وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

حفريات إسرائيلية كبيرة أسفل المسجد الأقصى ومحيطه الملاصق

نشر بتاريخ: 21/10/2010 ( آخر تحديث: 21/10/2010 الساعة: 17:05 )
القدس- معا- قالت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث في تقرير لها اليوم أنها حصلت واطلعت على صور فوتوغرافية تبيّن الحجم الكبير لحفريات ينفذّها الاحتلال الإسرائيلي في مناطق أسفل المسجد الأقصى وفي محيطه الملاصق على امتداد مئات الأمتار بداية من منطقة ساحة البراق ومن ثم بمحاذاة الجدار الغربي للمسجد الأقصى ووصولاً إلى وقف حمام العين والمنطقة أسفل باب المطهرة الواقعة داخل مساحة المسجد الأقصى المبارك من الجهة الغربية.

وتدلل الصور أنّ هناك شبكة من الأنفاق والحفريات يجريها الاحتلال أسفل وفي المحيط الملاصق للمسجد الأقصى، وأن هناك مخططا للربط بين هذه الأنفاق، ونسبها إلى تاريخ عبري موهوم في المواقع المذكورة، ويشمل هذا المخطط بناء إنشاءات جديدة ستستعمل كمراكز تهويدية وتلمودية وأخرى كمراكز شرطية وعسكرية.

وأكدت مؤسسة الأقصى أنها بحسب معلومات جمعتها من شهود عيان، ومن المواطنين المقدسيين المتواجدين والساكنين بالقرب من المناطق المذكورة، فإنّ العمل في هذه الحفريات يتواصل ليل نهار، وبمشاركة مئات الحفّارين والعمّال، أغلبهم من العمال الأجانب من شرق أسيا ممن لا يعرفون اللغة العبرية، وأن مثل هذه الحفريات تشكل أخطاراً جسيمة على المسجد الأقصى إن كان من الناحية البنائية العمرانية وإن كان من الناحية التاريخية الحضارية.

وبحسب الصور التي حصلت واطلعت عليها مؤسسة الأقصى مؤخراً، وبالمقارنة مع صور كانت التقطتها سابقاً في نفس المواقع، فإنّ الاحتلال الإسرائيلي يسارع في حفرياته ويوسعها بشكل غير مسبوق، وبالتفصيل فإن الحديث يدور عن ورشات كبيرة من الحفريات، أولها في أقصى غرب ساحة البراق، حيث تتواصل أعمال حفريات في عمق الأرض، وقد تكشفت في هذه المنطقة آثار من الفترة الإسلامية الأموية والفترات الإسلامية المتأخرة، الأيوبية والمملوكية، لكن الاحتلال الإسرائيلي، يدعي أنه عثر على موجودات أثرية مما يسمى بفترات " الهيكل الأول والثاني ".

وبحسب المخطط الإسرائيلي فإن الحفريات في عمق الأرض ستستكمل باتجاه الشرق، تحت الأرض لتصل إلى حائط البراق والجدار الغربي من المسجد الأقصى ملاصقة لباب المغاربة، وهذه المنطقة هي بالتحديد منطقة حي المغاربة والتي هدمها الاحتلال بعد أربعة أيام من احتلال شرقي القدس والمسجد الأقصى عام 1967م، وحوّلها منذ ذلك اليوم إلى ساحة لصلوات اليهود، وبحسب المخطط فإن ما تحت الساحة سيحفر، مما سيشكل فيما بعد فراغات أرضية كبيرة تحت ساحة البراق، مما يستدعي بحسب المخطط الإحتلالي إلى بناء إنشاءات حديثة في ساحات البراق، ومن ضمن المخطط المذكور لمنطقة أقصى ساحة البراق هو تحويل المنطقة إلى مركز توراتي يتضمن مزاراً سياحيا ، كما يتضمن بناء مراكز عسكرية وشرطية مجاورة.

أما المنطقة الثانية التي تجري فيها الحفريات فهي المنطقة الواصلة بين ساحة البراق وبين أسفل وقف الحمام، حيت تتم عمليات حفريات وتفريغ ترابي في آثار من الحقبة المملوكية والعثمانية على مسافة نحو 200 متر، ستشكل فيما بعد نفقاً واصلاً بين أسفل ساحة البراق وأسفل حمام العين وما يسمى بـ " كنيس أوهيل يستحاق – خيمة اسحاق " – والذي يقع في أقصى شارع الواد في البلدة القديمة بالقدس ، على بعد أمتار من حائط البراق -، وهو الكنيس الذي بني على حساب وقف حمام العين وافتتح قبل سنتين، وسيتم ربط هذا النفق مع نفق الجدار الغربي للمسجد الأقصى.

أما الحفريات الأكثر تسارعاً وأكثر خطورة والأقرب إلى المسجد الأقصى المبارك فهي الحفريات التي ينفذها الإحتلال الإسرائيلي وأذرعه التنفيذية من الجمعيات والمؤسسات الاستيطانية التهويدية أسفل وقف حمام العين، حيث تتم عمليات حفريات واسعة تبدأ من أسفل وقف حمام العين على بعد نحو 50 مترا من المسجد الأقصى وتتجه شرقا نحو المسجد الأقصى وتصل إلى منطقة المتوضآت عند باب المطهرة، وهي المنطقة الواقعة ضمن المسجد الأقصى المبارك، وتعتبر جزءاً لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك.

وكانت مؤسسة الأقصى قد كشفت عن حقيقة هذه الحفريات قبل نحو سنتين ونصف، عبر صور التقطتها وفيلم وثائقي أنتجته حينها بعد زيارة ميدانية لموقع الحفريات، لكن منذ تلك الفترة لم تستطع " مؤسسة الأقصى " الوصول إلى هذه المنطقة من الحفريات، لكنها في الأشهر الأخيرة وبالذات في الشهر الأخير، كانت قد زارت المنطقة المجاورة وجمعت معلومات من السكان المقدسيين، وكذلك راقبت من قريب ما يجري في مدخل هذه الحفريات وإخراج كميات هائلة من الأتربة عن طريق أكياس صغيرة وكبيرة.

وبحسب الصور التي حصلت واطلعت عليها مؤسسة الأقصى مؤخرا لهذه المنطقة ومن خلال شهود عيان ، فإنها تجري أسفل وقف حمام العين وصولاً إلى منطقة المطهرة عمليات حفرية واسعة ومتعددة ، منها حفر أنفاق طويلة ومتشعبة ، وتنفيذ تفريغات ترابية وكشف وقناطر وأعمدة من الفترات الإسلامية من حقب متعددة، وإجراء عمليات بنائية في الموقع ذاته ، والحفريات هذه تصل إلى أعماق نحو 15 متراً ، هذه الحفريات والتفريغات تشكل منطقة واسعة من الحفريات، وبحسب المخطط الإحتلالي فسيتم تحويل هذه الحفريات والتفريغات والموجودات الأثرية الى قاعات كبيرة ، ومزارات توراتية وتلمودية بإدعاء باطل أن هذه القاعات تعود الى الحقبة " الحشمونائية " اليهودية.