وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

بساتين القطاع في الشمال.. فراولة بلون الدم.. ارض محروقة..وسلة غذائية خاوية

نشر بتاريخ: 24/07/2006 ( آخر تحديث: 24/07/2006 الساعة: 21:29 )
غزة - معا - تقرير اخباري - الحاجة خيرية العطار 68 عاما و حفيدها ابراهيم 13 عاما مزارعة في شمال قطاع غزة قتلتها مدفعية الاحتلال بقذيفة اصابتها اثناء زراعتها لارضها في شمال القطاع .

خيرية العطار و حفيدها ليسا اول الشهداء من المزارعين في الشمال الغزي الذي يعتبر السلة الغذائية للقطاع من الخضروات و الذي بات مدمرا بفعل القصف المتواصل من المدفعية والزوارق الحربية و الطيران الحربي للمناطق الزراعية مما جعل من المنطقة الخضراء و الشهيرة بتصدير الفراولة لاوروبا و العالم منطقة بور و منطقة تصدر الموت و الرعب بفعل الهجمات التي تقوم بها قوات الاحتلال و أمطار الصيف المدمرة .

وقال عبد السلام ابو ندا صحفي و مزارع يسكن على الحدود الشمالية لقطاع غزة "أعيش بين مجموعة من المزارعين بمنطقة خلاء و مساحتها حوالي 5000 دونم وهي مشروع ناصر الزراعي و مشروع عامر و غرب القرية البدوية محررة ايلي سيناي كما تعتبر تلك المناطق رئة القطاع في امداده بالخضروات" .

وتابع ابوندا" اما اليوم فهنا تدمير كامل للمنطقة الزراعية و هو ناجم عن القصف المستمر الذي طال البشر و الشجر تسبب في عدم ترك أية مساحة من الوقت الامن للمزارعين لمتابعة اراضيهم في ظل هذا القصف."

واكد ابو ندا ان هذه المنطقة الزراعية هي الوحيدة التي تدخل في الظروف العادية من 15 الى 20 مليون دولار بسبب موسم الفراولة فقط لان الفراولة الغزية هي الوحيدة بالعالم التي يتم انتاجها في شهر نوفمبر و اليوم تم تدمير الموسم و لايوجد نية للمزارع للمخاطرة بماله و حياته موضحا ان حجم الخسارة مهول بالنسبة للمزارعين.

وقال ابو ندا" ان حياتنا في تلك المنطقة تخضع لقانون الصدفة بسبب استمرار العدوان من قوات الاحتلال و بسبب الصواريخ الفلسطينية التي تخطيء اهدافها
و انهم لايستطيعون مغادرة تلك المنطقة و يقول ابو ندا انه يعمل مديرا للبرامج في تلفزيون فلسطين و لايستطيع الوصول لعمله الا مرة او مرتين بالشهر بسبب فقدان الامن و القصف العشوائي الذي طال كل الطرق التي يسميها اهل المنطقة بطرق الموت."

و أوضح ابو ندا ان اهل المنطقة يفضلون البقاء في منازلهم لان المنازل الخالية من السكان يتم تدميرها .

و من جهته قال د معاوية حسنين مدير الاسعاف و الطواريء في وزارة الصحة ان سيارات الاسعاف لا تستطيع الوصول الي تلك المناطق بسبب تدمير البنية التحتية و بسبب استهدافها من قبل قوات الاحتلال و احيانا تحتاج الطواقم الطبية الحصول على تنسيق مع جيش الاحتلال للوصول الي تلك المناطق.

وقال المزارع ابو محمد" ان قطاع غزة لن يجد البطاطا و البندورة و الخيار و نحن مقبلون على شهر رمضان و ذلك بسبب تدمير غالبية الحمامات الزراعية و تدمير الحقول الزراعية وتساءل ابو محمد ان الارض التي كانت تمتليء بالفراولة اصبحت مليئة بالدم و الاشلاء .

و اليوم و في ظل القصف المستمر و العدوان على شمال القطاع باتت سلة القطاع الغذائية خاوية فالارض و البشر تحت فوهة المدفعية و امطار الصيف التي لاتاتي الا بالدمار فالمزارعة الحاجة خيرية العطار ليست الشهيدة الاولى التي روت التراب بدمائها مثلما روته بعرقها فعشرات الفلاحين و المزارعين استشهدوا وهم في حقولهم .