وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

جامعة النجاح تعقد المؤتمر الدولي الثالث "دور الترجمة في حوار الحضارات"

نشر بتاريخ: 21/10/2010 ( آخر تحديث: 21/10/2010 الساعة: 11:03 )
نابلس - معا - اوصى المشاركون في المؤتمر الدولي الثالث بعنوان: " دور الترجمة في حوارالحضارات" والذي عقدته كلية الآداب في جامعة النجاح الوطنية اليوم الاربعاء الى ضرورة تشكيل هيئة وطنية تتولى شؤون الترجمة، وترجمة الارشيف والوثائق العثمانية والبريطانية لما لها من دور القاء الضوء على الوقائع والاحداث في فلسطين، بالاضافة الى تبني استراتيجية واضحة تهدف الى اعادة الثقة لروح حركة الترجمة الاصلية في حماية الهوية الثقافية للشعوب، والدعوة لعقد المؤتمر الدولي الرابع للترجمة في حوار الحضارات على ان يتضمن محاور تهتم بحركة الترجمة في فلسطين في الاتجاهين.

وكان المؤتمر قد عقد برعاية الاستاذ الدكتور رامي حمد الله، رئيس الجامعة وبدعم من شركة الاتصالات الخلوية الفلسطينية جوال في مدرج الشهيد ظافر المصري في الحرم الجامعي القديم وحضر الجلسة الافتتاحية الى جانب رئيس الجامعة الدكتور ماهر ابو زنط، عميد كلية الآداب والاستاذ الدكتور يحيى، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر والسيد امير تركية، ممثلا لشركة جوال ونخبة من المفكرين الفلسطينيين والعرب والاجانب من الجامعات الفلسطينية والعربية والعالمية وقد شارك العديد من المهتمين في هذا المؤتمر.

وفي بداية الجلسة الافتتاحية دعا الدكتور ايمن نزال، رئيس الجلسة الاستاذ الدكتور رامي حمد الله لالقاء كلمته في المؤتمر حيث قال رئيس الجامعة: "إننا في هذا اليوم نلتقي معكم علماء ومفكرين من أجل الإنسانية وحوار حضاراتها ويسعدني أن أرحب بكم في بيتكم جامعة النجاح الوطنية التي تتفاعل مع المجتمع علمياً وفكرياً وتربوياً، إن أي حضارة لا بد لها من الاعتماد على لغة قوية لتدوين عناصرها ومكوناتها لأن اللغة الضعيفة تندثر وتندثر معها حضارتها، والحضارة ليست كلمة تقال لأنها نتاج أمة عبر مئات بل وآلاف السنين، وإذا نظرنا الى الحضارة الحديثة فهي تختلف عن الحضارات القديمة التي خلدت مع الأزمان لأن الحضارات كان أساسها الإبداع الروحي الذي يخاطب العقل والوجدان معاً، لكن حضارة هذه الأيام في معظمها حضارة مادية رأسمالية، وإذا رجعنا الى آراء العلماء والأدباء والمؤرخين وغيرهم نجد من يقول بأن نأخذ الحضارة بخيرها وشرها ومنهم من يقول نأخذ خيرها فقط، وإذا أرادت الأمة أن تحفظ هويتها وشخصيتها فعليها الأخذ بمعادلة التمييز بين الإنتاج والعجز ونستطيع أن نأخذ مثال اليابان التي طورت الحضارة الغربية مع المحافظة على أصول ثقافتها لكنها أخذت من الحضارة والثقافة الغربية ما يتناسب معها حتى تفوقت في كثير من الاختراعات والصناعات ومختلف النتاجات البشرية".

كما اضاف اننا نلاحظ وللأسف بأن العديد من الشباب في السنوات الأخيرة سيطرت عليهم أضواء الحضارة الغربية فابتعدوا عن الأصول والعادات والثقافات التي لدينا كأمة لها إرثها الحضاري والديني والأخلاقي، لقوله تعالى:"كنتم خير أمة أخرجت للناس" هذا عندما كانت الأمة العربية تعيش في بيئة العقيدة السليمة والخلق الأصيل والفكر المتنامي فعندما نقلت الى لغتها الحضارات الرومانية والفارسية واليونانية لم تخسر هويتها وشخصيتها بل كانت قدوة الأمم في العصور الوسطى.

وذكر انه عندما نقول حوار الحضارات فمن المهم أن نشارك ونسهم فيه مدركين العلاقة السليمة بين الروحية والمادية فلا نجعل المادية مكان الحضارة لأن الحضارة نتاج مادي ومعنوي ونكتسب منها سلوكياتنا وعاداتنا وتقاليدنا وأنماط حياتنا، ومن هنا يجب ان نكون حريصين في انتهاج السبل الصحيحة أثناء المشاركة في حوار الحضارات حتى لا ننسلخ عن أصولنا وتقاليدنا وعاداتنا منطلقين من التاريخ العربي حين ساد العرب هذا العالم وكانت شوارع قرطبة تضاء ليلاً بينما كان العالم يغرق في الظلام، ويجب أن نقنع العالم بأننا أصحاب حضارة وتاريخ ناصع بتعاملنا وسلوكياتنا التي تنبع من عقيدتنا السمحة وليس من الفرق التي شوهت العقيدة وأضافت اليها من عندها بمزاجية فردية أو فئوية انطلاقاً من المصلحة الضيقة أو مصلحة الغير.

وقال رئيس الجامعة في كلمته: "نعلم جميعاً أن ديننا الحنيف لا يتعارض في مفاهيمه ومبادئه مع العولمة بمفهومها المجرد، فإنما ارسل النبي صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين لأن الرسول عليه الصلاة والسلام أرسل للناس كافة، وكل إنسان مكرّمٌ كما جاء في قوله تعالى (ولقد كرمنا بني آدم) بغض النظر عن الديانة او اللون، ولكن في العالم اليوم، قوى تريد أن تنحرف بالعولمة عن مفهومها الصحيح وجعلها ضرباً من الهيمنة على العالم وسلخ الشعوب عن ثقافاتها تمهيداً للسيطرة على هذه الشعوب والتحكم بمقدراتها لتحقيق أهدافهم في السيطرة على المقدرات وتسيير هذه الشعوب لتخدم أهدافها،إن التواصل مع الحضارات ليس سهلاً وإنما يتطلب الجهد والبذل والتجرد من الأنانيات والمصالح الضيقة حتى نكون كما كان الأجداد يعملون لهدف واحد وبجسم واحد وبطريق واحد بعيد عن التطرف والتعصب عملاً بقوله تعالى في سورة الأنعام: "إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء"، وندعو الله أن يجنبنا الفرقة ويجمع بيننا على كتابه الكريم وسنة نبيه وأن نتعامل معهما بتفهم وتدبر".

وفي ختام كلمته تقدم بالشكر والتقدير لرئيس وأعضاء اللجنة التحضيرية على جهودهم الحثيثة، وللمشاركين في المؤتمر.

كما القى الدكتور ماهر ابو زنط كلمة كلية الآداب منظمة المؤتمر كلمة رحب فيها بكل المشاركين في المؤتمر الثالث حول الترجمة وحوار الحضارات الذي قال انه موضوع على قدر كبير من الأهمية لأنه يمسُّ واقعاً وهمياً يفصل بين الآنا والآخر، ويضرب على وتر حساس في عالم متغير متسارع في تغيره نحو علاقات معقدة ، تحترم من يملك المعرفة.

واضاف يأتي عقد هذا المؤتمر انطلاقاً من توصيات المؤتمر السابق، وفي وقت بات فيه العالم على قدر كبير من التواصل والانفتاح، وفي ظل ظروف ما أحوج العالم فيها إلى مزيد من التفاهم والحوار، على طريق حل ما استعصى من مشكلات، وتوثيق عرى التعاون بينَ الأمم، وذلك انسجاماً مع ما ورد في ميثاق الأمم المتحدة وانطلاقاً منه في الوقت نفسه واشار ان للترجمة دوراً خطيراً في التقريب بينَ الشعوب، وفي تفعيل الحراك المعرفي على مستوى العالم بأسره، وفي ذلك ما فيه من الايجابيات التي تزيل العقبات، وتعالج المشكلات، وتدفع في اتجاه الخير للبشرية كلها ، ناهيك عن دورها في نقل المعارف والعلوم ، وتمكين الشعوب من التعارف ، وتبادل المعارف والمعلومات.

وختم د. ابو زنط كلمته بالقول: إن كلية الآداب وهي تشارك في فعاليات الجامعة الثقافية بهذا المؤتمر لتدرك الدور الخطير للترجمة، ومن هنا كان سعيها لاستحداث برنامج للترجمة في كلية الدراسات العليا، كما سعت لتأسيس مركز للترجمة سيرى النور قريباً إن شاء الله، هذا المركز الذي سيتولى مهمة الترجمة وخدمة المجتمع المحلي وتدريب المترجمين وغير ذلك مما له صلة، وقد جاءت فكرة هذا المركز انطلاقاً من توصيات المؤتمر الدولي الثاني حول دور الترجمة في حوار الحضارات الذي انعقد هنا العام الماضي.

اما الاستاذ الدكتور يحيى جبر، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر فقال ايضا: "ينعقد هذا المؤتمر في ظل ظروف يشهد فيها العالم تفاوتا في العلاقات الدولية، بين متوترة ودافئة، وصداما يوشك ان ينفجر، وحوارا يتواصل هنا وهناك، وقد كان الهدف الاول لهذا المؤتمر ان يهتم بالسبل التي تقرب بين الشعوب، وتسهم في الحوار بين الحضارات عن طريق تقديم الآخر من خلال ثقافته ومعارفه التي تشكل شخصيته، وتضفي عليها من اصباغها ما يميزه عن غيره تمييزا لا يفضى الى التناكر، بقدر ما يكون تمهيدا للتعارف والتآلف." واضاف ان اللجنة التحضيرية للمؤتمر ارتأت ان يكون هذا المؤتمر أكاديميا للبحث في دور الترجمة في حوار الحضارات.

السيد امير تركية، ممثل شركة جوال قال في كلمة راعي المؤتمر انها فرصة جيدة لتقييم دور المعرفةفي حياتنا ومن اجل تواصل الشعوب مع بعضها البعض ومبادرة في مجال التعريف بالترجمة وتزيز التواصل ما بين الباحثين، واشاد السيد تركية بجهود الباحثين المشاركين في المؤتمر مضيافا ان جوال وجدت فيه ما يتجانس مع رؤيتها بالتعلم.

واشتمل المؤتمر على جلستين رئيسيتين وكان رئيس الجلسة الاولى د. نبيل علوي وقدمت فيها الد. ايفليين غبارية من ألمانيا ورقة عمل بعنوان:" الترجمة في حوار الحضارات الثالث والترجمة بين قطبي اعادة صياغة النص الدقيق والتكيف مع القراء" اما د. مشهور سبيتان من كلية العلوم التربوية في رام الله فتحدث عن أثر الترجمة في قصص أدب الأطفال المترجمة، وقدمت أ. ناديه حمد من جامعة فلسطين التقنية ورقة عمل تحدثت فيها عن الايدلوجية والترجمة، والقى د . إدريس محمد صقر جرادات من مركز سنابل للتراث الشعبي ورقة عمل بعنوان ترجمة الوثائق التركية إلى اللغة العربية في فلسطين، ضرورة وطنية وقومية، في حين قدم د. محمد العلامي ود. محمد العداربة من جامعة الخليل ورقة عمل مشتركة حول الترجمة والهوية الثقافية.

اما الجلسة الثانية والتي ترأسها د. عكرمة شهاب فقد تحدث فيها أ. منشو غلاسيس، مدرس اللغة الاسبانية في جامعة النجاح عن “حرب الكلمات” في حين قدم أ. معتصم الأشهب من الممثلية الألمانية برام الله ورقة عمل عن أدب الاطفال بين الترجمة والتبسيط، وقدم د. منذر محمد زيود ود. وائل ابو الحسن من الجامعة العربية الأمريكية ورقة عمل مشتركة بعنوان "المنطلق الحضاري الاسلاميّ في الحوار مع الآخر اما د. نبيل علوي من جامعة النجاح الوطنية فتناول في ورقة عمل له ترجمة الشعر العربي الحديث الى الانجليزية: معضلة المعاني، وقدم د. أيمن نزال من جامعة النجاح ورقة عمل بعنوان :"تجربتي الاولى مع المرحوم هانس فرمير".

وفي الجلسة الثالثة التي رئسها الاستاذ فراس دراغمة تحدث د. عماد البشتاوي عن الترجمة والعولمة في حين تناول الاستاذ نزار الاسعد في ورقة عمل ترجمة المصطلحات اللابنيوية، اما أ.فاطمة دويكات من جامعة القدس المفتوحة فقدمت ورقة عمل بعنوان" ترجمة المرجع في الخطاب القرأني"، وقدمت في ختام الجلسة الثالثة للمؤتمر أ. اسراء حسن من جامعة النجاح ورقة عمل تناولت فيها موضوع الاغاني وكلماتها في الترجمة وختم الجلسة الاخيرة للمؤتمر السيد عبدالكريم زواوي بورقة عمل بعنوان "الترجمة السياسية".