وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

غزة التي في خاطري ! * بقلم : فايز نصار

نشر بتاريخ: 05/11/2010 ( آخر تحديث: 05/11/2010 الساعة: 14:59 )
كان آخر لقاء لي في غزة هاشم قبل أيام من انطلاق انتفاضة الاقصى المظفرة ، عندما وزع نادي الهلال الغزي الاوسمة على وجهاء الاعلام الرياضي الفلسطيني ، الذين خدموا عبر سنوات الجمر والنار الرياضة الفلسطينية .

بعد احدى عشرة سنة أذكر اللقاءات الحميمية مع الزملاء الاعلاميين ، الذين عرفتهم ، ولن انساهم ، حتى لو ان منهم من قضى نحبه ، لأن من ينتظر يواصل حمل الأمانة بكل كفاءة ونزاهة والتزام .

ولا يمكن لأحد أن يدعي بان غزة - التي طالما كانت الخندق الامامي لكل مواقع النضال والابداع الفلسطيني - غابت عن خاطري وخاطر الخيريين في هذا البلد ، لأنها - والله يشهد - وفيةٌ لفلسطينيتها وعروبتها واصالتها ، تماما كما أن أبناءها المخلصين ينتمون بانضباط ووعي للمشروع الوطني الفلسطيني .. والرياضة - كما أثبتت الأيام - صفحة مضيئة في هذا المشروع ، الذي يلتف حوله كل الفلسطينيين .

مرت الأيام ... وواصلت غزة الاطلاع بدورها ، رغم ألم الانقسام ، والوجع الذي سببه الخارجون عن النص ... وواصل نشامى غزة الاطلاع بدورهم ، وان اختلفت المهام ، وتغيرت المواقع ، مؤكدين تجندهم باخلاص في صميم الحراك الرياضي ، الذي كان ارهاص النهضة الرياضية الشاملة ، التي يطلع بها اللواء جبريل الرجوب .

مرت الايام ... والتقيت اعلاميين من غزة - التي لم تغب عن خاطري - في دورة الألعاب العربية العاشرة بالجزائر، والتقيت آخرين في لقاء لقدامى غزة الرياضي وقدامى شباب الخليل ، ليأتي اللقاء الأخير مع الوفد الاعلامي الغزي ، الذي جاء الى المحافظات الشمالية ، على هامش لقاءنا بالأولمبي الاردني .

ومع انطلاق النهضة الرياضية الفلسطينية ، كان الاعلاميون في المحافظات الجنوبية جزء من حراكها ، وعبروا عن انخراطهم في صميمها ، رغم ان بعضهم وصفها يوما بالطفرة – أحدهم عاد ليقتنع بانها ثورة - ولمحنا حقيقة انتماء هؤلاء للحدث الرياضي الناضج في المحافظات الشمالية ، من خلال متابعات أشرف مطر ومحمد العمصي وكامل غريب وخالد ابو زاهر .. وغيرهم لتفاصيل الأحداث الرياضية ، حتى لو كان الأمر عبر الهاتف النقال !

هذا الانتماء لاعلاميي غزة خاصة ، ولرياضييها عامة ، شجع قائد المسيرة الرياضية ، الاخ أبو رامي على الرمي بثقله الرياضي ، لاستعادة اللحمة الرياضية – تجاوزا لجدلية البيضة والدجاجة – لأن الرجل الذي يعتبر شاهد على معظم صفحاتنا النضالية ، يؤمن بان اللحمة الرياضية أقرب الطرق لاستعادة اللحمة السياسية .

ولذلك كانت مواقف ابو رامي تدفع في هذا الاتجاه ، بعيدا عن المواقف المتشنجة ، التي اخرت اتساع دائرة النهضة الرياضية ، لتشمل المحافظات الجنوبية ... والحمد لله ان المنافسات الرياضية ستعود الى المحافظات الجنوبية ، وسيعود اللاعبون للنشاط الرياضي ، والاستعداد للمشاركة في رفع رايات الوطن خفاقة في المحافل الدولية .

ومع عودة الحراك لايراضي الى الملاعب الغزية من بوابة الرياضة الاكثر شعبية كرة القدم ، اتوقع ان يتحسن المستوى الرياضي في دفتي الوطن المفدى ، وأتوقع ان يسهل على الفنيين اختيار النخب الرياضية لتمثيل الوطن ، شريطة ان يتجاوب المحتل الدخيل مع نداءات المجتمع الدولي ، التي تطالب باحترام المواثيق الرياضية ، وتسهيل تحرك الرياضيين الفلسطينيين .

ومع عودة الحراك الرياضي الى غزة التي في خاطري ، يسجل التاريخ الفلسطيني باحرف من ذهب للرياضة دورها الريادي ... وستكرم الاجيالُ المخلصين ، الذين سهروا لانجاز اللحمة الرياضية بارفع الأوسمة ... وستقدر الاجيال القادمة اهمية الدور الذي اطلعت به الملاعب لاقناع "المنقسميين" بجدوى العودة الى الوحدة الوطنية ، كملاذ امن لهذا الشعب ، أيا كانت العذابات !

الحمد لله ، الذي سدد خطى الوحدويين ، وأحبط مساعي الانقساميين ، والحمد لله الذي جعل الرياضة مقدمة لاستعادة اللحمة الفلسطينية ، في الطريق نحو العزة والسؤدد ، والسير قدما نحو تحقيق التطلعات العليا للشعب الفلسطيني ، وفي مقدمتها الحرية والاستقال والعودة ، واقامة الدولة على ثرى الوطن الموحد .

والحديث ذو شجون