وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

التوأم عرب وطرزان بحصدهما الجائزة الأولى بمسابقة الفنان الشباب 2010

نشر بتاريخ: 25/10/2010 ( آخر تحديث: 25/10/2010 الساعة: 17:08 )
بيت لحم -معا - أسعد الصفطاوي ومحمد البابا - أتمت الساعة دورتها في قلوب الفنانين الفلسطينيين أثناء ترقبّهم لإعلان الفنان الشاب لعام 2010 لجائزة حسن حوراني من قبل مؤسسة عبد المحسن القطان ، أثناء حفل تكريم للفائزين عُقد في مسرح وسينماتِك القصبة في رام الله بالتزامن مع لقاء جمع فناني غزّة في مقر محترف شبابيك ، العيون تنتظر ، القلوب تدقّ ، والباليتات تنتهز الفرصة لتدشّن أجمل لوحة انتظار هذا العام .

أحمد ومحمد أبو ناصر " الشهيران بعرب وطرزان " ، التوأم الرائع الذي أعلنته لجنة التحكيم على أنهم الفنان الشاب لعام 2010 من غزة يوم السبت ، بعملهم السينمائي والفنّي الذي يتناول مسميات العملية العسكرية التي قام بها الجيش الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وفي المقابل تناولوا قضية الانقسام الفلسطيني التي بدأت تستشري في الساحة الفلسطينية من خلال فيلم سينمائي يتناول الأخوين واقتتالهم كرمز للحزبين السياسيين على مستوى الساحة في فلسطين، وذهابهم لزاوية الأسرة كمكوّن أساسي للمجتمعات .

طارا فرحاً ، وأخذا يتبادلان الأحضان والقُبل، والدموع تغزو عينيهما في صورة إنسانية مؤثّرة وجميلة .

عرب وطرزان، التوأم المقربان من الشباب الفلسطيني عبرا عن لحظات استقبالهما لخبر الفوز بالقول " في الحقيقة كنّا جالسين في منتزه الجندي المجهول بغزة ننتظر على أحرّ من الجمر، في محاولة لإخفاء التوتّر الظاهر على غالبية أصدقائنا والعائلة، وحدث أن اتصل علينا أحد أصدقائنا الفنانين وأبلغنا بالفوز، طرنا من الفرح وأخذنا نتبادل الأحضان والقُبل ودموع الفرحة " .

واضاف التوأم أحمد ومحمد أبو ناصر " لم نكن نتوقّع الفوز، ربّما توقعنا أن نحصل على مرتبة ما، لكن المرتبة الأولى، لا، بالرغم من معاناتنا في إنتاج الفيلم وتعرّضنا للصعوبات والضغوطات أثناء تصويره، وفقداننا للمادة، لكننا صنعنا من اللاشيء شيئًا لنثبت أننا نتحدّى الحصار المفروض على قطاع غزة، ونثبت أننا ما زلنا على قيد الحياة بفنّنا " .

ويواصلا الفائزان بالقول " ربّما فيلم " رحلة بالألوان " يعبّر عن بداية نزول حلمنا إلى الشارع، الحلم الذي لطالما حلمنا به في غزة، أن يكون لنا سينما وأفلاما يشاهدها الكبير والصغير، المرأة والرجل، الكل الفلسطيني، ليرى الجميع أنفسهم بمرآة السينما، وربّما إذا لاحظت عنوان مشروعنا " gazawood " ، والذي يضاهي أكبر مدينة إنتاج إعلامي للأفلام السينمائية " Hollywood " هو محاولة منّا لصنع شيء في هذا المجال تحديدًا " .

وبجانب الفيلم السينمائي تم إقامة معرض يحمل مجموعة من البوسترات الفنيّة على شكل أفيشات سينمائية عُلقّت على جدار السينما في رام الله، كأنّها أفلام عُرضت من قبل، تحمل أسماء العملية العسكرية على غزة والضفة الغربية، مثل أمطار الصيف وغيوم الخريف.

ويقولان الفنانان أبو ناصر " الأفيشات السينمائية تلك كانت بعض عناوين عمليات عسكرية قام بها الاحتلال الإسرائيلي على غزة، وعايشتها طفولتنا إلى الآن منذ عشرين عاماً مضت، هي سنوات عمرنا تقريباً، ونحن نشاهد أفيشات لصور قتل ودمار وشهداء، أصبحت بالنسبة لنا أفيشات واقعية لسينما كبيرة شاشتها السماء والأرض، من إنتاج الاحتلال أما نحن، المضحك المبكي أننا كنّا وما زلنا أبطال هذه العمليات، الأبطال الضحايا، وموقعها غزة والضفة الغربية".

وعن رسائل مشروعهم الفنّي الفائز، يقول التوأم أبو ناصر " ربما هي عدّة رسائل، بالأساس رسالة إلى شعبنا الفلسطيني أن اصمدوا وتحلّوا بالصبر، وسنكون كلّنا يوماً ما نريد، وهي أيضاً رسالة إلى الفرقاء الفلسطينيين أن توّحدوا وكفاكم عبثاً بقضيتنا، عدونا واحد وكلنا ضحايا عدوانه واحتلاله، وهي دعوة كذلك إلى أهمية السينما الفلسطينية والعمل على تطويرها".

في حين يعتبران التوأم أبو ناصر اهتمامهما بالسينما والفن التشكيلي وفن الفيديو آرت ، والمسرح " الذي أوصلنا لذلك إيماننا العميق بأهمية الفن للتحدث عن حياتنا العادية جداً، والمليئة بالأحداث المأساوية والمؤلمة التي يمر بها شعبنا الفلسطيني، ولأننا نريدُ لهذا العالم أن يمتلئ بالإنسانية وأن نورّث الأجيال القادمة كل ما هو جميل وإنساني، هل تؤثّر، أجل نؤمن جدًا بتأثير فننا على العالم، لأنه يتناول القضايا الجوهرية التي نرغبُ بأن تعمّ لصالح الإنسان فقط، نخاطب القلوب والحواس، نبكي ونُبكي من حولنا، نفرح ونُفرح من حولنا، نحاول فقط أن نكون نحن".

واختتم الفائزان التشكيليان أبو ناصر بالقول "يجب أن نغلّب مصالحنا الإنسانية على مصالحنا الشخصية، لنكون كلّنا جسد أبيض خالٍ من الحقد والسواد " ، مشيران إلى أنهما يهديان الفوز إلى "أبي وأمي وإخوتي وأصدقائي، وخاصة صديقنا المخرج الرائع خليل المزيّن الذي كان دومًا بجانبنا ويدعمُ موهبتنا، وإلى جميع الفنانين في غزة والضفة الغربية والداخل الفلسطيني".

الشاعر أبو شاويش: الفنانان أبو ناصر نموذجاً مشرفاً للشباب الفلسطيني

بدوره أعرب الشاعر الفلسطيني عمر فارس أبو شاويش عن تهانيه للفنانان أحمد ومحمد أبو ناصر، مثمناً دورهم الفني والثقافي البارز في طرح قضايا المجتمع المتنوعة عبر الفن التشكيلي والفيديو آرت والمسرح وإنتاج لوحات فنية ذات قيمة إنسانية ووطنية ومجتمعية .

ورأى الشاعر أبو شاويش، بفوز الفنانين أبو ناصر " بالقيمة الإبداعية الرائدة " خاصة وأنهما يشاركان دوماً في العديد من المحافل الفنية والثقافية وينخرطان بواقع الشباب الفلسطيني .

وقال الشاعر عمر فارس أبو شاويش "إن فوز توأمي الإبداع أحمد ومحمد أبو ناصر جاء كأنبل رد على الشاب السويدي جانيوس " 24 عاماً " الذي هاجم الشباب الفلسطيني وقال أنهم أغبياء بعد أن هاجم عدداً من الشبان الفلسطينيين الرسام السويدي الذي أساء للرسول عليه الصلاة والسلام في إحدى جامعات السويد " ، مضيفاً أبو شاويش " هناك فرق بين من يرسم ليثير الفتن، وبين من يرسم ويبدع لينشر الإنسانية والتسامح ومحبة المجتمع والأوطان " .

وأكد الشاعر أبو شاويش أن الفنانين المبدعين أبو ناصر نموذجاً مشرفاً للشباب الفلسطيني، مثمنا حضورهم البارز والواضح في جميع الأنشطة الشبابية المختلقة والمتنوعة التي تقام في مدينة غزة، وهذا يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الشباب الفلسطيني شباب مبدع ومثقف وتعلو هاماته في جميع المحافل لإثبات الذات الشبابية والهوية الفلسطينية ، مضيفاً " لقد أثلج فوز الفنانين أبو ناصر صدري، لقد جاء فوزهم بالوقت المناسب كرد سريع وقوي على أقوال المتطرف الصهيوني الشاب السويدي جانيوس " .

لجنة تحكيم المسابقة: العمل نجم عن سنوات عديدة من البحث والإبداع

وكانت لجنة تحكيم المسابقة أعلنت، خلال الحفل الختامي الذي نظمه برنامج الثقافة والفنون في مؤسسة عبد المحسن القطان في مسرح وسينماتك القصبة في رام الله أول من أمس، أن الجائزة الأولى " جائزة حسن الحوراني " وقيمتها 6 آلاف دولار منحت للتوأم أبو ناصر عن مشروعهما "غزة وود "، لافتة إلى أنها تأثرت كثيراً بقدرتهما على دمج السياق الثقافي والسياسي والاجتماعي لغزة، إضافة إلى إحالات أوسع بطريقة ساخرة ومبتكرة .

وقالت اللجنة في بيانها إنه كان من الواضح أن العمل نجم عن سنوات عديدة من البحث، عبَّرت عن نفسها بوسائط مختلفة ضمن إطار مشروع متماسك قادر على نقل مدى ما يمس العديد من القضايا من تعقيدات، لافتة إلى أنه عكس المهنية العالية، والانخراط بشغف مع عناصره ومكوناته كافة، بما في ذلك جوانب تتصل بالتمثيل والأداء والتصوير والتصميم، وكذلك الفهم الذكي للغة السينما وتاريخها .

وأضافت أن " غزة وود " يعالج بوضوح وشجاعة التاريخ من خلال المقارنة الساخرة مع شركة إنتاج سينمائي معروفة، ويعيد توليف ملصقات هوليوود بطريقة تتصل بالتجربة الشخصية للفنانين، وأن عناوين الأفلام تستغل بطريقة بارعة عبثية التسميات التي يطلقها الإسرائيليون على عملياتهم العسكرية، لافتة إلى أن لجنة التحكيم وجدت أن هذا المشروع مكتمل ويتسم بالخيال، وقد نفذ وعرض بطريقة ناجحة.

الجدير بالذكر، اشتهر الفنانان أحمد ومحمد أبو ناصر بلقبي " عرب وطرزان " وهما معروفان بالوسط الفنّي بهذين الاسمين ، حيث أطلق عليهما منذ الصغر، ليكبرا وتكبر أسمائهم الفنية حتى أثبتا جدارتهما في جميع المحافل والميادين الثقافية والفنيّة، وأعربا عن رغبتهما على المدى القريب في دراسة الإخراج السينمائي لتطوير الحالة السينمائية في غزة تحديداً، وإضفاء كل ما هو جديد على المشهد السينمائي العالمي على الطريقة الفلسطينية، منوهان إلى أنهما على المدى البعيد ينظران إلى قاعات سينما متكاملة في غزة، وأماكن ضخمة لعرض ما تنتجه أيديهما وأيدي الفنانين في غزة.