|
الطيبي خلال محاضرة بجنين- نتنياهو مخادع لا يسعى لتحقيق السلام
نشر بتاريخ: 07/11/2010 ( آخر تحديث: 07/11/2010 الساعة: 14:05 )
جنين - معا - أكد الدكتور احمد الطيبي النائب العربي في الكنيست عن الحركة العربية للتغيير، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو شخص مخادع يحاول إعادة تنظيم الاحتلال ولا يسعى إلى تحقيق السلام بسبب رفضه تجميد الاستيطان، وأكد أيضا على أن "يهودية الدولة" تهدف إلى سلخ فلسطيني الداخل عن هويتهم وتهجيرهم عن أرضهم، وشرعنة الرواية الاسرئيلية حول النكبة وشطب الرواية التاريخية للشعب الفلسطيني، وذلك خلال محاضرة سياسية، حول آخر التطورات الراهنة، ألقاها لطلبة الجامعة العربية الأمريكية في جنين.
وكان الدكتور عدلي صالح رئيس الجامعة في استقبال النائب الطيبي ومرافقيه، بحضور الدكتور ناصر حمد نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية والدكتور زكي صالح نائب الرئيس لشؤون التخطيط والتطوير والدكتور نور الدين أبو الرب نائب الرئيس للشؤون المجتمعية والمهندس عبد الباري مسلم مساعد الرئيس للشؤون الإدارية والمالية والدكتور عبد الرحمن أبو لبده عميد كلية العلوم والآداب وفتحي اعمور مدير العلاقات الدولية والعامة بالإضافة إلى عدد من أعضاء الهيئة الأكاديمية في الجامعة. ورحب الدكتور صالح بالنائب الطيبي، وقدم له شرحا حول الجامعة وقال: أن الجامعة وبعد مضي عقد على تأسيسها، أصبحت ركيزة أساسية وهامة من ركائز التعليم في فلسطين، حيث تسعى دائما للشراكة البناءة مع مختلف الجامعات والمؤسسات والقطاعات الفلسطينية والإقليمية والدولية بهدف تبادل الخبرات واستقدام الكفاءات الأكاديمية والعلمية من كافة أنحاء العالم والتي من شانها تطوير وتحديث الواقع التعليمي في فلسطين. وأكد الدكتور صالح أن الجامعة قامت بتأدية دورا تاريخيا، بالإضافة إلى دورها العلمي والأكاديمي، وذلك من خلال مد جسور اللحمة والتواصل بين الفلسطينيين من داخل الخط الأخضر وإخوانهم في مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية، مشيرا إلى أن الجامعة تحتضن ما يزيد عن 600 طالب وطالبة من أبناء الداخل يتفاعلون مع أهلهم من طلبة المحافظات الفلسطينية في جو يتسم بالشفافية والديمقراطية وحرية التعبير عن الرأي والتنوع الثقافي. وأوضح أن الجامعة أولت الطلبة الفلسطينيين من داخل الخط الأخضر أهمية خاصة حيث عملت منذ تأسيسها على فتح أبوابها أمامهم لالتحاقهم في مختلف التخصصات المتوفرة فيها، وأكد أن العام الأكاديمي الحالي شهد زيادة ملحوظة في أعداد الطلبة الملتحقين في الجامعة من داخل الخط الأخضر. وشكر النائب الطيبي الجامعة على حسن الاستقبال وقال : انه يشعر بالفخر والاعتزاز للتطور الذي طرأ على الجامعة، وأكد أن الجامعة العربية الأمريكية هي أول جامعة في منطقة شمال فلسطين وأنها أول جامعة فلسطينية تخترق الحدود الجغرافية والحواجز الإسرائيلية، وتعمل على لم الشمل وبناء جسور من التواصل بين الطلبة من داخل الخط الأخضر وبين أخوتهم طلبة المحافظات الفلسطينية، وعبر عن سعادته بوجود صرح علمي مميز وحاضن لكل الطلبة الفلسطينيين من مختلف أنحاء فلسطين التاريخية. كما وأبدى رغبته في التعاون الدائم مع الجامعة، وأكد انه على استعداد لان يكرس إمكانياته ويضعها تحت تصرف الجامعة من اجل خدمة الطلبة، وتعزيز تحصيلهم العلمي، بهدف تخريج جيل من الكفاءات قادر على بناء مجتمعه والدفاع عن قضاياه. بعد ذلك ألقى النائب الطيبي محاضرة سياسيا لطلبة الجامعة أدارها الدكتور حماد حسين أستاذ التاريخ والعلوم السياسية في الجامعة، وحضرها الدكتور نور الدين أبو الرب نائب رئيس الجامعة للشؤون المجتمعية والمهندس عبد الباري مسلم مساعد رئيس الجامعة للشؤون الإدارية والمالية، وعلي زكارنة مساعد عميد شؤون الطلبة، بالإضافة إلى عدد كبير من أساتذة وطلبة الجامعة. وافتتح المهندس مسلم المحاضرة بكلمة ترحيبية، مؤكدا أن الجامعة تدعم وتشجع كافة النشاطات واللقاءات العلمية والثقافية والسياسية والرياضية التي من شانها التأثير إيجابا في شخصيات الطلبة وتعمل على تعزيز تواصلهم بمجتمعهم وترابطهم بقضاياه. ومن ناحيته، وصف النائب الطيبي الشعب الفلسطيني بالمثلث الهندسي، مؤكدا أن ضلعه الاول يمثل الشعب الفلسطيني في مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية، وان ضلعه الثاني يمثل الشعب الفلسطيني في كافة مناطق الشتات، أما ضلعه الثالث فهم الفلسطينيين داخل مناطق الخط الأخضر، مشيرا إلى انه لا يمكن تجاهل أو شطب أي ضلع من أضلاع المثلث الفلسطيني. وقال : أن الحكومة الإسرائيلية الحالية هي أكثر الحكومات عنصرية وتطرف كونها تضم زعران العنصرية والتطرف في إسرائيل، وأنها تشن حملة وحشية على فلسطيني الداخل لسلخهم عن هويتهم وتهجيرهم عن أرضهم من خلال طرحها لفكرة يهودية الدولة، مشيرا إلى أن إسرائيل لا يوجد بها دستور وإنما يحكمها أساس ديمقراطي يهودي، حيث تتعامل مع الإسرائيليين على أساس ديمقراطي ومع العرب على أساس يهودي عنصري. وأشار إلى أن إسرائيل حاولت إلزام منظمة التحرير الفلسطينية بالاعتراف بيهودية الدولة الأمر الذي لو حدث لكان اعترافا بالحركة الصهيونية، مؤكدا أن الاعتراف بيهودية إسرائيل سيحقق لها ثلاثة مكاسب هامة ومصيرية أولها تكريس فوقية اليهودي ودونية المواطن العربي وتكريس العنصرية وجعلها قانونية، وثانيها إلغاء حق العودة وشطبه من أجندات المفاوضات، أما المكسب الثالث فهو الاعتراف بالرواية الصهيونية وموقفها من النكبة وشطب الرواية التاريخية للشعب الفلسطيني، وقال : "انه لا يمكن أن نقبل بيهودية الدولة وان نقبل من مهاجر فاشي اسمه لبيرمان أن يطردنا من بلادنا". أما حول المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، فقد أشاد النائب الطيبي بموقف منظمة التحرير والسلطة الوطنية الفلسطينية الرافض للاعتراف بيهودية الدولة وإعلانهم وقف المفاوضات، مشيرا إلى أن المفاوضات ومنذ انطلاقها قبل سبعة عشر عاما لم تحقق شيئا لان المسؤولين الإسرائيليين مغرمين بالمفاوضات ولا يريدون تحقيق السلام، مؤكدا أن الإسرائيليين هم أكثر من يتحدث عن السلام وهم أكثر من يعمل ضد السلام. وأضاف انه يشك في جدوى المفاوضات حتى لو تم تجميد الاستيطان، متسائلا: انه كيف يمكن لحكومة لا تريد تجميد الاستيطان لستين يوما وترفض كل الضغوط الدولية أن تفكك المستوطنات وان تحقق السلام، مؤكدا أن نتنياهو شخص مخادع يحاول إعادة تنظيم الاحتلال ولا يسعى الى تحقيق السلام. وقال النائب الطيبي : أن الفلسطينيين داخل الخط الأخضر لن يدخلوا المفاوضات، ولن يكونوا جزءا منها، لان ذلك يخدم سياسية العنصري ليبرمان وأضاف إذا أرادوا إرغامنا على دخول المفاوضات فسيكون طرحنا هو أن يبقوا هم أم يرحلوا عن أرضنا. وأضاف انه لا يمكن أن يبقى الإنسان المحتل بلا خيارات، وان المقاومة ليست حقا بل واجبا على كل من احتلت أرضه، داعيا إلى النضال الشعبي السلمي أو التوجه إلى مجلس الأمن أو حتى حل السلطة الوطنية الفلسطينية لان كل ذلك يعمل على إحراج إسرائيل دوليا وعالميا، وأشار إلى أن وزير الخارجية البريطاني اضطر مؤخرا إلى القول أن النضال السلمي أصبح هو الخيار الأفضل لحل القضية الفلسطينية. وأكد النائب الطيبي أن في إسرائيل ثلاثة أنظمة حكم، أولها ديمقراطي تتعامل به إسرائيل مع السكان اليهود الذين يمثلون 80% من عدد السكان في الأراضي التي احتلت عام 1948 م ونظام الحكم الثاني يهودي عنصري تتعامل به إسرائيل مع السكان العرب الذين يمثلون 20% من عدد السكان في مناطق الخط الأخضر، أما النظام الثالث فهو نظام الابرتهايد وتتعامل به إسرائيل مع الفلسطينيين في المناطق التي احتلت في العام 1967م. وحول حصار غزة وقضية الأسير الإسرائيلي جلعاد شليط، دعا النائب الطيبي إسرائيل إلى فك الحصار عن اكبر سجن في التاريخ وتحمل مسؤولياتها تجاه قطاع غزة لأنه مازال محتلا وفق القانون الدولي، وأضاف انه يدرك مشاعر وحزن والدة الجندي شليط، لكنه في الوقت نفسه يذكر العالم بمشاعر وآلام عشرة الآلاف أم فلسطينية يقبع أولاهن داخل السجون الاحتلالية منذ سنوات ويحاول العالم تناسي قضيتهم والتركيز على قضية الجندي شليط. وأكد أن صوت النواب العرب داخل الكنيست سيبقى عاليا مدافعا عن قضايا الفلسطينيين والعرب، وسيقف في وجه كل يهودي عنصري يحاول التطاول على امتنا وعلى أهلنا الفلسطينيين، وسيفضح العنصرية اليهودية في كل منبر من اجل تقليل تحيز العالم لإسرائيل وفرض عزلة عليها وجلها دولة منبوذة عالميا، مضيفا أن تلك الأصوات بدأنا نجني ثمارها حيث أن هناك العديد من دول العالم تفرض مقاطعة اقتصادية على إسرائيل وترفض استقبال بضائع المستوطنات، بالإضافة إلى ملاحقة المسؤولين الإسرائيليين قضائيا في بعض العواصم الأوروبية. واختتم النائب الطيبي حديثة قائلا :"إننا لم نسرق ارض احد ولم نأتي مهاجرين إلى هنا وإذا كان لا بد أن يرحل احد، فليرحل من أتى مهاجرا وليترك الأرض لسكانها الأصليين". وأثناء اللقاء السياسي طرحت العديد من الأسئلة من قبل الطلبة ودارت نقاشات حول المفاوضات وجدواها، والنضال الشعبي السلمي ومدى نجاحه، وانحياز العالم لإسرائيل. وعلى هامش الزيارة التقى النائب الطيبي يرافقه البرفسور رياض اغبارية ممثلا لمؤسسة أكاديميا، بالدكتور ثائر عبد الغني عميد كلية العلوم الطبية المساندة وعدد من طلبة الداخل، حيث اطلع على أوضاعهم واستمع إلى مطالبهم وظروفهم الأكاديمية والمعيشية. |