|
نادي الاسير يطالب بأوسع تحرك دولي لاغلاق معتقل النقب الصحرواي
نشر بتاريخ: 23/10/2010 ( آخر تحديث: 23/10/2010 الساعة: 17:19 )
الخليل-معا- طالب نادي الاسير الفلسطيني اليوم، بأوسع تحرك دولي لأغلاق معتقل النقب الصحراوي ، وقال قدورة فارس رئيس نادي الاسير فبالرغم من افتقار معتقل النقب إلى "أدنى مقومات حقوق الإنسان" ووقوعه في الصحراء في موقع معزول عن العالم، فإن سلطات الاحتلال عمدت إلى تشديد عزلته. وقامت ادارة السجون "خلال الأعوام الأخيرة ببناء جدران بين مختلف أقسام السجن بحيث بات الأسرى يعيشون الآن في أقفاص معزولة عن بعضها البعض، إضافة إلى وجودهم في موقع معزول في الصحراء".
ويقيم الأسرى في خيم تتسع ل ـ26 معتقلا وينامون على أسرة مكونة من لوح خشبي ومرتبة (فرشة) من الإسفنج بسمك 5 سم، يعانون من العديد من الأمراض وخاصة آلام الظهر. معتقل النقب الاجرامي أبشع أنواع العزل في صحراء الموت وظروف صعبة جدا سجن النقب الصحراوي او أنصار ( 3) كما نسميه نحن الفلسطينيون من أكثر ما توصلت اليه العقلية الاسرائيلية الاجرامية لكسر ارداة النضال والمقاومة لدى ابناء الشعب الفلسطيني ولقد ارتبط اسمه منذ افتتاحه عام 1988 بالانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي. وقد أنشأ الجيش الإسرائيلي في مارس/ آذار 1988 هذا المعسكر الذي يقع في صحراء النقب قرب الحدود المصرية، لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الفلسطينيين الذين اعتقلهم في الضفة الغربية وقطاع غزة مع اندلاع الانتفاضة الأولى (1987-1994). ولم تلبث إسرائيل التي أغلقت المعتقل عام 1996 في أعقاب قيام السلطة الوطنية الفلسطينية ، أن أعادت فتحه في أبريل/ نيسان 2002 لاستيعاب آلاف الفلسطينيين الذين اعتقلتهم لمشاركتهم في الانتفاضة الثانية التي اندلعت عام 2000. ونقل الإشراف على السجن من سيطرة الجيش الإسرائيلي إلى مصلحة السجون في عام 2006. واستنادا إلى احصائيات نادي الاسير فإن إسرائيل تحتجز حاليا قرابة 2200 أسير في النقب (كتسيعوت) من أصل سبعة الاف وخمسمائة معتقل تعتقلهم في سجونها ومعتقلاتها المختلقة. وحسب إحصائيات نادي الاسير فإن نحو 120 ألف معتقل فلسطيني دخلوا سجن النقب بين عامي 1988 و1996. ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل اعتقلت أكثر من 700 ألف شخص في الضفة الغربية وقطاع غزة منذ احتلالهما عام 1967. ظروف انسانية صعبة جدا يقول الاسير المحرر أشرف شديد والذي قضى اربع سنوات في الاعتقال الاداري:" الاكل قليل جدا والماء غير نقي ومتسخ والاسرة متعبة في النوم ولايوجد ملابس بسبب منع ادخالها من قبل ادارة السجن وقائمة الممنوعات كثيرة جدا وعلاج المرضى فقط حبة الاكامول السحرية لعلاج كافة انواع الامراض واقتحامات يومية لكافة الاقسام تحت حجج امنية واهية الهدف منها زعزعة الاستقرار بين الاسرى اضافة الى ذلك الجو الصحراوي القاتيل وارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير لتحرق اجساد الاسرى وهو يتقلبون على ظهر هذه الصحراء القاحلة أما في فصل الشتاء فجو الصحراء معروف حيث تنخفض درجة الحرارة ليلا وتكون برودة قاتلة في ظل نقص كبير في الاغطية بسبب منع ادخالها من قبل ادارة السجون". تاريخ اسود لسجن النقب الاعدام المباشر للأسرى وجدير بالذكر أنه بتاريخ 16/8/1988 ، استشهد المعتقلان أسعد جبرا الشوا ( 19 عاماً ) من حي الشجاعية بغزة ، والشهيد بسام إبراهيم السمودي ( 30 عاماً ) من قرية اليامون في جنين بالضفة الغربية ، بعد إصابتهما بعدة أعيرة نارية ، من قبل جنود الاحتلال المدججين بالسلاح والمنتشرين فوق أبراج المراقبة وبين خيام وأوساط المعتقلين. وقد أُطلق الرصاص على المعتقلين العُزل بعدما احتج سلمياً قرابة ألف وخمسمائة معتقل في قسم ” ب ” ، بالهتافات الوطنية والأناشيد والتكبير ،على ظروف اعتقالهم السيئة والقاسية ، ورفضهم لتنفيذ أوامر الإدارة المهينة والمذلة ، ومطالبين بأبسط حقوقهم الأساسية وفقاً لما تنص عليه الاتفاقيات الدولية ، وبعدما تعرضوا للقمع والعنف تناولوا كل ما يقع تحت أيديهم من حجارة وصواني بلاستيكية وأحذية وقذفوها على الجنود وإدارة المعتقل . وعلى ضوء ذلك أقدمت إدارة المعتقل المدججة بالسلاح، على قمعهم باستخدام القوة المفرطة مزودة بالغاز المسيل للدموع والهراوات ، ووفقاً لشهود عيان فان المدعو ” ديفيد تسيمح ” قائد المعتقل هو من بدأ بإطلاق النار حينما انتزع بندقية جندي كان يقف بجواره وأطلق النار مباشرة ومن مسافة قريبة على المعتقل اسعد الشوا ليسقط مدرجاً بدمائه ، ومن ثم أصيب الشهيد بسام برصاصة قاتلة في القلب استشهد على أثرها . إن استشهاد الشوا والسمودي ، هو الحدث الأول في مسيرة الحركة الأسيرة ، حيث أنها المرة الأولى التي يستشهد فيها معتقلين جراء إطلاق الرصاص الحي مباشرة عليهم. وفي انتفاضة الاقصى تكررت الجريمة مرة اخرى بقيام جنود من وحدة ( الناحشون والمتساده ) وهى قوات مدربة جيداً ومزودة بأسلحة مختلفة منها الهراوات والغاز المسيل للدموع والرصاص الحارق وفي أحياناً كثيراً استخدموا الكلاب ، وتضم عسكريين ذوي خبرات وكفاءات عالية جدا ومهارات قتالية تقنية ، وسبق لهم أن خدموا في وحدات حربية مختلفة في جيش الاحتلال الإسرائيلي ، وتلقى عناصرها تدريبات على أساليب خاصة لقمع ” تمرد” الأسرى ومواجهة كافة حالات الطوارئ داخل السجون والمعتقلات بما فيها عمليات احتجاز رهائن ، وتعمل تلك الوحدات 24 ساعة ، وتستدعى على عجل عند حدوث خلاف ما ولو بسيط بين الإدارة والمعتقلين العُزل الذين يناضلون لنيل حقوقهم الإنسانية ، وتاريخ تلك الوحدات حافل بالجرائم التي تتنافى وكل الأعراف والمواثيق الدولية حيث قام جنود من هذه الوحدات باعدام الاسير محمد صافي الأشقر من قرية صيدا بطولكرم واستشهد بتاريخ 22-10-2007 نتيجة إصابته بعيار ناري في سجن النقب خلال قمع الأسرى وأصيب معه قرابة ( 250 معتقل ) بإصابات مختلفة . الاهمال الطبي كان وراء استشهاد خمسة اسرى اخرين وبسبب سياسة الاهمال الطبي ( الموت البطيء ) التي تنفذه مديرية السجون ضمن خطة حكومية اجرامية والهدف منها اعدام الاسرى ولابد من ذكر اسماء ستة من الاسرى استشهدوا بسبب سياسة الاهمال الطبي وفارقت ارواحهم سجن النقب وهم ينتظرون ان يقدم لهم العلاج وهم محمد صالح حسن الريفي مواليد 1933 ، من سكان مدينة غزة استشهد بتاريخ 10/8/1989م وحسام سليم هاني قرعان مواليد 1966 وهو من قلقيلية واستشهد بتاريخ 28/8/1990م أحمد ابراهيم بركات من مواليد 1966 وسكان مخيم عين الماء القريب من نابلس واستشهد بتاريخ 5/5/1992م و أيمن ابراهيم برهوم من مواليد 1969 وسكان رفح واستشهد بتاريخ 27/1/1993م وجواد عادل عبد العزيز ابو مغصيب مواليد 1987من دير البلح بغزة واستشهد بتاريخ 28/7/2005 وجمال حسن عبد الله السراحين مواليد 1970 بلدة بيت أولا –شمال الخليل واستشهد بتاريخ 16/1/2007. وبناء على ذلك يقول قدورة فارس ان استشهاد تسعة أسرى منذ افتتاح هذا المعتقل الرهيب مدعاة حقيقية لكافة مؤسسات حقوق الانسان و الصليب الاحمر الدولي وكافة مؤسسات التحرك بشكل حقيقي وفاعل لاغلاق هذا المعتقل الاجرامي الذي يتعرض فيه الاسرى لسياسة عزل جماعي في صحراء معزولة عن البشر . وطالب لجنة حقوق الانسان في الامم المتحدة اتخاذ قرار حقيقي وارسال لجنة حقوقية لزيارة هذا المعتقل لكشف الجريمة التي ترتكب بحق المئات هناك في هذه الصحراء القاتلة. |