عمال "سول أور" يواصلون الإضراب ويكشفون المستور

طولكرم- معا- واصل عشرات العمال العاملين في مصنع "سول أور" الاسرائيلي المقام في المنطقة الصناعية غرب طولكرم، الإضراب عن العمل لليوم الخامس على التوالي احتجاجا على رفض إدارة المصنع الاستجابة لمطالبهم.

وكانت إدارة مصنع "سول أور" ردت على ورقة نزاع العمل التي أرسلها العمال لصاحب المصنع، وطالبوا خلالها بتطبيق قانون العمل الإسرائيلي عليهم كونهم يعملون عند مشغّل إسرائيلي، وحصولهم على الحد الأدنى للأجر وتوفير بيئة وظروف عمل حسب القانون ومخاطر المهنة، بالقول إن المصنع يطبق عليهم القانون وانه يعمل ضمن مواصفات عالمية، ملمحا إلى إمكانية فصل كل عامل لا يواصل عمله بالمصنع كالمعتاد.

وأكد العمال المضربون وعددهم 74 عاملا من أصل 80 عاملا فلسطينيا في المصنع المذكور أنهم سيواصلون الإضراب الذي بدأوه يوم الثلاثاء 19 تشرين الأول الجاري حتى تحقيق مطالبهم، وأنهم يرفضون رد المصنع معتبرين أنه رد قاس ولا يتناسب مع حقوقهم التي يتمتع بها نظراؤهم الاسرائيليون في مواقع العمل التي تخضع لقانون العمل الاسرائيلي.

العامل (عامر) اسم مستعار، يعمل بالمصنع منذ أكثر من عشرة سنوات، ويحصل فقط على 11 شيقلا مقابل ساعة العمل، ولا يحصل على أي نوع من الحقوق الأخرى ولا يحصل على قسيمة الراتب، يقول خلال اللقاء الذي جمعه هو وجميع العمال مع مندوب جمعية "عنوان العامل" إن أقل عامل يعمل بالمصنع منذ أكثر من 4 سنوات، ولا أحد بالمصنع يعمل ويأخذ ضمن القانون بما فيهم "منهيلة" مدراء المصنع العرب الستة الذين يعملون معنا، ونحن دخلنا بإضراب مفتوح عن العمل تحت شعار واحد وهو تطبيق قانون العمل الإسرائيلي علينا بكل استحقاقات هذا القانون، وحصولنا على حقوقنا التي تم اغتصابها لأكثر من عشر سنوات بأثر رجعي، ويوجد 58 عاملا فلسطينيا من المصنع رفعوا قضايا على صاحب المصنع يطالبونه بتلك الحقوق.

ويؤكد العمال أن إدارة المصنع بدأت بالحديث معهم كأفراد ولكن العمال يرفضون هذا الأسلوب، وفي أحدى الجلسات بين محامي المصنع ومحامي العمال عرض محامي المصنع على محامي العمال مبلغ مليون شيقل كتعويض عن الفترة السابقة ويقوم المحامي بتوزيعهن على العمال كيفما يشاء، ولكن العمال رفضوا ذلك وطالبوه باستحقاق كل ملف كما يحق للعامل.

العامل (فارس) اسم مستعار أيضا، فيقول إن هذا الإضراب دخولنا به هو لتحقيق ما نصبوا إليه، ولن نتوقف حتى نحصل على حقنا بالعمل بشكل لائق، حيث أن معاشي الذي أحصل عليه لا يكفيني لمدة 15 يوما وخصوصا بهذا الغلاء الفاحش، واضطررت لعدم تسجيل ابنتي بهذا الفصل بالجامعة لأنني لم استطع توفير قسط الجامعة لها، حيث أنني أحصل فقط على 9 شواقل على ساعة العمل رغم أنني عامل مهني ومحترف في الحدادة والمصنع الكثير من عمله يقع على أكتافي، والأرباح التي يجنيها المصنع لا تحصى لأن عملنا متقن للغاية، وهذا المصنع كان صغيرا في البداية وكبر على أكتافنا جميعا، لن نقبل أن نبقى كالعبيد، وسنناضل من أجل توفير حياة كريمة لنا جميعا. والشيء الإيجابي بإضرابنا هذا أن كل العمال موحدين بالمطالب ولن يستطيع صاحب العمل اختراقنا رغم كل المغريات.

وتقوم جمعية "عنوان العامل" بمساندة العمال في الإضراب، من خلال الدعم الإعلامي، حيث توفر لهم وسائل إعلامية إسرائيلية وعالمية لتصويرهم وشرح مطالبهم بشكل عادل، والعمل على توحيد صفوف العمال خلف هذا الإضراب، وتقديم كل الاستشارات القانونية والقضائية للعمال بشكل يومي، وسوق تجارب نجاحات حققت بالكثير من المصانع بعد خطوات مشابهة والضغط على جهات الاختصاص الإسرائيلية المختصة للعمل على تطبيق قانون العمل الإسرائيلي على العمال.

وأكدت جمعية "عنوان العامل" أن كل الإدعاءات الباطلة التي كان يقدمها صاحب العمل للجمعية عن ظروف عمل العمال والأجور التي يتلقونها تبين أنها غير صحيحة وعارية عن الصحة، وذلك بعد أن كشف العمال زيف تلك الإدعاءات وكشف المستور عن عمل العمال بهذه الظروف القاسية التي يعملون بها.

وتوجه العمال بنداء لجميع الجهات المختصة لمساندتهم كما تفعل جمعية "عنوان العامل" بالوقوف خلف مطالبهم ومساندتهم بكافة الأشكال القانونية لدعم مطالبهم العادلة.