وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

لعبة شطرنج في شوارع مخيم بلاطة

نشر بتاريخ: 06/11/2010 ( آخر تحديث: 06/11/2010 الساعة: 15:37 )
نابلس – معا - خالد ابو مريم – تقف مجموعة من الاطفال والطلائع حول محمد وسفيان وهم يشخصون بابصارهم نحو رقعة الشطرنج التي امامهم وفي خاطر كل واحد منهم ان تتحرك قطعة هنا وفيل هناك وقلعة نحو الزاوية فيما يستميت سفيان في محاولة حماية الملك من حركات خصمه .

ذلك حال عدد من الاطفال في مخيم بلاطة للاجئين بمحافظة نابلس والذي لوحظ فيه انتشار اللعبة في بعض شوارع وحارات المخيم وامام عتبات البيوت .

يقول محمد عطالله : ان لعبة الشطرنج لعبة ذهنية رائعة جدا تعلم التركيز والتخطيط الاستراتيجي وانا اتوجه يوميا الى نادي الطفولة السعيدة وهو احد المؤسسات المجتمعية في مخيم بلاطة والتي تعنى بالاطفال والطلائع وامارس اللعبة بشكل يومي مع اصدقائي وزملائي ضمن مشروع مساحات صديقة للطلائع الذي ينفذه النادي حتى اصبحت متعلقا بها وامارسها حتى بعد انتهاء النشاط حيث تذهب اللعبة معي الى الحارة والبيت ، فوالدي يشجعني كثيرا وهو سعيدا جدا بممارستي لهذه اللعبة .

وينظر والد محمد الى ابنه واولاد الحارة وهو يقول مبتسما : لا ادري ما جرى للاطفال فقد كانوا يستعملون العنف في العابهم واراهم اليوم يجلسون بهدوء لساعات يلعبون الشطرنج في هدوء وتركيز الامر الذي لاقى استحسان اهل الحارة ، وجدد دعوته الى مؤسسات المخيم الى احتضان المواهب والابداعات المدفونة وتوجيه طاقات الاطفال نحو الايجابية والتفاعل مع المحيط الذي يعيشون فيه كون المخيم من المناطق المكتظة بالسكان ويعتبر من المناطق المهمشة والاستمرار في مثل هذه البرامج والانشطة التي تعمل على تنمية قدراتهم وتوجيهها الوجهة الصحيحة .

يقول منشط الرياضة في مشروع مساحات صديقة للطلائع خليل بشارات : ان لعبة الشطرنج قد وجدت طريقا الى قلوب وعقول الاطفال لذلك اجرينا بطولة داخلية وشارك بها الاناث والذكور وقمنا بتوفير الميداليات والجوائز لهم الامر الذي شكل حافزا لهم لممارسة الانشطة الرياضية المختلفة واصبحت الزاوية الرياضية من اكثر الزوايا اقبالا من قبل الاطفال والطلائع اضافة الى ادخال رياضة الدفاع عن النفس وتعليم الطلائع بعض فنون الدفاع كونها تهذب النفس وضبط الانفعالات والتحكم بالاعصاب .

من ناحيته قال منسق الانشطة والمشاريع في النادي خالد ابو مريم ان مشروع مساحات صديقة للطلائع والذي ينفذ للسنة الثانية على التوالي بدعم وتمويل منظمة الامم المتحدة للطفولة (اليونسيف) قد احدث حراكا في انشطة النادي حيث يشارك يوميا اكثر من 60 طفلا من كلا الجنسين في الفعاليات والزوايا التي يقدمها المشروع مثل المهارات الحياتية والرياضة واللغة العربية والرياضيات .

واضاف ابو مريم انه وبعد مضي ثلاث شهور ونصف من عمر المشروع ظهرت العديد من قصص النجاح كان منها ممارسة الطلائع والاطفال لعبة الشطرنج داخل النادي وانتشارها الى شوارع وبيوت المخيم بالاضافة الى العمل على تطوير المواهب الابداعية التي برزت في السنة الماضية مثل الطالبة ( جنان كمال عيسى) والتي شجعتها منشطة اللغة العربية تسبيح ابو حمدان على تنويع كتاباتها وتحسين جودتها وتولي ادارة بعض الانشطة بنفسها ، بالاضافة الى ملاحظة تحسن في سلوك بعض الاطفال الذين كانوا في بداية المشروع لا يعيرون اهتماما ولا التزاما في الانشطة والفعاليات .

هذا وبستعد القائمون على ادارة النادي الى ادخال بعض الانشطة والفعاليات على زوايا المشروع وذلك خلال شهري تشرين الثاني وكانون اول .
يذكر ان مشروع مساحات صديقة للطلائع ينفذه نادي الطفولة السعيدة في مخيم بلاطة بدعم ( اليونيسبف) واشراف اللجنة الوطنية للمخيمات الصيفية ومؤسسة تامر للتعليم المجتمعي ومركز العمل التنموي ومؤسسة النيزك ويستمر حتى نهاية العام الجاري .