لاعبنا الفلسطيني أغلى ما نملك ..!! * بقلم: ناصر العباسي

حديث الدوري
بالأمس القريب وخلال تواجدي في جلسة تواجد فيها اللواء جبريل الرجوب رئيس اتحاد الكرة الفلسطيني وبعض الرياضيين في مقر استاد (الشهيد فيصل الحسيني) على هامش متابعة إحدى لقاءات الدوري، تحدثت مع اللواء عن إصابة اللاعب أشرف نعمان خلال المباراة التي جمعت بين الأشقاء "جبل المكبر" و"ترجي وادي النيص" ، وأقيمت على استاد (بلدية الخضر) ضمن الأسبوع الخامس من دوري القدس للمحترفين، وتحدثت مع الأخ اللواء عن الدور النبيل الذي قام به الطاقم الطبي لنادي "جبل المكبر"، والمتمثل بمبادرته بإسعاف اللاعب نعمان بعد أن سقط على الأرض مغشياً عليه رغم الظروف المؤسفة التي رافقت اللقاء من أحداث شغب على المدرجات.

وخلال إصابة اللاعب كاد يحصل ما لا يحسب عقباه، لولا قدرة الله عز وجل والتدخل السريع من المسعفين داخل الملعب حيث قاموا بالدور المناسب في ظل غياب رجال الهلال الأحمر الإماراتي وقوات الشرطة الفلسطينية.

وكان رد اللواء إيجابياً ومتفهماً، إذ أكد بشكل واضح ومباشر على أهمية هذا الموضوع بضرورة اتخاذ الإجراءات الكفيلة بضمان سلامة اللاعب وصحته ، واستذكر الحادثة التي حصلت مع لاعب منتخبنا الأولمبي ثائر قراعين خلال تواجده في تونس بعد أن عانى من إصابة بالبطن ، وكعادته اعترف اللواء بجرأة الشجعان أنّ اتحاد الكرة كان يتحمل جزءاً من المسؤولية لعدم تشخيص حالة اللاعب قراعين مسبقاً ، نتيجة لغياب الطبيب المختص ، وعدم مرافقته للوطني بعد مغادرته البعثة لأسباب لسنا بصدد ذكرها .

ولم تمض سوى ساعات قليلة حتى ذهبت إلى استاد (ماجد أسعد) لمتابعة لقاء "مركز الأمعري" و"شباب الظاهرية" في افتتاح مباريات الأسبوع السادس من الدوري ، فسقط لاعب من لاعبي الظاهرية على الأرض مصاباً ، وانتظرت حتى دخول رجال الإسعاف من أجل إخراج اللاعب خارج حدود الملعب لإسعافه كما ينص قامون "الفيفا" بهذا الشأن ، لكن للأسف لم يتواجد رجال الإسعاف ولا حتى الحمالة الخاصة المعدة لنقل اللاعبين المصابين ، وإنما تم إخراج اللاعب بطريقة غير صحيحة ، وهذا أمر مستغرب ، خاصة ونحن نخوض أول دوريّ احترافيّ تشهده الحركة الرياضية الفلسطينية .

وقبل ساعات قليلة فجعت الأسرة الرياضية بخبر رحيل أحد نجوم الكرة في أيام الزمن الماضي الجميل، وهو المرحوم : محمد صبحا لاعب نادي "حطين الرياضي" الذي سقط وهو يمارس معشوقته خلال لقاء جمع قدامى محافظة جبل النار مع قدامى محافظة أريحا في استاد (نابلس) ، وفارق الحياة بعد أن انقلب لسانه للخلف كما حدث مع العديد من لاعبي العالم ، ونحن نعلم بطبيعة الحال أنّ قضاء الله كان وراء رحيل اللاعب صبحا ، على الرغم من أنّ مثل هذه الحالة في خطورتها لا بل الأقل منها خطورة تحتاج أصلاً إلى تدخل فوريٍّ عن طريق مسعف مختص لعلاجها كما حصل مع اللاعب أشرف نعمان .
حقيقة لسنا بصدد توجيه الانتقاد لجهة معينة ، لكن هذه رسالة للواء جبريل الرجوب رئيس اتحاد الكرة بتوجيه تعليماته بخصوص تواجد الأجهزة الطبية في كافة المباريات سواء الرسمية أو الودية ، وأنا أعلم أنّ الأخ اللواء كان يشدد دائماً خلال اجتماعاته بأسرة الاتحاد على ضرورة وجود الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف لا سيما في لقاءات الدوري .

كلنا أمل أن لا تتكرر ظاهرة غياب الطواقم الطبية المختصة عن ملاعبنا ، وأن يُسرّع بتشكيل اللجنة الطبية التي تكون تابعةً للاتحاد كما ينص النظام الداخلي أسوة باللجان الأخرى لكي تتابع وجود أصحاب الاختصاص مع أنديتنا المحلية ، والعمل على تأهيلها، إذ أن بعض الفرق بحاجة إلى مختصون في هذا المجال ، وأخيراً يظل اللاعب أغلى ما نملك في رياضتنا الفلسطينية ، ونتمنى دوام العافية لأسرتنا الرياضية ، وللحديث بقية ...