وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ديل بوسكي: في ندوة بافريقية لهذه الاسباب فازت اسبانيا بكأس العالم

نشر بتاريخ: 21/10/2010 ( آخر تحديث: 21/10/2010 الساعة: 17:26 )
بيت لحم - معا - موقع الاتحاد الدولي - قدّم المدرب فيسينتي ديل بوسكي، الذي فائز بكأس العالم 2010، عرضاً مستفيضاً أمام أهم مدربي القارة السمراء تناول فيه أسرار تمكّن المنتخب الأسباني من الظفر بالكأس الغالية في يوليو/تموز الماضي.

وكان كل من ديل بوسكي ومدير الرياضات فيرناندو إييرو ومدرب اللياقة خافيير منيانو قد وفدوا إلى القاهرة كضيوف الفيفا الخاصين لمشاركة ثلاثة وخمسين مدرباً ومديراً تقنياً يشرفون على تدريب منتخبات وطنية أفريقية أفكارهم وفلسفتهم ووصفتهم السحرية للنجاح.

وقد أعجب الحضور، الذين ضموا أمثال آلان جيريسي ورابح سعدان وجرنوت رور وباولو دوارتي وميشيل دوسويير والفائز الأسبق بكأس أمم أفريقيا CAF ييو مارشيال، بالعرض الذي قدمه المدرب الأسباني، والذي تطرق ببعض الإسهاب للأسباب التي كانت وراء فوز الماتادور في جنوب أفريقيا 2010 وكأس أمم أوروبا 2008 واعتلائه عرش تصنيف FIFA/Coca Cola العالمي.

وقد كان هذا الملتقى الدراسي، الذي نظمه الاتحاد الدولي والاتحاد الإفريقي لكرة القدم، والذي استمر لثلاثة أيام (من 13 إلى 15 أكتوبر/تشرين الأول) على قدر كبير من الأهمية بالنسبة للتقنيين. فقد قضى المشاركون تلك الأيام في اجتماعات مثمرة تناقشوا خلالها فيما بينهم سبل الارتقاء بمستوى اللعبة في القارة السمراء. كما أنهم أنصتوا لشروح وتحليلات أفضل خبراء اللعبة وهم يتحدثون عن الدروس المستخلصة من كأس العالم الأخيرة التي أقيمت في جنوب أفريقيا.

وقد قام كل من رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم CAF، عيسى حاياتو، ورئيس الاتحاد المصري لكرة القدم، سمير زاهر، ومدير FIFA، تييري ريجيناس، بافتتاح هذا المؤتمر خلال الحفل الافتتاحي.

وتطرق مدير تطوير كرة القدم في الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، عبد المنعم حسين (شطة)، لأبرز اللحظات التي ميزت كأس العالم، فيما تحدث المدير التقني للاتحاد الأوروبي لكرة القدم UEFA، السيد أندي روكسبورج، عن توجهات اللعبة في الوقت الحالي.

أما اللاعب الدولي السويسري الأسبق، جون بول بريجر، والذي يشغل حالياً منصب رئيس مجموعة الدراسات التقنية في FIFA، فقد تناول التغيرات التي طرأت على طريقة لعب كرة القدم والتي ظهرت بوضوح خلال دورة جنوب أفريقيا.

وقد اجتمع مدربون من البلدان الأفريقية الستة التي شاركت في نهائيات كأس العالم FIFA لتدارس العبر المستخلصة من تلك التجربة وتقديم تحليلات مستفيضة لمشاركاتهم وللبطولة في حد ذاتها وللدروس التي استخلصت طوال أربعة أسابيع من المنافسات في يونيو/حزيران ويوليو/تموز.

دروس بطل
لقد حظي ديل بوسكي بكل اهتمام الحضور خلال تقديمه وتحليله لعرضه وامتدح الإنجاز الكبير الذي حققته أسبانيا على مستوى إعداد اللاعبين الشباب. كما اعترف باستفادته من المواهب الكروية التي تدرجت في جميع المستويات. وقد قال ديل بوسكي في معرض حديثه للمدربين الأفارقة إن للبنية التحتية التدريبية المتطورة وثقافة الطاقم التقني دور محوري في وصفة النجاح الأسبانية. وخلال التحضير لكأس العالم، أشار ديل بوسكي إلى سجل أسبانيا الممتاز خلال مرحلة التصفيات المؤهلة إلى النهائيات والخبرة التي اكتسبها منتخب بلاده في كأس القارات التي خاض منافساتها سنة 2009، رغم إقصائه المفاجئ على يد نظيره الأمريكي في مرحلة نصف النهائي.

وقد قال ديل بوسكي إنه سعى لتحقيق "توازن جيد بين التدريب وإجراء المباريات وأخذ قسط من الراحة" وأنه أحدث عدداً من التغييرات في ما يخص الفنادق ومعسكرات التدريب من أجل تجنيب لاعبيه أي نوع من أنواع الملل والضجر. وأضاف أن التدريبات التي أجراها المنتخب الأسباني استعداداً لكأس العالم وخلال أطوارها كانت ذات أهمية كبيرة.
وقال: "يجب على اللاعبين أن يستمتعوا بذلك، فذلك جزء مهم من الجانب السيكولوجي، حيث ركزنا كثيراً على محاولة تجنب التعب الذهني." كما تحدث عن تشكيله المكون من لاعبين منضبطين وسعداء وهي نتاج عمله بشكل عام.

وبعد ذلك، أسدى ديل بوسكي بعض النصائح في ما يخص تحلي المدربين بالروح القيادية فقال: "لا يمكن تعلم كيف يكون المرء قائداً ملهماً من خلال قراءة كتاب ما. فذلك يعتمد على شخصيتك ومستواك الدراسي وخبرتك. ولا يمكن أن يوجد مدربان اثنان يتسمان بنفس الشخصية. ففي حين يمكن للمرء أن يستلهم من الآخرين حينما يتعلق الأمر بتطوير تكتيك لانتهاجه في اللعب، يبقى أسلوب قيادة كل شخص متميز عن أسلوب شخص آخر. فمن المهم الإصغاء وفهم وتأويل سكوت اللاعبين. حتى إن بعضهم يقولون أن التدريب فن أكثر منه علم."

وقد استثار ديل بوسكي بعض الابتسامات من الحضور حين صرح بأن خسارة المنتخب الأسباني أمام نظيره السويسري في المباراة الافتتاحية التي أجريت في ديربان كان أفضل حافز للاعبيه في ما تبقى من منافسات البطولة في جنوب أفريقيا. وصرح في هذا الصدد قائلاً: "لم نبحث عن أي كبش فداء ولم نلم أي أحد عقب هزيمتنا. لقد حافظنا على نفس طريقتنا في اللعب، ولم نغير أي شيء، وهو ما أعاد الثقة للاعبين."

وقد لاقت هذه الندوة استحسان جميع المشاركين، الذين توجهوا بشكرهم للهيئة الدولية التي تشرف على شؤون كرة القدم من أجل الجهود التي بذلتها لتنظيم هذا التجمع التاريخي. وقد صرح مدرب منتخب جنوب أفريقيا الجديد بيتسو موسيماني في هذا الصدد قائلاً: "إنها فكرة رائعة. من الجيد أن يتمكن المرء من التعلم من أفضل الشخصيات في عالم المستديرة."