وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

صورخة الانتفاضة - الفلسطينيون يلجأون للصواريخ في الرد على الجدار الاسرائيلي

نشر بتاريخ: 10/07/2005 ( آخر تحديث: 10/07/2005 الساعة: 02:33 )
وكالة معا- هناك صواريخ فلسطينية مصنّعة محلياً في كل مدينة من مدن الضفة الغربية، ولمن يبحث عن التفاصيل، هناك صواريخ في بيت لحم وجنين ورام الله ونابلس ومدن قطاع غزة.
وحين كان الصحافيون في العام 2001 يركضون وراء المسلحين الملثمين في بيت جالا ويصوروا عملية اطلاق قذائف الهاون باتجاه مستوطنة جيلو، لم تكن وكالات الانباء ترغب في شراء هذه الصور، باعتبارها " نكتة سمجة" من المقاومة في وجه جيش اسرائيلي قوي وفتاك.

اشرطة التسجيل التي قام المصورون بارسالها لوكالات الانباء لم تنجح في اقناع رؤساء التحرير باهميتها، وبعد ساعات عاد ليقوم تلفزيون بيت لحم ببثها في ربيع العام 2001.
اما اجهزة امن المنطقة واجهزة اعلامها فكانت تصب الاهتمام على صور البنادق وعدسات القنص والملثمين الذين اصبحوا الصورة الملازمة للانتفاضة دون ان يتوقع احد بأن الانتفاضة ستستمر لتشارف على السنة السادسة وان اسرائيل ستبني جدارا اسمنتياً وان البنادق ستتحول الى ما يشبه العصي امام الجدار، وان الصواريخ وحدها وقذائف الهاون ستتربع على عرش الاخبار الساخنة والتقارير الرائجة.

احد الصحافيين الاسرائيليين الذين شاهدوا صور اطلاق اول قذائف فلسطينية باتجاه مستوطنة جيلو في العام 2001 ورفض اي اهتمام بها ، يبحث الان ومستعد لاي ثمن مقابل ان يلتقط صورا مشابهة كما ان العديد من مشاهير الصحافة العالمية والاسرائيلية ينتظرون بطول نفس وصبر شديدين اجراء حوار او لقاء مع خلايا الصواريخ الجديدة في جنين او نابلس او طولكرم او غيرها.

وفي لائحة اتهام من المحاكم الاسرائيلية لاحد شبان بيت لحم " اطلعت عليها معا " جرى توجيه التهمة لعدد من الشبان في مدينة الدوحة لتجربتهم صناعة صواريخ محلية اما في طوباس والاغوار ونابلس فسبق واعلن التلفزيون الاسرائيلي اكثر من مرة ان اجهزة الامن الاسرائيلية ضبطت صواريخا جرى اخفائها في شاحنات الخضار او في كهوف جبلية.

ورسمت الصحف العبرية سيناريو بسيط لكيفية انتشار خارطة الصواريخ القادمة في الضفة الغربية، وانها اذا ما انطلقت من الخليل ورام الله وبيت لحم وقلقيلية فانها ستحول الكنيست ومنزل رئيس الحكومة وكفار سابا وتل ابيب الى سديروت جديدة، وهو نفس التوقع الذي نشره رئيس اركان الجيش الاسرائيلي السابق موشيه يعلون عند مغادرته لمنصبه في شهر حزيران 2005.

اما كتائب الانتفاضة ومن خلال بياناتها، فانها تؤكد بالملموس شروعها في "صورخة الانتفاضة" ومثال على ذلك بيان صادر عن سرايا القدس في 25/6/2005 تؤكد فيه استخدامها لصواريخ قدس واحد ضد مستوطنة نتساريم.

وبيان صادر عن سرايا القدس وكتائب شهداء الاقصى في جنين، تؤكدان فيه قصفهما مستوطنات يهودية قرب جنين ، كما اكدت الكتائب في جنين اكثر من مرة، تكرارها لهذه القصة وهو ما يؤكد ان كتائب عز الدين القسام ومن خلال استخدامها المتتالي للصواريخ ألهبت اذهان الشبيبة الفلسطينية لتكرار هذه التجارب ومحاكاتها اما عن طريق الدعم التنظيمي او عن طريق المبادرات الفردية، ففي مخيم الدهيشة للاجئين اعتاد الصبية الصغار استخدام العبوات الناسفة الصغيرة والمصنعة محليا ضد دبابات الجيش وهي ما يصطلح عليها بالاسم " كوع" وذات يوم حمل احد الاطفال - ولقبه بلوطة - الكوع على كتفه واشعل الفتيل والكوع بجانب رقبته وطوّح به على دبابة اسرائيلية وهو يقول هذا صاروخ بلوط واحد، وسط هتاف وسعادة الاطفال الاخرين.

ويستخدم الفلسطينيون حتى الان انواع القذائف التالية:

1.صاروخ قسام وزنته 20 كغم وطوله 3 امتار ويحمل رأسا متفجراً بسيطاً ومسامير وتستخدمه حماس ويبلغ مداه 8كم بالمعدل العام.
2.صاروخ قدس واحد وهو اقل تطوراً من قسام ويبلغ مداه 4-5 كم فقط.
3.صاروخ الاقصى وهو مماثل لقدس واحد .
4.قذائف الهاون وهي مستوردة من الخارج ويجري تهريبها عبر الحدود.
5.قذائف ار بي جي وهي مصنّعة في الخارج ويجري تهريبها الى جانب القذائف المضادة للدروع الاخرى.

ويبلغ تكلفة صاروخ القسام حوالي 4000 شيكل فقط في حين يمكن صناعة صاروخ بمدى اقل وبكلفة اقل ومعظم هذه القذائف والصواريخ تصنّعها كتائب عز الدين القسّام وتقدمها مجاناً لباقي الكتائب التي تكتب اسمها عليها.

ودرجت كتائب المقاومة على استخدام هذه القذائف والصواريخ في الرد على الخروقات الاسرائيلية وحملات القمع المنظّم ضد التظاهرات الفلسطينية المناهضة للجدار وكأن لسان حالها يقول ان الجدار قد يوقف المارة لكنه لا يوقف الصواريخ وفي كل مكان تقيم فيه اسرائيل جداراً يصنع الفلسطينيون صاروخاً.

وفي ذكرى فتوى لاهاي السنوية ينظر الشبان الفلسطينيون الى اسرائيل على انها ناشز وعاصية للقانون الدولي وبالتالي فان واقع الجدار المفروض عليهم يدفعهم للبحث والقراءة عن كيفية تصنيع الصورايخ .

والمفارقة ان الرئيس محمود عباس الذي طالما وقف ضد ما اصطلح عليه " عسكرة الانتفاضة" سيجد نفسه قريباً امام مصطلح " صورخة الانتفاضة" وهو ما يضع العملية السياسية كلها في مهب الريح ، واذا كان مدير مكتب شارون المحامي دوف فايسجلاس قد وصف هذه الصواريخ باستهتار في شهر حزيران 2005 على انها اجسام صغيرة طائرة الى انها ستكون اخطر بكثير في حال استخدمتها كتائب الانتفاضة في الضفة الغربية وسيما اذا سقطت على العاصمة القدس.