وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

التأهيل المجتمعي ينهي المسح الشامل للبلدة القديمة بنابلس

نشر بتاريخ: 06/11/2010 ( آخر تحديث: 06/11/2010 الساعة: 14:23 )
نابلس- معا- أنهى برنامج التأهيل المبني على المجتمع المحلي اليوم السبت، حملة "المسح الشامل" التي استهدف من خلالها تعداد حالات الإعاقة في البلدة القديمة في محافظة نابلس.

وبدأت تحضيرات المسح منذ بضعة أشهر، حيث عقدت عدة اجتماعات ولقاءات بين عاملات التأهيل المجتمعي، وعددا من المتطوعات والمؤسسات العاملة في البلدة القديمة، ذات الإطلاع الكافي على أحوالها واحتياجاتها، لتقدير الاحتياجات اللازمة لبدء المسح، وتحديد الوقت والظروف المناسبة له، وتم التعاون في هذا الإطار مع ركن المرأة التابع لبلدية نابلس، ومركز الخدمة المجتمعية التابع لجامعة النجاح الوطنية، ومركز موارد و تنمية المجتمع، ومركز صحة المرأة.

وتم الاتفاق على محاور المسح الأساسية، وعلى دورة تدريبية يقوم بها مركز الخدمة المجتمعية تشمل كل العاملين والقائمين على المسح، تهدف لتزويدهم بمقومات العمل، وكيفية القيام به، وأساسيات المقابلة، وكيفية مواجهة الصعوبات في المسح، والتعامل مع مختلف الشرائح والأشخاص بسلاسة ووعي، وكيفية فرز المعلومات والبيانات، وتعبئتها، حيث استمرت الدورة التي أشرف عليها كلا من بلال سلامة، سامي الكيلاني، لمدة ثلاثة أيام، تخللها جولة استكشافية لأحياء ومناطق البلدة القديمة، لتعريف طاقم المسح بأحياء ودهاليز البلدة، وكيفية التعامل مع الأهالي والتعريف بالبرنامج وهدف المسح.

وبعد انتهاء الدورة التدريبية الخاصة بالمسح تم الاتفاق على أن يكون يوم الاثنين الموافق 26/ 10/2010، الموعد النهائي المحدد لانطلاق الطاقم كل من موقعه، لبدء المسح الشامل للبلدة القديمة، ومع نهاية يوم السبت كان المسح قد اكتمل، ليشمل كل بيوت البلدة القديمة في محافظة نابلس، وعن إجراءات المسح تقول مشرفة المسح ردينة أبو جراد:" بدأنا المسح بطاقم قوامه، 25 مشاركة، واستطعنا خلال مدة قياسية إجراء مسح شامل للبلدة القديمة، لتعداد حالات الإعاقة في البلدة، والتحضير للجزء الثاني الذي سيقوم على متابعة هذه الحالات وتوفير احتياجاتها، وعن آلية سير المسح، قالت أبو جراد، أن المسح جرى بشكل سلس وأن توزيع المهام ونقاط الانطلاق والالتقاء ساهمت إلى حد كبير في تنظيم العمل، وإتمامه بسرعة كبيرة وبجودة وانجاز عال".

وعن موعد إعلان البيانات التي تم جمعها، قالت أبو جراد، أن العمل الجدي الآن يبدأ مع ما تم جمعه، وأن المشاركين في المسح يقومون على تفريغ البيانات أولاً بأول، تمهيداً لتحليلها، والتعامل معها في نشاطات برنامج التأهيل المجتمعي المستقبلية، وأن هذه البيانات سيتم الكشف عنها في أقرب وقت ممكن، حتى تعم الفائدة على الجميع، ويصبح بالإمكان أن تقوم المؤسسات كافة بتوفير الدعم والاهتمام الكافي بالبلدة القديمة وأهاليها.

وعن استمرار التواصل بين برنامج التأهيل المجتمعي، وبلدية نابلس، عبرت رفيف ملحس، مديرة مركز ركن المرأة التابع لبلدية نابلس، أت التعاون في هذا النشاط لم يكن الأول ولن يكون الأخير، فما تم من تنسيق مشترك في مراحل التخطيط والتنفيذ، وما ترافقه من اعدادات جاء بشكل انسيابي وطبيعي لما تم من قبل، وعن رأيها بالنشاط قالت ملحس، أن ما سمعته عكس عن أهمية هذا النشاط، وملامسته لحاجة البلدة القديمة، خاصة وأنه كشف عدداً من الحالات الصعبة في البلدة.

من جهتها عبرت نبيلة أحمد، العاملة في برنامج التأهيل المجتمعي، وإحدى المشاركات في المسح الميداني الشامل، أن المسح كشف عن حقيقة مرة لأوضاع صعبة تعاني منها البلدة القديمة، ومستوى الفقر الحاد الذي وصلت له عدد من الأسر هناك، وعن رد فعل الأهالي على هذا المسح قالت أحمد، أنهم تعاملوا بترحاب شديد، واحترام شديد بل وتقدير لعاملات المسح، وإصرار كبير على تكريمهن وضيافتهن، بل وعرض المساعدة عليهن في العمل والمسح، وعبرت أحمد عن سعادتها بهذا النشاط، معتبرة أن البيانات التي بدأ الكشف عنها، توحي بأهمية ما تم إنجازه، وبأنه لبى حاجة ملحة وماسة لتسليط الضوء على أوضاع البلدة القديمة، وعلى حالات العجز والإعاقة الموجودة فيها، والتي لا تلقى الاهتمام الكافي والرعاية الأزمة من المراكز والمؤسسات العاملة في مجال الإعاقة.

وعن رأيه بالمسح الشامل، قال الاستاذ بلال سلامة، رئيس مركز الخدمة المجتمعية في جامعة النجاح، أن النشاط يعكس الوعي المؤسساتي بأهمية جمع المعلومات حول البلدة القديمة، حتى تعم الفائدة على جميع المؤسسات، وأثنى سلامة على هذه الخطوة معتبراً إياها طريقاً نحو مزيد من الاهتمام والتفاعل بقضايا البلدة القديمة.

أما عن الدورة التدريبية فقد قال سلامة:" تميزت الدورة بكثير من التفاعل والنقاش العميق الذي أثراه المعرفة المسبقة لعدد من المشاركين بآليات المسح، ومشاركتهم بمسوح مسبقة، ساهمت في تخفيف العبء عنهم في مسح البلدة القديمة، وتحقيق الفائدة للمشاركين الجدد.

يذكر أن برنامج التأهيل المجتمعي وبالتعاون مع المؤسسات اأخرى، سيكشف خلال فترة قريبة عن عدد حالات الإعاقة التي تم الكشف عنها خلال المسح الميداني، تمهيداً لبدء المرحلة التالية التي تتضمن متابعه هذه الحالات بشكل موسع ودقيق وتأمين احتياجاتها.