وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

فياض: ارادتنا انتصرت في القدس

نشر بتاريخ: 02/11/2010 ( آخر تحديث: 02/11/2010 الساعة: 22:32 )
رام الله-معا- أكد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض على أن صمود مدينة القدس وأهلها، كما كافة المناطق الفلسطينية في مواجهة المخططات الاستيطانية، سيظل عنوان التوحد لشعبنا، وأشار إلى أن كفاح شعبنا ما هو إلا تصمم على إنهاء الاحتلال، ونيل الحرية والاستقلال في دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس على حدود عام 1967، وقال "إن ما يقوم به أبناء شعبنا في كافة المناطق هو ممارسة حقنا في الحياة، ولا يستطيع أحد أن يفرض الفيتو على إرادة الحياة لدى شعبنا"

جاء ذلك لدى افتتاح رئيس الوزراء المرحلة الأولى من برنامج إعادة تأهيل وبناء المؤسسات التعليمة في القدس، في مدرسة الأمة في ضاحية البريد في القدس، وذلك وسط حضور إعلامي مكثف، وبحضور محافظ القدس عدنان الحسيني، ومفتي الديار المقدسة الشيخ محمد حسين، وعدداً من المسؤولين الرسميين، وممثلي المؤسسات الأهلية، وحشد من المواطنين.

وقال فياض "يشرفني ويسعدني أن أكون معكم هنا اليوم في أكناف بيت المقدس، وأن أشارككم هذا الاحتفال والانجاز الهام على طريق الحرية والاستقلال لشعبنا في دولة فلسطين التي ستقوم بإذن الله على كامل أرضنا التي احتلت في عام 1967، في قطاع غزة والضفة الغربية وفي القلب من ذلك كله القدس الشريف العاصمة الأبدية لهذه الدولة.

وأضاف رئيس الوزراء "نلتقي اليوم فيما أصبح مشهداً يومياً في أرضنا الفلسطينية المحتلة، هذا المشهد اليومي الذي تواجه فيه إرادة الحياة ظلم الاحتلال وطغيانه ومشروعه الاستيطاني وإرهاب مستوطنيه، كما نلتقي اليوم كما في كل يوم يتجدد فيه الأمل وتتعاظم الإرادة ويتسارع العمل، وينجز فيه مشروع يمكن أسرة فلسطينية من البقاء هنا في القدس، كما في كل شبر من أرضنا المحتلة ليوم آخر، ويتمكن فيه مزارع فلسطيني من الوصول إلى أرضه ليفلحها، ويتمكن فيه العامل من الحصول على فرصة لعمل على أرضنا، ونعم ليتمكن فيه أطفال فلسطين من الوصول إلى مدارسهم، ويتجدد الأمل بنجاح مشروعنا وينتصر شعبنا بإنسانيته، وبإنسانية مشروعه على ظلم الاحتلال وطغيان مشروعه الاستيطاني وإرهاب مستوطنيه، وتنتصر إرادة الحياة وإصرار شعبنا على البقاء والثبات على أرضه في كل يوم، هنا في ضاحية البريد كما في ضاحية السلام، وفي مختلف مناطقنا"

وتابع فياض "هذا اليوم كما كل يوم يستمر فيه شعبنا على درب مسيرته النضالية، وبصموده الأسطوري، وينجح في سيره بخطىً ثابتة في سعيه لتحقيق ما هو حق طبيعي ومطلق لسائر شعوب الأرض، ألا وهو العيش بحرية وكرامة على أرض دولته المستقلة".

ولفت رئيس الوزراء إلى أن هذه المشاريع تم انجازها بزمن قياسي، وقال "إن كنا نتحدث عن الطريق في ضاحية السلام فقد بدأ العمل فيه فقط في 15 أيلول العام الحالي، وهو منجز الآن بهمتكم وإصراركم، وأحيي على وجه الخصوص أهلنا ممن قدموا من ضاحية السلام صباح هذا اليوم، بعد أن احتفلوا بالرغم من قرار الاحتلال ، بما أنجزوه في عناتا"، وأضاف " أما بخصوص مشروع تأهيل المؤسسات التعليمة في القدس فهو يأتي المشروع في ضوء النقص الشديد في خدمات التعليم، وخاصة في البنية التحتية، وعدد الصفوف المدرسية في المدينة، إذ يبلغ عدد الطلبة الذين هم في سن الدراسة ولا يوجد لهم مقاعد دراسية في المدينة حوالي عشرة آلاف تلميذ، كما أخذ بعين الاعتبار جوانب التعليم المهني، ومدارس ذوي الاحتياجات الخاصة، والمدارس العامة والأهلية. حيث تم التركيز على تطوير البنية التحتية والمرافق وإضافة صفوف جديدة والصيانة التي تساهم في تخفيض التكاليف الجارية، كما تضمن المشروع العمل في 14 مدرسة تم انجاز الأعمال بوقت قياسي أيضاً وهي أريع شهور،".

وتابع فياض " وأشار رئيس الوزراء إلى أن القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الأخ الرئيس أبو مازن، وكافة المؤسسات الوطنية في إطار منظمة التحرير والسلطة الوطنية والمؤسسات الأهلية لا يمكن أن تترك أبناءنا دون مدارس وحماية حقهم الطبيعي في التعليم، أو أن نستمر في انتظار إسرائيل لتقوم بواجبها، وهي مسؤولية تقع على عاتقها بصفتها القوة المحتلة لتأمين المدارس لطلابنا وهو الأمر الذي لا تريد إسرائيل أن تقوم به، خاصة أن ما يجري في المدينة بكافة جوانبه يهدف إلى تفريغ المدينة من سكانها الأصليين من خلال تقليص الخدمات وغيرها من الممارسات، بينما واجبنا الأول والأساسي يتمثل في تعزيز صمود المواطنين، وتوفير مقومات الحياة الكريمة لهم والعمل على ضمان حماية عروبة المدينة ومكانتها كعاصمة أبدية لدولة فلسطين".

وشدد رئيس الوزراء على أن السلطة الوطنية ستواصل تنفيذ خطة عملها، لبناء مؤسسات دولة فلسطين، وتعزيز صمود شعبنا، وخاصة في القدس الشرقية، كما في كافة المناطق المهددة والمتضررة من الاستيطان والجدار. وقال ( إنا على هذه الأرض باقون)، فهذا واجبنا، وهذه مسؤوليتنا. وشعبنا مصمم على متابعة الطريق لانجاز مشروعه الوطني، المتمثل أساساً في إنهاء الاحتلال عن كامل الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، وأضاف " ذلك كله يتطلب ضرورة الإسراع في إنهاء حالة الانقسام، وإعادة الوحدة للوطن ومؤسساته، تمهيداً لإقامة دولة فلسطين المستقلة في قطاع غزة، والضفة الغربية، وفي القلب منها القدس الشرقية العاصمة الأبدية لدولتنا. وستظل القدس أكبر من الجميع".

وأكد فياض على أن السلطة الوطنية ستواصل العمل لمساندة المؤسسات المقدسية وخصوصا التعليمية منها في مساعيها لإقامة مدارس جديدة وتطوير وتوسيع المدارس القائمة للنهوض بواقع التعليم، وكذلك تحملها لمسؤولياتها في كافة مجالات الخدمات" وقال "الصمود الفلسطيني في القدس وفي كل خربه وقرية ومخيم ومدينة من بلادنا يتجدد يومياً عندما يشق طفل فلسطيني طريقه للمدرسة، وفي كل يوم يحمي الفلسطيني أرضه ويفلحها، وتتعزز إمكانية عائلة فلسطينية في القدس والأرياف على البقاء على أرضها، وإن حجم الالتفاف الشعبي الذي يتعاظم يومياً حول برنامج عمل السلطة الوطنية يعطينا الثقة والأمل ويعزز من إصرارها على مواصلة استكمال بناء مؤسسات دولة فلسطين وبنيتها التحتية، فهذه مسؤولية شعبنا، ولن ولا يمكن أن نسلم لإسرائيل بفرض الأمر الواقع على شعبنا، وخاصة على مدينة القدس الشرقية".

وحيا رئيس الوزراء كافة المؤسسات المقدسية، وقال "آن الأوان لإعادة فتح المؤسسات المغلقة في القدس، وفي مقدمتها بيت الشرق، فهذا استحقاق آخر من جملة الاستحقاقات التي لم تفي حكومة إسرائيل بأي منها بموجب الالتزامات الدولية، ولكن بالرغم من كل هذا أقول هذا يوم أخر تنتصر فيه إرادة الحياة في مواجهة ظلم وطغيان الاحتلال، واعتبر رئيس الوزراء أن الاستقرار والأمن في المنطقة، لن يتحققا إلا بنيل شعبنا لحقه في العيش في دولته المستقلة بحرية وكرامة، وعاصمتها القدس الشريف عنوان السلام والتعايش.

وأشار رئيس الوزراء في كلمته إلى قرار الحكومة الإسرائيلية منع إقامة احتفال في ضاحية السلام بمناسبة الانتهاء من مشروع تأهيل وتعبيد شوارع الضاحية، وقال "لقد سمعتهم ما تناقلته وسائل الإعلام يوم أمس عن قرار حكومة إسرائيل إزاء هذا الحدث وحدث ضاحية السلام"، وأضاف "هذان الحدثان يتصلان بشعبنا، وهو يريد أن يحتفل بانجاز آخر يراكم على ما سبقه من انجازات على درب الحرية والاستقلال"، وقال " الاحتفال بالنسبة لنا يتمثل أساساً في انجاز مشاريع تُمًّكن شعبنا من الصمود، وبناء مؤسسات دولة فلسطين، وهذا الأمر تم اليوم سواء في ضاحية السلام التي استكملت مشروع تعبيد الطريق، أو هنا في ضاحية البريد حيث نعلن الانتهاء من ترميم 14 مدرسة في مدينة القدس، والاحتفال هو ليس للاستعراض بل لشحذ الهمم لانجاز مشروع آخر على طريق استكمال بناء مؤسسات دولة فلسطين وبنيتها التحتية"، وتابع "استمعتم أيضاُ إلى بيان رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي قال، بأن نشاط السلطة الوطنية محظور في ضواحي العاصمة، ويعني (ما يسمونها العاصمة الموحدة لدولة إسرائيل)، وهو في هذا الموقف لوحده في مواجهة العالم بأسره، ونحن نقول نعم هذه ضواحي، فضاحية البريد وضاحية السلام هما في أكناف بيت المقدس، وهي ضواحي مدينة القدس التي احتلت عام 1967، وهي العاصمة الأبدية لدولة فلسطين.. هكذا نقول نحن، وما يقوله العالم بأسره معنا"

وحيا رئيس كل قوى التضامن مع شعبنا الفلسطيني في القدس والمعصرة وبلعين ونعلين وفي كافة المواقع، وقال "عملنا هذا يعبر عن معان سامية، وتساندنا كل قوى السلام المحبة في العالم، بما في ذلك في إسرائيل نفسها، وهذه مناسبة لي للتأكيد على أن الصراع هو في جوهره لتحقيق هذا الحق والعدالة المفقودة، والذي لا يتحقق إلا بتمكن شعبنا من العيش بحرية وكرامة في دولته المستقلة"، وأضاف "نحن لا نتقمص دور الضحية، فنحن الضحية، ونحن نسعى بشكل يومي لنتحول من زاوية المتلقي إلى زاوية المبادرة، وإلى زاوية الإقدام على تحقيق الشعارات، وتحقيق المزيد من الصمود لأبناء شعبنا، وعلينا الأخذ بالأسباب، وليس في أي منها ترف على الإطلاق إن كنا نتحدث عن مدارس ومرافق عامة، والخدمات الاجتماعية، وغير ذلك، فهذه أمور أساسية وحيوية لننتقل من مرحلة الشعارات إلى واقع على الأرض لا يمكن تجاهله من أي احد، وتحويل هدف إقامة دولة فلسطين من المفهوم النظري إلى واقع على الأرض" وأضاف "هناك في إسرائيل غالبية تؤيد حل الدولتين، كما تشير الاستطلاعات ، وهنا في فلسطين أيضاً تدل الاستطلاعات على أن غالبية الفلسطينيين تؤيد حل الدولتين، ولكن في تقديري ليس هناك غالبية في أي من الجانبين تعتقد بان هذا الحل سيتحقق، ولذلك فإن ما نقوم به من بناء متواصل لمؤسسات دولة فلسطين وبنيتها التحتية، سيخلق الأغلبية التي تثق بإمكانية تحقيق حل الدولتين فعلياً وليس مجرد تأييده، هذا هو جوهر برنامجنا، وهذا هو جوهر ما نقوم به في كافة إرجاء بلدنا بما في ذلك هنا في القدس اليوم"، وأضاف "وإلى ذلك نحن على هذه الأرض باقون من منطلق عدالة قضيتنا والوفاء لتضحيات شعبا وشهدائه وفي مقدمتهم القائد الرمز أبو عمار وفيصل الحسيني وكافة شهداءنا هنا في القدس، ولأسرانا، فشعبنا هنا منذ البدايات ومصمم على البقاء حتى النهايات"

كما دعا رئيس الوزراء كافة المؤسسات الفلسطينية العاملة داخل القدس الشرقية لبلورة المزيد من المبادرات القابلة للتنفيذ السريع والكفيلة بتلبية المزيد من احتياجات المواطنين، وفي متخلف المجالات، وتوجه بالشكر لكل من ساهم في انجاز هذا المشروع، كما توجه بالشكر إلى الأشقاء في العالمين العربي والإسلامي والمجتمع الدولي على دعمهم المتواصل لشعبنا وسلطته الوطنية، وقال "إني على ثقة بأن شعبنا، وهو يتسلح بالأمل والإرادة سيحقق أهدافه التي ضحى من أجلها وعانى الكثير على درب تحقيقها".

وكان رئيس الوزراء قد حضر عرضاً حول المرحلة الأولى من إعادة تأهيل وترميم المؤسسات التعليمية في القدس، والذي شمل 14 مدرسة في مدينة القدس، وبتكلفة إجمالية 5.5 مليون دولار.

وفي معرض رده على أسئلة الصحفيين حول المشاريع في مدينة القدس، وحول القرار الإسرائيلي بمنع إقامة احتفالات بمناسبة انتهاء هذه المشاريع، قال فياض "هذا يوم عبرت فيه إرادة الحياة انتصاراً، والاحتلال إلى زوال، فأهلنا في ضاحية السلام احتفلوا بإصرارهم على خلق وقائع ايجابية على الأرض وإرسال رسالة بسيطة فحواها أن في فلسطين شعباً مصمم على الحياة والبقاء على أرضه".

وأضاف "كان هناك قرار منع من قبل السلطات الإسرائيلية وقرار صدر من رئيس الوزراء بمنعي شخصياً في المشاركة في احتفالات شعبنا في ضاحية السلام، نحن بكل تأكيد لسنا بصدد قصة إعلامية، لا بضاحية البريد ولا بضاحية السلام ، ولا بأي مكان ، نحن هنا بصدد تنفيذ مشروع جدي وفق رؤية جدية هادفة إلى البناء والإعداد التهيئة الجاهزية الوطنية لإقامة دولة فلسطين، وما يقوم به الاحتلال هو جزء من نظام التحكم والسيطرة الذي يقوم به الاحتلال بشكل يومي إزاء مواطنينا، ولكن كل هذا إلى زوال من منطلق قناعتنا بحتمية زوال الاحتلال، ونحن لا نتوقف إزاء هذا ، فنحن معنيون بالجوهر ومعنيون ببقاء شعبنا ليوم أخر، وبتوفير كل مقومات الصمود والبقاء. وسنستمر في ذلك" وتابع " عملنا هنا جوهري، ولا بد من البناء والتهيئة، شاهدتم ما وفرته هذه المدارس، وهذا جزء من دورنا لن نتخلى عنه، وهو جزء من واجبنا ومسؤوليتنا الوطنية ، ونحن نصر على ممارسة هذا الحق.... حقنا في الحياة ولا يستطيع أحد أن يفرض الفيتو على هذا الحق، ولنا مع الحرية موعد"
وكان رئيس الوزراء وفي وقت سابق قد ألقى كلمة بواسطة الهاتف في الاحتفال بمشروع تأهيل وتعبيد الشوارع في ضاحية السلام حضره المئات من المقدسيين، على الرغم من الإجراءات الإسرائيلية لمنع الاحتفال، وقال 'سنواصل تنفيذ خطة عملنا، لبناء مؤسسات دولة فلسطين، وتعزيز صمود شعبنا، وخاصة في القدس الشرقية، كما في كافة المناطق المهددة والمتضررة من الاستيطان والجدار، فهذا واجبنا، وهذه مسؤوليتنا. وشعبنا مصمم على متابعة الطريق لانجاز مشروعه الوطني، المتمثل أساساً في إنهاء الاحتلال عن كامل الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967" رفع المعاناة عن أهلنا في القدس، وتقديم الخدمات لهم".