود هذه القيادة وهذا الشعب من وراءه.

وطالب القيادة بوضع خطة واستراتيجية عالية من أجل إنهاء هذا الاحتلال من خلال رفع شعار الدولة على اراضي 67 وعاصمتها القدس الشريف، وفي الوقت ذاته على القيادة حماية شعبها لما يتعرض له من تنكيل وطرد وسلب للبيوت من خلال التوجه والطلب من العالم لحماية شعبنا وخاصة القدس وما بجري بها من تهويد للارض والمقدسات بتخطيط من الحكومة الاسرائيلية المتطرفة وقطعان المستوطنين.

وأكدت الدقماق أن الاسير عليان يتمتع بمعنويات عالية وحلمه مثل أي أسير اخر هو التحرر من ألاسر والعيش بأمن وسلام بين أهله واصحابه وعلى ارضه.