وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

فياض يدعو لتحويل موقف أوروبا لتحرك دولي يلزم إسرائيل بوقف الاستيطان

نشر بتاريخ: 22/10/2010 ( آخر تحديث: 23/10/2010 الساعة: 08:16 )
رام الله- معا- أكد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض، إصرار السلطة الوطنية على متابعة تنفيذ خطة استكمال بناء مؤسسات دولة فلسطين وبنيتها التحتية، كما حددتها وثيقة "فلسطين: إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة"، ووثيقة "موعد مع الحرية"، من خلال بناء وقائع ايجابية على الأرض، تقوم أساساً على بناء مؤسسات الدولة القوية القادرة على النهوض باحتياجات مواطنيها، كرافعة أساسية لإنهاء الاحتلال، وبما يساعد العملية السياسية من تحقيق هدفها الأساسي المتمثل في إنهاء الاحتلال، وإقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وبما لا يتجاوز أواسط العام 2011.

جاء ذلك خلال لقاء رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض، مع رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريوس، في العاصمة اليونانية أثينا، على هامش أعمال منتدى التغيير المناخي لمنطقة حوض المتوسط، حيث وضع رئيس الوزراء، السيد باباندريو، في صورة أخر التطورات السياسية، والأوضاع في الأرض الفلسطينية المحتلة، والمخاطر التي تتهدد مستقبل العملية السياسية جراء الممارسات والانتهاكات الإسرائيلية.

وشدد فياض خلال اللقاء، على أنه في ظل تعنت إسرائيل، ورفضها الالتزام بتنفيذ متطلبات عملية السلام، وفي مقدمتها الوقف الشامل والتام للأنشطة الاستيطانية، بات من الملح أن يتحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته المباشرة من أجل إعادة المصداقية للعملية السياسية، ووضعها على مسارٍ يمكنها من تحقيق النتائج المرجوة منها، وفي مقدمتها إنهاء الاحتلال، وإقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، واعتبر أن المهمة المباشرة لضمان ذلك تتطلب إلزام إسرائيل بالتقيد بقواعد القانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية، ووقف كافة الأنشطة الاستيطانية، ووقف الاجتياحات العسكرية لمناطق السلطة الوطنية، ورفع الحصار عن شعبنا وخاصة في قطاع غزة، ورفع نظام التحكم والسيطرة، وفتح كافة المعابر، بما في ذلك ضمان تشغيل الممر الآمن لضمان الربط بين قطاع غزة والضفة الغربية، وبما يضمن وحدة الأرض الفلسطينية المحتلة كشرط رئيسي لقيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة ومترابطة، واعتبر أن الإسراع في إنهاء الانقسام وإعادة الوحدة للوطن ومؤسساته، يعجل في رفع الحصار، ويساهم في استنهاض الطاقات الفلسطينية لبناء مؤسسات دولة فلسطين المستقلة، في قطاع غزة والضفة الغربية، وعاصمتها القدس الشرقية.

وأشار رئيس الوزراء إلى أهمية تفعيل الدور الأوروبي، وفي اطار اللجنة الرباعية، لضمان إلزام اسرائيل في تنفيذ الاستحقاقات المطلوبة منها، وبما يمهد للبدء في عملية سياسية جادة ومتوازنة وقوية وذات مصداقية وقادرة على تحقيق أهدافها، كما أكدت عليها قرارت الشرعية الدولية.

واعتبر أن الموقف الذي عبر عنه الاتحاد الأوروبي في بيان المجلس الوزاري الصادر في 8 ديسمبر العام الماضي، وبيان اللجنة الرباعية الصادر في شهر آذار الماضي، يشكلان أساساً لتعزيز الاجماع الدولي حول ضرورة انهاء الاحتلال عن كامل الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، وتمكين شعبنا من تقرير مصيره في دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، باعتبار ذلك يشكل مفتاح السلام والاستقرار في المنطقة.

وفي ختام الاجتماع أكد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، وعلى أهمية تطوير التعاون بينهما في مختلف المجالات.

من جانبه جدد رئيس الوزراء اليوناني السيد جورج باباندريو موقف اليونان الداعم للشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية، وأكد على موقف الحكومة والشعب اليوناني حول ضرورة دفع الجهود السياسية، باتجاه ضمان تنفيذ حل الدولتين، والالتزام بقرارات الشرعية الدولية كأساس للسلام في المنطقة، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وموحدة وقابلة للحياة، وقال: "إقامة دولة فلسطينية مستقلة يشكل ضمان للاستقرار والأمن في المنطقة".

وكان رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض، قد شارك في منتدى التغيير المناخي لمنطقة حوض المتوسط، بحضور رئيس الوزراء اليونان جورج باباندريو، ورئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان، ورئيس وزراء مالطا لورانس هونزي، حيث وقع رؤساء الوزراء على مبادرة إقليمية لمكافحة ظاهرة تغير المناخ بمبادرة من اليونان، وبمشاركة وزراء خارجية دول المتوسط.

وأكد فياض في كلمته أمام المؤتمر على المشاكل البيئة في فلسطين، والناجمة عن سياسات الاحتلال، وتنكره لحقوق شعبنا الوطنية، وسيطرته على مواردنا الطبيعية، وخاصة المياه، ومنع شعبنا من الوصول إليها، مما يسبب في تفاقم مأساة شعبنا في الأرض الفلسطينية المحتلة، وأشار إلى أن إسرائيل لا تسمح بالوصول إلى مصادر المياه، بالاضافة إلى سيطرتها على ما يزيد من 90% من مصادر المياه المشتركة.

وسلط رئيس الوزراء الضوء على المشاكل البيئية في قطاع غزة، والمياه الصالحة للشرب فيه وقال "10% فقط من المياه في قطاع غزة صالحه الشرب، وتهدد صحة السكان بمخاطر حقيقية، ناهيك عن الآثار المدمرة للحصار الإسرائيلي المفروض على أبناء شعبنا في قطاع غزة الذي يشكل عقبة كبيرة تحد من قدرتنا على تطوير المشاريع وخاصة مشاريع الصرف الصحي، ويعيق أيضاً تأهيل شبكات المياه التي تضررت في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة".

كما شارك رئيس الوزراء في مأدبة "غداء عمل" أقامها رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريوس، حضرها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، جرى فيه بحث الأوضاع في الأرض الفلسطينية المحتلة.