وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"مصادر" - بوابة الكترونية مخصصة لخدمة قطاع العمل الأهلي وتقويته

نشر بتاريخ: 01/11/2010 ( آخر تحديث: 01/11/2010 الساعة: 09:57 )
رام الله- معا- تعتبر البوابة الفلسطينية للمؤسسات الأهلية "مصادر"، التي يشرف عليها مركز تطوير المؤسسات الاهلية (NDC) منذ العام 2006، تجربة رائدة من حيث كونها الأولى من نوعها على مستوى فلسطين والعالم العربي، فهي بوابة الكترونية مخصصة لخدمة قطاع العمل الأهلي وتقويته.

وانطلقت البوابة كمشروع ريادي العام 2005 من قبل تجمع مؤسسة التعاون، كمبادرة تهدف إلى إيجاد قاعدة بيانات إلكترونية حيوية ومحدثة حول قطاع العمل الأهلي الفلسطيني.

وأصبحت هذه المبادرة الآن حاضنة الكترونية تحوي معلومات حول كل ما يتعلق بهذا القطاع. كما تسهم في بناء قدرات هذه المؤسسات وتفيعل دورها في عملية التنمية المجتمعية.

يبلغ عدد المؤسسات الأهلية الأعضاء في البوابة حالياً 720 مؤسسة أهلية من مختلف قطاعات العمل الاهلي في الضفة الغربية وقطاع غزة.

إن ما يميز البوابة، من وجهة نظر مدير مركز تطوير المؤسسات الأهلية الفلسطينية غسان كسابرة، هو كونها تجمع بين توفير المعلومات وبناء القدرات، فمن جهة تحوي معلومات حول المؤسسات الأهلية، ومن جهة ثانية تعزز قدراتها على إستخدام التكنولوجيا لتحقيق الأهداف التنموية، فالمؤسسات تقوم بتسجيل وتحديث بياناتها بشكل ذاتي، إضافة إلى ذلك فإن البوابة توفر العديد من الأدلة الإرشادية التي تساعد المؤسسات على بناء قدراتها في شتى المجالات، فعلى سبيل المثال تحتوي البوابة على حقيبة المصادر الخاصة بمدونة سلوك المؤسسات الأهلية.

واضاف كسابرة بأن مركز تطوير يعمل على جعل البوابة مصدراً أساسياً للمعلومات ومنبراً للحوار البناء حول قطاع العمل الأهلي في فلسطين.

وقال منسق البوابة الفلسطينية للمؤسسات الأهلية، السيد حسن حمارشة " هناك إهتمام كبير من قبل المؤسسات الاهلية بالإنضمام الى البوابة الفلسطينية للمؤسسات الأهلية "مصادر" والإستفادة من خدماتها، وهي تعد مظلة تجمع هذه المؤسسات وتوفر لها الأدوات للتعاون والتفاعل البناء."

وبرأي حمارشة هذا الإقبال يعود الى عاملين أساسيين: الأول، وهو الخدمات المميزة التي تقدمها البوابة للاعضاء، والثاني وهو سلاسة وسهولة نظام التسجيل الذي لا يتطلب الكثير من الجهد لتصبح المؤسسة عضوا في "مصادر" ولجعل عملية التسجيل أكثر سهولة، يضيف حمارشة " قمنا في مركز تطوير بإعداد دليل استخدام البوابة، وهو عبارة عن كتيب يشرح الخطوات المتبعة لتسجيل المؤسسات ونشر ما لديها من معلومات تندرج ضمن أقسام البوابة المختلفة." هذا الدليل يتوفر على الصفحة الرئيسية للبوابة، وتم توزيعه مطبوعاً على عدد من المؤسسات.

واشارت مديرة جمعية المحبة لرعاية الأطفال فاطمة أبو دقة، إلى أن البوابة أتاحت لجمعيتها، الواقعة في منطقة عبسان الكبيرة بمحافظة خان يونس، الفرصة للاطلاع على نشاطات الجمعيات الأخرى، كما ساهمت المنشورات والأدلة التي توفرها البوابة في بناء قدرات العاملات في الجمعية.

أقسام وخدمات البوابة الفلسطينية:
تشمل الخدمات التي توفرها البوابة على نشر الاخبار والنشاطات الخاصة بالمؤسسات الاعضاء وما تصدره من مناشدات وتقارير. أما مكتبتها الإلكترونية فتحوي منشورات وإصدارات المؤسسات الأعضاء وجهات اخرى ذات علاقة بالعمل الأهلي، بالإضافة الى إحتوائها على دليل الجهات المانحة وقسم لنشر الوظائف الشاغرة ضمن هذا القطاع. و

لعل أبرز الخدمات التي توفرها البوابة هي نشر إعلانات وطلبات لمقترحات مشروعات تصدر عن المؤسسات المانحة في فلسطين، وكذلك توفير الفرص لكل مؤسسة عضو لنشر مقترحات المشروعات الخاصة بها لمساعدتها في الحصول على التمويل اللازم، حيث تشكل البوابة مدخلا رئيسيا للمؤسسات الأهلية التي تعمل على توفير الدعم للمجتمع المدني الفلسطيني الذي يمر بمرحلة تأسسيس دولته المستقلة.

واكد مدير جمعية الظاهرية للتطوير والتنمية الريفية، السيد خليل الطل، أن البوابة مصدر مهم للمعلومات لجمعيته، ومن خلالها تمكنت الجمعية من الاطلاع على العديد من فرص التمويل، والاستفادة منها.

وتعتبر البوابة نتاج للجهود التي يبذلها مركز تطوير، والرامية الى توحيد قطاع الؤسسات الاهلية، والعمل على تمثيلها ونشر الوعي بدورها في عملية البناء وارساء اسس وقيم المجتمع الحديث. حيث أن البوابة تعد الآن المظلة التي تجمع المؤسسات الأهلية، والجسم الذي يوفر الوسائل اللازمة لتقوية وتعزيز قدراتها وتدخلاتها.

كما تعمل البوابة على رفع مستوى وجودة الخدمات التي تقدمها المؤسسات للمجتمع بهدف النهوض به وتفعيل دوره في عملية البناء. لذا، فإن برنامج البوابة الفلسطينية للمؤسسات الأهلية هو رؤية استراتيجية تهدف الى رفع مستوى التنسيق وزيادة روح التعاون بين المؤسسات الأهلية وتنسيق تدخلاتها لتجنب التضارب والتكرار. كذلك، فهي توثيق لنشاطات وانجازات قطاع العمل الأهلي الفلسطيني بمراحله المختلفة.

رأى أمين سر جمعية حماية المستهلك في محافظة طولكرم جواد ابو زهرة، أن البوابة ساهمت في إدراج اسماء العديد من المؤسسات الأهلية الفلسطينية على شبكة الانترنت. كما أتاحت الفرصة لمؤسسته للتواصل مع المؤسسات الأخرى في مختلف المحافظات، وكذلك مع المؤسسات المانحة. يشير ابو زهرة الى أن هنالك حاجة إلى عقد دورات تدريبية للمؤسسات الأهلية الأعضاء في البوابة في مجالات استخدام الحاسوب وكتابة التقارير الاعلامية.

تحديات وابتكارات:
وقال منسق البوابة حسن حمارشة، ان التحدي الرئيسي الذي يواجه البوابة هو وجوب أن تكون قادرة على مواكبة التطورات والتغيرات التي تطرأ على قطاع العمل الأهلي من جهة، وكذلك ضرورة مواكبتها لأحدث تقنيات الإنترنت المتجددة دوماً، وذلك للإستفادة منها وتوظيفها بالشكل الأمثل لخدمة المؤسسات الأعضاء. تتميز البوابة، كأي موقع الكتروني أخر، بإستمرارية التجديد والابتكار والتغير السريع في التقنيات المستخدمة، والذي يجعل من الصعب بمكان الوقوف فيها عند مرحلة معينة.

في هذا السياق، تم خلال العام الحالي إضافة أقسام جديدة لمصادر، من ضمنها قسم مخصص لنشر وعرض المواد المرئية والمسموعة الخاصة بالمؤسسات الأعضاء، كالأفلام الوثائقية، والقصص والبرامج الإذاعية، إضافة الى قسم لنشر العرائض الصادرة من قبل المؤسسات وحشد التأييد لها عبر جمع التواقيع.


مسابقات لزيادة المعرفة بقطاع العمل الأهلي:
تم خلال شهر رمضان هذا العام وللمرة الثانية إعداد وطرح مسابقة حول قطاع العمل الأهلي الفلسطيني وذلك عبر صفحات البوابة. ركزت مسابقة هذا العام على قطاعي حقوق الانسان والحكم الصالح. هذه هي المرة الثانية التي يبادر فيها مركز تطوير الى إعداد ونشر مسابقة حول قطاع العمل الأهلي.

كانت الأولى خلال العام 2009 حيث تناولت في حينه تاريخ العمل الأهلي الفلسطيني، ومؤسساته، والقوانين التي تنظم عمله، حيث أظهرت النتائج أن هذه المسابقات لاقت استحساناً لدى العديد من الأعضاء والمستخدمين للبوابة. ومن اللافت للإنتباه مبادرة عدد من المؤسسات الأهلية، وشركات القطاع الخاص، الى تقديم الجوائز للمسابقة.

واعرب مركز تطوير عن امله أن تصبح هذه المسابقة تقليداً سنوياً من شأنه زيادة المعرفة بقطاع العمل الأهلي وتدخلاته وإنجازاته المجتمعية.