|
الشرق الأوسط: سيناريو سيطرة حزب الله على بيروت أنجز والحزب لم ينفه
نشر بتاريخ: 02/11/2010 ( آخر تحديث: 02/11/2010 الساعة: 13:17 )
بيت لحم- معا- أكدت مصادر لبنانية مطلعة لصحيفة "الشرق الأوسط" أن "المحاكاة الإلكترونية" التي قام بها "حزب الله" لعملية السيطرة على بيروت ونشرتها صحيفة "الأخبار" امس، هي "خطة عملية وضعت على الورق وصدقت من قبل الأطراف المعنية، وأن تنفيذها ينتظر ساعة الصفر، وهي (القرار الظني) في جريمة اغتيال الرئيس الأسبق للحكومة رفيق الحريري، وهو قرار قال خبير استراتيجي قريب من الحزب "سينهي العهد الحريري والسعودي في لبنان إلى الأبد".
ولم ينف "حزب الله" في اتصال لـ"الشرق الأوسط" مع أحد قيادييه الخبر، لكنه لم يؤكده، معتبراً أن "الجميع يعلم أن الوضع في لبنان مقلق للغاية بسبب فشل كل الفرص حتى الآن، من غير المفيد الحديث عن سيناريوهات في الإعلام، ولكن لا أحد يستطيع أن يتكهن بما سيكون عليه الوضع بين يوم وآخر". أما حركة أمل، التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري، فقد نفت مشاركتها في أي "خطط ميدانية"، وقال مصدر في الحركة رفض ذكر اسمه إنها "ليست في حالة وضع خطط مواجهات ميدانية"، وقال: "نحن مؤمنون وملتزمون بما يقوم به دولة الرئيس (مجلس النواب) الأخ الأستاذ نبيه بري وما يبذله من جهود محلية وإقليمية بشكل متواصل للبحث عن حلول ومخارج للأزمة القائمة"، مؤكداً أنه "لا يوجد على أجندتنا إلا السعي إلى استيلاد التفاهم بين كل الشركاء في الوطن، لأن هذا الوطن للجميع ولا أحد يسعى إلى إلغاء الآخر لا اليوم ولا بعد مئات السنين". وقد كشف مصدر لبناني مطلع لـ"الشرق الأوسط" عن معلومات تتداولها أجهزة أمنية لبنانية عن قيام "حزب الله" وحركة أمل وقوى أخرى متحالفة مع سوريا بعقد اجتماعات دورية مكثفة لبحث "التنسيق" في ما بينها في معركة مفترضة للسيطرة على بيروت وطريق الجنوب وتحييد مناطق أخرى مسيحية وسنية. وقالت مصادر لبنانية مطلعة لـ"الشرق الأوسط" إن الاجتماعات تطرقت إلى "تقسيم المناطق" بين هذه القوى بحيث يصبح لكل فريق منها خريطته الخاصة للمواجهة في "ساعة الصفر". وقد عقدت هذه الأطراف بدورها اجتماعات تنظيمية لتوزيع المهام داخل كل فريق. وقالت المعلومات إن بيروت قسمت إلى 3 مناطق عسكرية، تتولى فيها هذه القوى المهام، وتحديدا بين "أمل" و"حزب الله" والحزب السوري القومي الاجتماعي، وإن خططاً بديلة أعدت لتقديم الدعم اللوجيستي من قبل "حزب الله" لهذه الأطراف في حال واجهت مشكلات تمنع تنفيذ الخطة. وتشير المعلومات أيضاً إلى أن ساعة الصفر مرتبطة بالقرار الظني للمحكمة، إلا إذا ارتأى المعنيون تقديمها لاستباق القرار، لكن هذا السيناريو الأساس وضع على أساس صدور القرار الظني ونزول "شبان" غاضبين إلى الشوارع الرئيسية لقطعها احتجاجا عليه، ثم تتطور الأمور إلى مواجهات مع القوى الأمنية أو أنصار الفريق الآخر (14 آذار وتيار المستقبل تحديدًا)، فتغتنم القوى المسؤولة عن تنفيذ عملية الاستيلاء على العاصمة مهمتها. ورأى الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد أمين حطيط (المقرب من حزب الله) أن ما تضمنه تقرير صحيفة "الأخبار" فيه الكثير من الواقعية، ولفت إلى أن "استراتيجية حزب الله الحالية تقوم بالدرجة الأولى على منع الفتنة، أي منع تسبب هذه الفتنة، وهو لذلك يسعى إلى الاتصالات والحوار، أما إذا لم يستطع منعها ووقعت هذه الفتنة سيحاول منع انفجارها بشكل واسع، وفي حال عجز عن درء الانفجار عندها سيلجأ إلى الحسم ميدانيا على الأرض". وقال حطيط لـ"الشرق الأوسط": "الكل يعرف أن الفتنة ستكون محصورة جغرافيا في المناطق التي فيها وجود شيعي، مما يعطي "حزب الله فرصة للحسم وهذه المناطق هي بيروت والبقاع الأوسط والجنوب، ففي بيروت وبوجود الأكثرية الشيعية مع الحلفاء تحسم الوضع في 24 ساعة على الأكثر، أما في الجنوب وتحديدا على طريق بيروت الجنوب، فكان ثمة عاملان يشكلان صعوبة عند حزب الله هما وليد جنبلاط والحالة السنية في إقليم الخروب، وهاتان الحالتان انتهتا بعد أن حسم جنبلاط خياراته العسكرية وأعاد تموضعه السياسي، أما في البقاع الأوسط المعروف بثقل الوجود السني فيه مع الأصولية، فقد يتأخر الحسم فيه يومين أو ثلاثة أو أسبوعا على أبعد تقدير، وعندها قد يلجأ حزب الله إلى الحسم بشكل قاس، وأصحاب العلاقة يعرفون معنى الحسم القاسي وقد يدفعون ثمنا غاليا جدا، ولذلك يترددون في فتح المعركة". وخلص حطيط إلى التأكيد أن "الفتنة إذا ما انفجرت، فإن حزب الله سيمسك بالأرض في ثلاثة أيام أو أسبوع على الأكثر، ولكن لا ينتهي الأمر هنا، لأن ما سيحصل على الأرض سيترجم في السياسية، وعندها تصل المعادلة إلى أن القرار الظني الذي صدر في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري سينهي العهد الحريري في لبنان إلى الأبد". |