شرق أوسط جديد بشرط دور أمريكي جديد: مؤسستا "مفتاح" و"انسان" تطالب رايس باتخاذ قرارات حازمة

نابلس - معا - أعد مركز إنسان للديمقراطية وحقوق الإنسان، والمبادرة الفلسطينية لتعزيز الحوار العالمي والديمقراطية "مفتاح"، رسالة لوزيرة الخارجية الامريكية، كونداليزا رايس، طالبت فيه باتخاذ قرارات وخطوات حازمة.

وفي بيان مشترك لهما، ورد فيه ، نحن مؤسستي "انسان"، و"مفتاح"، كممثلين عن المجتمع المدني الفلسطيني، وعن القوى السياسية الفلسطينية، وأولا كأعضاء في الأسرة الفلسطينية الكبيرة نطالبك "رايس"، باتخاذ خطوات حازمة باتجاه:

1- دعم قرار دولي وفوري لوقف العدوان على لبنان وعلى غزة والمناطق الفلسطينية الأخرى، وإرغام إسرائيل على وقف عدوانها المتصاعد على المدنيين الأبرياء بالمنطقتين.

2- المساعدة على تشكيل "شرق أوسط جديد" قائم على العدل والمساواة.

3- خلق "شرق أوسط جديد" يتطلب دورا أمريكيا جديدا في المنطقة، بإمكانه أن يحقق سلام عادل ودائم في المنطقة مبني على تحقيق المطالب السياسية الفلسطينية، ويساعد في تطبيق القرارات الدولية بهذا الخصوص.

واضاف البيان، أن العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان وعلى المناطق المحتلة الفلسطينية، قد حصد منذ 12- 23 تموز، أرواح 362 لبنانيا، وأرواح 141 فلسطينيا منذ البدء بهجوم "أمطار الصيف" على المناطق الفلسطينية، منذ منتصف حزيران الماضي، وأدى إلى تهجير حوالي نصف مليون لبنانيا عن بيوتهم ومناطقهم ونجم عنه أيضا خسائر هائلة بالبنية التحتية تقدر بنصف مليار دولار بالإضافة إلى مبلغ مماثل بالممتلكات الفردية.

واشارت المؤسستين، أن الدمار الهائل الذي أحدثه العدوان الإسرائيلي في لبنان، سوف يؤجج حالة العداء القائمة ضد سياسة أمريكا الخارجية، ليشمل الشعب الأمريكي أيضا وخصوصا بعد التأكد من نية أمريكا دعم إسرائيل بالسلاح، مضيفة ان وسائل إعلامية عديدة أكدت أن الولايات المتحدة سوف تبادر لتسليم إسرائيل "قنابل موجهة"، طالبت إسرائيل بشحنها سريعا قبل أسبوع، بعد أن بدأت غاراتها الجوية على لبنان، واعتمادا على عدد من المصادر الأمريكية، قائلة أن الشحنات التي أرسلت هي جزء من صفقة بملايين الدولارات تم إقرارها العام الماضي، وتستطيع أن تطلبها إسرائيل عند الحاجة، هذه الصفقة تتيح لإسرائيل الحصول على قنابل (100 ج بي يو 28 س) التي تبلغ زنة الواحدة حوالي 2268 كغم ومجهزة بموجهات تعمل بأشعة الليزر تنوي استخدامها لتدمير المخابئ ألأرضية مع نظام فضائي متطور للتوجيه.

واضاف البيان، انه :"أيا لا يتوقع أن تصرفا كهذا من جانب أمريكا يمكن أن يخدم قضية السلام في منطقتنا، فمتطلبات السلام والأمن في الشرق الأوسط لا يمكن تحقيقها بتسليح إسرائيل وزيادة إمكانياتها التدميرية والتي لم تتردد إسرائيل في استخدامها ضد الأهداف المدنية في لبنان وفلسطين وما لم يكن التدخل الأمريكي يهدف إلى
إنهاء العدوان الإسرائيلي على لبنان وعلى المناطق الفلسطينية المحتلة، فان أي من الأهداف الأمريكية لانجاز السلام بالمنطقة سوف يتحقق".

وقالت "انسان"، و "مفتاح"، إننا نطالبك "حضرة وزيرة الخارجية الأمريكية": بعدم توظيف التوتر الحالي بالمنطقة من أجل خدمة المصالح الإستراتيجية لأمريكا وإسرائيل، وتحقيق مكاسب سياسية آنية أحادية وقصيرة النظر، مشيرين أن على أمريكا أن تدرك أخيرا بأن عليها التزامات كقوة عالمية أولى ولاعب أساسي في المنطقة أن تلتزم بالقوانين الدولية وأن تلزم إسرائيل بها وهي التي تصر على تجاهلها باستمرار، ونطالب بتوظيف جهودكم من أجل وضع حد لحالة العداء والعنف والإقرار بأن إسرائيل تحتل بشكل غير شرعي منذ عام 1967 المناطق الفلسطينية : الضفة الغربية، القدس وقطاع غزة وهذا السبب سوف يبقي المنطقة بكاملها بحالة الحرب وسفك الدماء وان تحملوا إسرائيل مسؤولياتها عن القسوة والقوة الغير المبررة التي تمارسها بحق الشعب اللبناني.و استمرار إسرائيل بتجاهل المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان الواردة بالقانون الإنساني الدولي، وعلى الأخص اتفاقية جنيف الرابعة الدولية لعام 1949.

وانهى البيان في رسالته للسيدة وزيرة الخارجية:" أمامكم فرصة تاريخية ... لتعزيز المصالح الإنسانية في هذا الجزء المتوتر من العالم... ونطالبكم بايجاد كافة الوسائل لانجاز هذه المهمة النبيلة".