وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ماذا يريد "الشاباك" من قادة ونشطاء حماس والجهاد في الضفة

نشر بتاريخ: 09/11/2010 ( آخر تحديث: 09/11/2010 الساعة: 18:10 )
بيت لحم- تقرير معا- أوضح قادة من حركتي حماس والجهاد الإسلامي في الضفة الغربية، أن ما جرى من "مداهمات" لبيوتهم مؤخرا من قبل ضباط في الجيش والمخابرات الاسرائيلية "الشاباك"، لم يكن في إطار لقاءات أو مفاوضات مع الجانب الاسرائيلي، بل كانت "عملية دهم أثارت رعب وخوف اطفالهم".

وأعرب الوزير السابق المهندس وصفي كبها أحد قادة حماس، والشيخ خضر عدنان القيادي في الجهاد الإسلامي لـغرفة التحرير في وكالة "معا" عن استغرابهما لما نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية على لسان مصادر فلسطينية، حول عقد لقاءات مع ضباط من جهاز المخابرات الاسرائيلية للحديث في مواضيع سياسية من بينها المفاوضات وموقف حركتيهما من أي اتفاق قد يتم التوصل اليه مع السلطة الفلسطينية.

وقال كبها "ما حصل هو قيام قوات كبيرة من مخابرات وجنود جيش الاحتلال معززةً بالآليات العسكرية بتطويق منطقة البساتين ودوار الشهيد يحيى عياش في الساعات الأولى ما قبل فجر يوم الخميس 28/10/2010 واقتحمت عدة منازل في الإسكان الفلسطيني منها منزلي ومنزل الناطق باسم حماس الأستاذ خالد الحاج والقيادي غسان الزغيبي، وقد نشرت الخوف والذعر بين أطفالنا وعائلاتنا ووضعتهم في غرفةٍ واحدة وتجولت في كافة أرجاء المنازل، كما ونشرت الخوف والذعر بين أوساط الأهالي في المنطقة التي تمَّ اقتحامها، وقامت عناصر المخابرات بالتحقيق معنا والاستفسار عن حماس ووضعها في الضفة وجنين، وعلاقتها المتوترة والمأزومة مع السلطة وتوصيل رسائل تهديد للحركة مفادها بأنه لن يُسمح لها بمعاودة نشاطاتها وأنها ستبقى محظورة، وسيتم ملاحقة كل من يحاول أن يمارس نشاطاً أياً كان نوعه، وأن نموذج غزة وما جرى في الخليل لن يتكرر أبداً".

وأضاف "قمت بالرد على قائد المنطقة بأنني لست القناة التي تنقل رسائلكم لحماس ولست بالشخصية التي تحمل مثل هذه المهمة، وقد هددني بالاعتقال وأنني تحت متابعتهم ومراقبتهم".

وأكد كبها أن "قائد المنطقة قام بإبلاغي قراراً تعسفياً يحظر عليَّ ويمنعني من دخول قرية برطعة الشرقية- وهي مسقط رأسي وتقع داخل جدار الفصل العنصري، وفيها ولدت وترعرعت ونشأت وفيها والديَّ وإخواني وأخواتي وعائلتي ولي فيها منزل شخصي أملكه وفيها أقاربي وعائلتي الكبيرة وعشيرتي من آل قبها، وأن كل وثائقي وبيانات هويتي الشخصية تثبت ذلك وأنني على مدار سني عمري لم أغير مكان السكن برطعة".

وأشار إلى أنه قال للقائد العسكري الاسرائيلي إن هذا القرار غير قانوني، ولا أخلاقي ولا إنساني وهذا انتهاك لحقوق الإنسان والمواثيق والقوانين الدولية، فأجاب القائد أن هذا القرار أمني، وأن الأمن الإسرائيلي لا يرغب برؤيتك داخل المناطق والأراضي المضمومة داخل الجدار، "وأبلغني أن القرار اتخذ بعد أخذ موافقة المستشار القضائي عندما قلت له سألجأ إلى القضاء والمؤسسات الحقوقية والإنسانية، حيث قال المحكمة تبت بالأمر"، وأضاف ساخراً "إذا كان غريمك القاضي إلى من تشتكي"، فقلت له أشتكي إلى الله.

وتابع "عندما يُداهَم منزلي وتدخل اليه قوات الاحتلال وتنشر الرعب بين أفراد عائلتي فهم غير مرغوب فيهم"، وتساءل كيف يقولون إنهم جاؤوا للحديث معنا وشرب القهوة؟، في الوقت الذي كان يبلغني قائد الجيش في جنين بمنعي من دخول بلدتي برطعة ورؤية عائلتي هناك.

وقال: "أؤكد للجميع على موقفي وموقف الأستاذين خالد الحاج وغسان الزغيبي، بأن ما تم لم يكن لقاءات، بل اقتحامات وما حصل من دون تحديد موعد وقسراً ومن غير إرادةٍ منا، وأننا لسنا من يلتقي قيادات الاحتلال ويُنسق معها، ويسعى لذلك، فحتى اللقاءات من وجهة نظرنا مرفوضة وغير مُرحب بها".

وأضاف "أن الاحتلال الإسرائيلي وكما هي سياساته وديدنه فبركة الأخبار ونشر الإشاعات وقلب الحقائق وهي محاولات بائسة ولا أخلاقية يوظفها للعبث بمكونات الشعب الفلسطيني السياسية وتعميق الشرخ الحاصل في جدار الوحدة الوطنية، ولإحداث بلبلة في الساحة الفلسطينية، وإن توقيت نشر الخبر اليوم وبهذه الصورة يأتي من أجل التشويش على لقاءات المصالحة المزمع عقدها اليوم بين حركتي حماس وفتح في دمشق".

ورأى كبها أن الاحتلال يحاول من خلال هذه الأعمال إحداث شرخ بين مكونات الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن الوعي الذي يتمتع به أبناء هذا الشعب سيفوت الفرصة على الاحتلال.

من جهته أكد خضر عدنان القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أن الاحتلال داهم منزله في بلدة عرابة بجنين، وكان على رأس القوة ضابط مخابرات يدعي "جاك"، حاول أن يفتح معه مواضيع تتعلق بالوضع السياسي والمفاوضات، إلا أن عدنان رفض الخوض في أي موضوع قائلا: "انني فرّان صغير وما شأني بهذه الأمور؟".

وأشار عدنان إلى أن الضابط الاسرائيلي غضب منه لرفضه التجاوب مع حديثه وأخذ يشتمه بأقذع الشتائم أمام زوجته ووالده، كما وقعت مشادّة كلامية بين الضابط ووالده، وانتهى الامر بتوعد الضابط بتدبير اعتقال جديد لعدنان وخرج غاضبا.

ورأى عدنان الذي أمضى خمس سنوات في السجون الاسرائيلية، أن الاحتلال يهدف للتحريض على السلطة الفلسطينية، لا سيما وأن "الزيارة" التي قام بها ضابط المخابرات جاءات بعد عدة أيام من الإفراج عنه من سجون السلطة الفلسطينية وأول ما بادره قائلا "الحمد لله على سلامتك من سجون السلطة".

وقال عدنان الحاصل على شهادة الماجستير ويعمل في مخبز بجنين، "زيارتهم المزعومة مرفوضة لأن بيننا وبينهم دماء وآهات، وأن موضوع المفاوضات معنا شيء لن يكون أبدا"، هذا ما فهموه وهذا ما لدينا.

وعلمت "معا" أن المخابرات الاسرائيلية كثفت في الآونة الأخيرة من "زياراتها" لقادة فصائل وأسرى من الضفة الغربية، وتجلى طابع تلك "الزيارات" في محاولة الحديث حول الوضع الراهن وما موقف تلك الفصائل التي ينتمي لها أولئك القادة من أي اتفاق مستقبلي مع السلطة، وايصال رسائل تهديد في حال لجأت تلك الفصائل لعمليات ضد أهداف اسرائيلية.

ونشرت صحيفة "هآرتس" العبرية وفقا لـ "مصادر فلسطينية مسؤولة" أن عناصر من جهاز "الشاباك" الاسرائيلي عقدوا اجتماعات مع قادة من حركتي حماس والجهاد الاسلامي مؤخرا في منطقة جنين، حيث ادى ذلك لتقديم احتجاج من قبل السلطة الى قائد المنطقة الوسطى في الجيش الاسرائيلي آفي مزراحي.

وبحسب ما نشر موقع الصحيفة اليوم الثلاثاء فقد جرى هذا اللقاء قبل عشرة أيام حين وصل عناصر لجهاز "الشاباك" الى منازل كل من وزير الاسرى السابق وصفي كبها، والمحامي فضل بشناق وغسان الزغيبي، ومع الناشط في الجهاد الاسلامي خضر عدنان.

واضاف الموقع ان عناصر "الشاباك" اكدوا بعد وصولهم الى منازل هؤلاء القادة اكدوا انهم قدموا بهدف شرب "فنجان قهوة" وليس بهدف الاعتقال، حيث جرى تناول مواضيع سياسية تتعلق بامكانية نجاح المفاوضات والتوصل الى اتفاق، وماذا سيكون موقف حركة حماس والجهاد الاسلامي من هذه المفاوضات والاتفاق النهائي.

واشار الموقع الى أن هذا اللقاء والذي يعتبر ليس الاول من نوعه مع قيادات في الجهاد الاسلامي وحركة حماس، حيث قام جهاز "الشاباك" سابقا بعقد اجتماعات مشابهة لمعرفة توجهات حماس والجهاد، وكذلك ايصال رسائل من اسرائيل تتعلق بمواقف متشددة في حال تنفيذ عمليات عسكرية ضد اسرائيل.