وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

العالقون على معبر رفح ..نهاية لرحلة من المعاناة بسبب اغلاق المعبر وامل بفتحه في الاتجاهين

نشر بتاريخ: 18/07/2006 ( آخر تحديث: 18/07/2006 الساعة: 22:54 )
رفح -معا- مع دخول أول دفعة من المواطنين العالقين على معبر رفح البري بعد إغلاق دام الشهر، عقب عملية الوهم المتبدد في كرم ابو سالم ، انكشفت معالم رحلة طويلة من المعاناة التي عاشها الاف النساء والأطفال ،و الشيوخ ، والمرضى ، الذين تقطعت بهم السبل في صحراء سيناء ومنطقة رفح المصرية ، في بيئة صحراوية موحشه وقاتلة.

دخل العالقون أو المعتقلون أو المعذبون وهم يتحدثون عن حكايات اقرب ما تكون إلى الخيال ، على الرغم من أنهم لا يبعدون سوى مئات الأمتار عن منازلهم قرب الحدود .

"أبو بشير شبكية" في الخمسين من عمره ، كان من أوائل الذين دخلوا الأراضي الفلسطينية ، كانت ملامح وجهه كفيلة بأن تصف لنا الحالة التي كان عليها ، خشينا من سؤاله عن صورة الوضع في الجانب الآخر من المعبر كي لا ننكأ جراحه.

جازفت وذهبت إليه ، قلت له بدايةً بصوت خافت "حمدا لله على سلامتك" ، فقال لي بعفوية مطلقه- أهلا - سالتة كيف تصف لي أوضاعكم الإنسانية والمعيشية في فترة إغلاق المعبر ؟ سكت قليلاً وكأنه يسترجع كل الماسي والصعاب والبؤس التي عاشوها ، وكأنها كانت سنوات طويلة بعمر النكبة !!

قال لي أوضاعنا !! "كنا تائهين بين حرارة الشمس المحرقة التي كانت تذيب الشباب قبل الأطفال ، وبين عويل الكلاب المسعورة التي كانت تبحث عن فريسة لتقضي عليها في الصحراء" .

سالتة هل لك أطفال معك قال :"انظر أنهم خمسة أطفال كانوا ينامون يفترشون الأرض ويلتحفون السماء معي "، ولولا ما قام به الهلال الاحمر المصري من تقديم مياه وطعام وخيام لمتنا جميعا
فقال " حسبنا الله ونعم الوكيل " "الله ينتقم منهم اليهود !! " كلمات خرجت من أم أحمد المصري ، وهي آم لستة أبناء اثنان كانوا معها ، وأربعة كانوا داخل القطاع كانت تشعر بالقلق عليهم في ظل استمرار الغارات الاسرائيلية .

كلمات أم احمد القليلة كانت تلخيصاً لما حدث خلال الايام الصعبة التي قضتها في الجانب الآخر من المعبر.

قلت لها يا أمي احكيلي كيف كنتم تقضون أوقاتكم وكيف كنتم تعيشون ؟ قالت:" كنت تسمع صراخ الأطفال ، وانين المرضى ولم يكن أحد يستطيع أن يفعل شيئا ، الوضع كان صعباً على الجميع وخاصة المرضى والأطفال ، لقد توفي العديد من المرضى والأطفال ، وكانت انظارنا معلقة نحو المعبر الذي تغلقه اسرائيل انتقاما منا" .

وتضيف "بعض المواطنين ذهب الى مدينة العريش ليسكن في فندق او بيت ، ولكن سرعان ما انتهت أموالهم وعادوا إلى المعبر ليتقاسموا المعاناة والبؤس " .

ومع فتح المعبر تتعلق انظار المئات من الفلسطينين نحو فتح المعبر بشكل نهائي حيث ان هناك طلاب ومرضي ومقيمين بدول الخليج جميعهم بحاجة للسفر سريعا