|
"مانديلا ": تفتيش أسرة المرضى واهمال علاجهم واسرى غزة منسيين
نشر بتاريخ: 03/11/2010 ( آخر تحديث: 03/11/2010 الساعة: 12:49 )
رام الله- معا- حمّلت مؤسسة "مانديلا "ادارة السجون الاسرائيلية المسؤولية الكاملة عن حياة الاسرى المرضى في مستشفى سجن "الرملة" الذين ترفض علاجهم، واستهدفتهم مؤخرا بحملات دهم وتفتيش تخللها اتلاف اغراضهم الشخصية بدعوى " البحث عن هواتف خلوية ". وتكشف المحامية بثينة دقماق رئيسة مؤسسة "مانديلا " اثر زيارتها للمستشفى عن صور معاناة رهيبة يعايشها كل اسير لتشكل صرخة امام كل ضمير لنجدتهم وانقاذ حياتهم.
وروى ممثل المعتقل نادر خالد سليمان طبيش من الخليل للدقماق ، ان قوة تابعة لوحده "دوور" المتخصصة في قمع الاسرى تضم اكثر من 30 جندي ، شنت حملة غير مسبوقة في المستشفى في 11-10 وبدات الساعة السابعة والصف صباحا واستمرت حتى الثالثة عصرا ، وتخللها تفتيش وتخريب محتويات الغرف ضاربه بعرض الحائط ان هذا مستشفى يتواجد فيه الاسرى المرضى الذي يعاني البعض منهم من القلب او الضغط او السكري والاعاقة حتى انهم عاجزين على الحركة وهم بحاجه الى الدواء او الاكل او الغيار ، واضاف عند بدء الهجمة جرى نقل الاسرى من قسم لاخر لحين الانتهاء من التفتيش الاول ثم حشرهم في الغرف التي تم تفتيشها تحت حجه انهم يبحثون عن اجهزه خلويه. طبيش المعتقل منذ 21/6/2002 ويقضي حكما بالسجن لمدة 12 سنه ، ادان الحملة ودعا لتحرك يمنع التعرض للمرضى وحماية حياتهم الماساوية بسبب الاجراءات التي تنفذ بحقهم . نقص في الاحتياجات: وذكر طبيش ان المستشفى يستقبل شهريا اكثر من 150 اسيرا تحضرهم الادارة من السجون لاجراء فحوصات طبيه او صور اشعه ،وهم بحاجه الى كنتينا لدى وجودهم في داخل المستشفى مما يسبب في نقص المبالغ المخصصة للمقيمين الدائمين ، ونقلت دقماق عن ممثل المعتقل قوله "ارسلنا الى وزارة شؤون الاسرى عدة مرات وشرحنا لهم الوضع ، ورغم معرفتهم لذلك ولكن لا حياة لمن تنادي ، علما اننا اصبحنا غير قادرين على توفير الاشياء الاساسية للاسرى الذين يحضرون من السجون ، كما طلبنا من الوزاره توفير 2500 شيكل لشراء بلاطه حيث ان الاعتماد في توفير احتياجاتنا بالمستشفى اكثر على الكنتينا بسبب سوء الطعام . اوضاع سيئة: واشار ممثل المعتقل لمجموعة من المشاكل التي يعاني منها المرضى ، كنظام الزيارة المعتمد في السجن وموقع الغرفة وترتيبها ، واضاف طالبنا الادارة بتغير موقع الزياره اذ انه لا يعقل ان تبقى ا بهذه الطريق شبك وحيد مع زجاج وبعد 30 سنتمتر ايضا حديد مما يحرمنا من مشاهده الاهل والحديث معهم مباشرة ، ولكن الاداره قامت بتخفيف عدد العائلات للزياره في كل دفعه ثلاث كحل مبدئي ونحن بانتظار حل نهائي لهذا الموضوع ، كما طالبنا باخراج اغراض "هدايا " للاطفال كحال السجون الاخرى ، وتزويدنا بالكاسات الزجاجيه ولكنهم رفضوا . معاناة اسير غزي مريض: وتضيف الدقماق ، ان صور معاناة الاسير المريض محمود محمد سليمان من بيت لاهيا في قطاع غزة تاخذ اشكال مختلفة ، فاضافة لاصابته بامراض القلب وضغط دم و ازمه تبين مؤخرا اصابته بالسكري ، وهو يعيش مشاعر الحزن والالم لقلقه على عائلته ومنعها ككل اهالي القطاع من الزيارات بقرار اسرائيلي . سليمان المعتقل من 6/5/1994 ويقضي حكما بالسجن المؤبد يعتبر مريض مقيم في المستشفى منذ عامين ، وقال لدقماق: " حالتي الصحية في تدهور مستمر و اجريت لي عمليه قسطرة قبل 4 سنوات ، ولكن قبل سنتين حولت من عسقلان الى المستشفى نتيجه مضاعفات الوضع الصحي بعدما اصبحت اعاني من وخزه في القلب وضيق في التنفس" .ونقلت دقماق عن الاسير قوله "ان الاحتلال حرمه والدته للابد ، فقد توفيت قبل 3 سنوات علما انه كانت ممنوعة من زيارته لمدة 4 سنوات قبل ذلك" ، وعبر عن تاثره البالغ لعدم تمكن اسرته من زيارته فهو متزوج وله 5 اولاد وابنتان ، ومن اشد لحظات حزنه كمال قال ان كريمته عبير تزوجت واصبح لديها ولد وكذلك كريمته ريما ولديها ولد وبنت ، اما نجله محمد الذي تركه وهو في الصف الاول فقد تزوج ولديه ولد وبنت ، وكذلك نجله الصغير نور عمره الان 12 عاما ، ومنذ 7 سنوات لم يشاهد ه ، لذلك ناشد الجميع متابعة مسالة الزيارات وهموم اسرى القطاع . وقال سليمان " نحن نعيش ظلم كبير ولا يكفى عقوبة عدم زيارات الاهل بل هناك تقصير او نسيان لاسرى غزه في السجون ، الاهل غير قادرين على دفع الكنتينا لنا، وطالبنا مرارا وتكرارا ان يتم خصم جزء من المخصص ودفعها لنا كنتينا، ولكن لا أحد سأل عنا في ادخال ملابس او غيرها. عدم تحديد المرض: وقابلت الدقماق الاسير احمد التميمي من قرية النبي صالح قضاء رام الله ، وافاد انه منذ شهرين بدات اعاني من التهابات حاده وارتفاع درجة الحراره ، وبعد اصابتي بمضاعفات نقلت للمستشفى واجريت لي فحوصات دم لكنهم لم يبلغوني بالنتيجة ". التميمي المعتقل منذ تاريخ 19/7/1993 ويقضي حكما بالسجن المؤبد اضاف " مع استمرار معاناتي حولوني الى طبيب مسالك بوليه والى مستشفى خارجي لاخذ عينه من (البروتستات)،ولكنهم اعادوني الى الرمله لانني كنت اتناول كورس ادويه للالتهاب والحراره ولا يجوز اخذ عينه ، وبعدها تم اجراء فحص يدعى " psa" لي ، ثم زعم الاطباء انه لا يوجد لدي أي مرض ، رغم تدهور وضعي ومعاناتي بشدة من وجع شديد . وافادت دقماق ان الاسير زهران أبو عصبه من سكان قرية رافات قضاء سلفيت فقد 70 كيلو من وزنه واصبح غير قادر على تناول الطعام الطبيعي . ابو عصبة الذي اعتقل بتاريخ 5/1/1999 ويقضي حكما بالسجن 14 عاما ، اضاف انه نقل من سجن مجدو الى سجن مستشفى الرمله اثر حدوث مضاعفات مرضية معه ، فبعد قيام الادارة باجراءه عدة فحوصات في عياده سجن مجدو ، قرر الاطباء تحويله الى المستشفى لانهم شكوا ان يكون هناك تطورات خطيره بعد معاناته من نزول في الوزن. وذكرت دقماق انه رغم ان ابو عصبه يتمتع بمعنويات عالية ، فان تاثيرات مرضه بدت واضحه على منظره العام وجسده الذي اصابه الهزال بعدما كان وزنه 140 كيلو ، واكد لها انه اليوم لا يقدر على الاكل ويعيش على ما يتناوله من السوائل " عصير توت مع حليب وعلى عصير برتقال " .واضاف ان الغريب والخطير ان الادارة ابلغتني بعد اجراء فحوصات طبية وصور اشعة لمعدتي انني لا اعاني من اية امراض ، ولكن مع استمرار المشاكل الصحية اجريت لي صورة طبقيه للجهاز الهضمي واخبروني ان معي تصخم بالطحال ووصفوا الحالة بانها ليست خطيره . وناشد الاسير كافة الجهات الوقوف امام مسؤولياتها لانقاذه ، لان ما تعلنه الادارة شيء وما يعايشه من وضع ماساوي وخطير ويهدد حياته ، لذلك طالب بارسال لجنة طبية فورا لفحصه وانقاذ حياته قبل فوات الاوان . وقابلت الدقماق الاسير المريض محمد عبد العزيز ابو لبده من سكان مخيم جباليا والمعتقل منذ تاريخ 2/4/2000 ويقضي حكما بالسجن لمدة 12 عام ، افاد انه بسبب اصابات قديمه اصيب بنزيف دم حول النخاع الشوكي ، وذلك النزيف ا على الحبل الشوكي بقي فتره طويله حوله مما ادى لاصابته بشلل في اسفل القدمين ، واضاف انه اجريت له عملية استئصال كتله الدهن و نجحوا في استخراجها، ولكن المشكلة ان لديه كيس بين العضلات والجلد لا يقدر على الوقوف واذا حاول ذلك يغيب عن الوعي ، وطالب بادخال طبيب عربي او اجنبي متخصص لاستشارته لان الادارة قررت اجراء عملية جراحيه خطيرة له ويريد استشارته قبل اجراءها لمعرفة حقيقة الوضع ونتائجها . وخلال مقابلة المحامية الدقماق للاسير ناهض الاقرع من غزة والذي تم اعتقاله اثناء عودته من العلاج في الاردن الى غزة بتاريخ 20/7/2007 ويقضي حكما بالسجن المؤبد المتكرر 3 مرات ، افاد انه يعيش على المسكنات فقط رغم معاناته من عدة مشاكل صحية بسبب اصابته ، و يتنقل حاليا على كرسي متحرك كونه مصاب بالساقين ، وبترت ساقه اليمنى والان يعاني من الام شديده في رجله اليسرى واجمع الاطباء على بتر الرجل اليسرى لوجود جرثومة في العظم . وافاد الاسير معتصم رداد من صيدا قضاء طولكرم المعتقل منذ تاريخ 12/1/2006 يقضي حكما بالسجن لمدة 20 عاما ، انه يعاني من التهابات في الامعاء واصيب بنزيف دم ، وتم اعطاءه 3 وحدات دم ، ولا زالت الادارة ترفض علاجه بالشكل المطلوب والمناسب .ولا تختلف كثيرا ماساة المريض منصور موقدة ، من سكان الزاوية قضاء سلفيت المعتقل منذ تاريخ 2/7/2002 ويقضي حكما بالسجن المؤبد ، وافاد انه لحظة اعتقاله اقدم جنود الاحتلال على اطلاق النار عليه واصيب بعدة رصاصات في الحوض والبطن مما أدى الى اصابته بشلل نصفي ووضعه الصحي سيء وحالته صعبة للغاية ويعتمد على اكياس للبراز والبول لقضاء حاجته ، كما يعاني من الام شديده في الاسنان وطبيب الاسنان لا يأتيهم الا مرة واحدة في الاسبوع والدواء الذي يتلقاه فقط مسكنات لا غير . وتؤكد "مانديلا" ان المستشفى لا يختلف عن السجن لان المرضى لا يتلقون العلاج المناسب والمطلوب ، مطالبة المؤسسات الحقوقية والانسانية بارسال لجنة خاصة تضم اطباء متخصصين لزيارة ذلك السجن الذي يعتبر مدافن للاموات والوقوف على اوضاع الاسرى الذين يحرمون من ابسط حقوقهم ، مشيرة الى ان القانون الدولي ومعاهدة جنيف الزمت الدولة المحتلة توفير العلاج والرعاية الطبية للاسرى ونقلهم للمستشفيات وتخفيف معاناتهم بينما تمارس الادارة اساليب واجراءات تتنافى وكافة الاعراف وتعرض حياة المرضى للخطر . |