وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

صيادو قطاع غزة .. معاناة متواصلة .. واوضاع انسانية صعبة

نشر بتاريخ: 19/07/2006 ( آخر تحديث: 19/07/2006 الساعة: 20:25 )
خان يونس -معا- لم يتوقع الألآف من صيادي قطاع غزة أن معاناتهم سوف تتواصل إلى ما بعد الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة ، وان كل الممارسات التي كانت تقوم بها السلطات الإسرائيلية والقوات البحرية التابعة لها ، ابان انتفاضة الأقصى ، وأن معاناتهم ستكون اكبر و أشد بعد التحرير ، فحكومة الاحتلال وبعد عملية الوهم المتبدد قامت بإغلاق البحر بشكل كامل في وجه الصيادين فأصبحوا دون مصدر دخل أو رزق لأنهم حرموا من مزاولة مهنتهم التي لا يجيدون غيرها .

صيادو خان يونس ،هم اكثر فئات الصيادين تضرراً وبؤساً بين أقرانهم الصيادين في محافظات قطاع غزة ، كونهم كانوا ممنوعين خلال سنوات الانتفاضة الخمسة الماضية من الوصول إلى شاطئ البحر ولم يزاولوا مهنتهم يوماً واحداً ، فتكبدوا خسائر فادحة، وأصبحوا جمعياً تحت الخط السابع للفقر .

ومازال الصيادون في محافظة خان يونس ينتظرون بارقة أمل تعيدهم إلى مراكبهم الراسية في ميناء خان يونس المغلق والذي يمنعون من الوصول إليها أو صيانتها والتي غابت معها فرحة أطفالهم بعودتهم إليهم بقوت يومهم التي حرمتهم منها قوات الاحتلال.

اغلاق وحصار ...

الصياد خليل البرد ويل ( عام 53 ) من سكان مخيم خان يونس غرب المدينة ما زال ينظر إلى مياه البحر من جانب مركبة المتعطلة عن العمل بسب منع قوات الاحتلال من الدخول إلى مياه البحر ، فيقول ، عند انسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة تأملنا خيراً وقلنا جاء اليوم الذي سوف نستعيد فيه عملنا ورزق أطفالنا فبدأنا بإعادة بناء مراكب الصيد وترميمها ، وشراء كل ما يلزم للصيد بعد أن صادرها الاحتلال الإسرائيلي في انتفاضة الأقصى وقام بسرقتها .

ولكن ومع الأسف بعد ان استلفنا من الناس وأصحاب الخير بعض الأموال لإعادة بناء (المراكب )، ها هو الاحتلال يمنعنا من جديد لمزاولة مهنة الصيد ، موضحاً ان كثرة تعرض المراكب لإشاعة الشمس وعدم دخولها المياه يؤثر على المراكب ويحدث فيها أضرارا مادية جسيمة ، بالإضافة إلى تلف بعد معدات وأدوات الصيد .

البردويل الذي يعيل أسرة من عشرة أفراد واستشهد أحد ابنائة برصاص الاحتلال تقطعت به السبل فاصبح يقضي معظم وقته خارج منزله حتى لا ينظر إلى عيون أبنائه وأطفاله والذي لم يعد يستطيع أن يلبي مطالبهم الحياتية بفعل حالة البطالة التامة التي يمر بها نتيجة منعه من الصيد .

أما الصياد نصر أبو عودة (46عاما) والذي يعيل أسره من 12 شخا فأكد أن مهنة الصيد مصدر رزقه الوحيد والأساسي وان كان يضطر إلى العمل في الزراعة والتي تتعرض كذلك لحرب متواصلة من قبل قوات الاحتلال قائلا إنني احلم في اليوم الذي أعود فيه إلى مياه البحر ، فنحن لا نستطيع أن ننفصل عن مهنة الصيد وعن بحر خان يونس مهما حاول الاحتلال.

وقال أن قوات الاحتلال دمرت معظم المراكب في انتفاضة الأقصى وألحقت إضرارا جسيمة بها ، مما جعلت المئات من الصيادين دون عمل ، أصبحوا يعتمدون بشكل كلى على المساعدات التي تقدمها لهم الجمعيات والمؤسسات الخيرية ، وها هي من جديد تعمل على تدمير قطاع الصيد بكل السبل بحج واهية ليس لها علاقة بالواقع ، ويضيف أبو عودة نحن منذ 6 سنوات لم نمارس مهنة الصيد موسما واحداً ، أوضاعنا صعبة ونحن مقبلون على موسم دراسي جديد وأبنائنا في الجامعات كيف سوف نستطيع تلبية كل هذه المطالب !!

استغاثة ومناشدة :

وأوضح فؤاد العمودي نقيب الصيادين في المحافظة ، أن اغلب الصيادين يعانون الآن من بطالة تامة،وفقر مدقع ، نتيجة الممارسات العنصرية التي تفرضها البوارج والزوارق الحربية الإسرائيلية على الصيادين ، موضحاً وقال أن حرمان الصيادين من ممارسة مهنتهم انعكس بصورة سلبية على أوضاعهم المعيشية والاقتصادية، وأصبحوا يتوسلون المؤسسات الخيرية ليتمكنوا من إعالة أسرهم وتلبية بعض احتياجاتهم ! مطلقاً صرخة لأستغاثة لأصحاب الضمائر الحية في كل انحا العالم لأنهاء معانة الصيادين من أجل أن يوفروا لقمة عيش كريمة لإبنائهم .

وناشد العمودي السلطة الوطنية، حكومة ورئاسة ،الى الوقوف إلى جانب الآف الصيادين في ظل الوضع المعيشي الذي يمرون به نتيجة الإجراءات الاحتلالية من اجل تامين حياة كريمة لهم ولأطفالهم كما ناشد الهيئات الحقوقية الدولية بالتدخل والضغط على الحكومة الإسرائيلية من اجل السماح للصيادين بالعودة إلى ممارسة عملهم الطبيعي.