وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

هل تمنع المصالحة إسرائيل من شن عدوان على غزة؟

نشر بتاريخ: 09/11/2010 ( آخر تحديث: 09/11/2010 الساعة: 16:30 )
غزة- تقرير "معا"- ازدادت في الآونة الأخيرة وتيرة التهديدات الإسرائيلية بشن عدوان على قطاع غزة على غرار عملية الرصاص المصبوب أواخر العام 2008 وذلك على الرغم التهدئة المعلنة من قبل حركة حماس التي تسيطر على القطاع، فإسرائيل تصر على امتلاك قوى المقاومة لأسلحة متطورة وبعيدة المدى تحاكي صواريخ الكاتيوشا ومضادات الطيران.

لكن التطور الأبرز ظهر قبل أيام عندما اغتال الاحتلال احد قادة تنظيم جيش الإسلام في غزة في محاولة لتصوير غزة على انه مكان للإرهاب الدولي وفي المقابل وإزاء هذه التهديدات لا يتواني قادة الفصائل من الرد على هذه التهديدات.

"معا" استطلعت آراء بعض المحللين السياسيين الذين تباينت آرائهم حول دور المصالحة في تعجيل أو منع أي عدوان على غزة.

فقد اعتبر يحيى رباح المحلل السياسي أن المصالحة بمعايير فلسطينية ستصعب على إسرائيل أن تقوم بأي عدوان على أساس أنها ستقرب طرفي الصراع من بناء نظام سياسي موحد يقوم على قواعد مشتركة من توافق سياسي وامني، في المقابل الكاتب مصطفى الصواف رأى أن العدوان غير مرتبط كثيرا بالمصالحة، مشيرا إلى أن المصالحة قد تعجل العدوان لان إسرائيل تعترض عليها ولا يصب في مصلحتها أي توافق فلسطيني.

واكد رباح أن إسرائيل باغتيالها للنمنم أضافت إلى قطاع غزة بالإضافة إلى ترويج أكذوبة الصواريخ المطورة والبعيدة المدى أن غزة مكان للإرهاب الدولي وتحميلها مسؤولية القيام بأعمال إرهابية ليس فقط في غزة وإنما في الخارج أيضا، مشددا أن المنطق الذي صاحب عملية اغتيال النمنم أخطر من الاغتيال ذاته من خلال تصوير غزة أنها بؤرة للإرهاب وان إسرائيل جزء مما يقوم به العالم لمحاربة الإرهاب.

وقال رباح:"تحاول إسرائيل توسيع دائرة الاتهام ضد قطاع غزة لأمرين الأول هو محاولة ابتزاز حركة حماس من خلال القول أن التهدئة مع قطاع غزة لا تتم بمعاير حماس وإنما بمعايير إسرائيلية على حماس الالتزام بها".

والثاني بحسب رباح، أن إسرائيل واقعة تحت ضغط تحاول أن توقفه فهي أمام اتهام دولي بارتكاب جرائم في غزة وقطعت الطريق أمام المفاوضات ولم توقف الاستيطان كما أن الجانب الفلسطيني والعربي يهدد بالذهاب إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن، مبينا أن إسرائيل من خلال تهديداتها تحاول خلق أجواء مقبولة لدى الرأي العام العالمي لأي عدوان قادم.

وتوقع رباح أن تستخدم إسرائيل في حربها القادمة تكنولوجيا عسكرية عالية المستوى وبالتالي سيكون هناك حضور اقل للجنود الإسرائيليين والدبابات والتوغل داخل مناطق الكثافة البشرية وستكتفي بضرب أهداف محددة من خلال بنك المعلومات المتوفرة لديها، مشددا أن الحرب على غزة هي جزء من بانوراما المنطقة الملغومة بملفات في غاية السخونة وصانع القرار الإسرائيلي وحده من يدرس التأثيرات وهو الذي يختار التوقيت الذي يناسبه ويمكنه أن يحدد أولوية هذه الملفات وتأثيرها عليه.

وعن جاهزية المقاومة، تساءل رباح حول قرارها والإطار الوطني الذي تستند إليه في عملها، مبينا ان موضوع المقاومة منذ الحرب السابقة ظل معلقا دون أن يتطرق إليه أي فصيل فلسطيني.

من جانبه أوضح الكاتب والمحلل سياسي مصطفى الصواف أن المطلوب أن لا نسأل متى العدوان، ولكن أن نسال هل نحن جاهزون لصد أي عدوان على غزة؟، مبينا أن أي حرب قادمة على غزة ستخضع لعدة حسابات لدى المجتمع الإسرائيلي، مشددا أن حرب على غزة ستكون وفق الحسابات الخاصة بهم وأين تكمن مصلحتهم دون أن نغفل الحسابات الإقليمية في المنطقة والموقف الأمريكي.

وقال الصواف: "العدوان على غزة قائم في كل يوم وعلينا أن نترقب كيف يتطور هذا العدوان"، مشددا أن توق الحرب القادمة على غزة مسألة لا بد أن نبني عليها الأيام القادمة.

واتفق الصواف مع رباح حول محاولة إسرائيل إضفاء الصفة العالمية على عملية اغتيال محمد النمنم القيادي في جيش الإسلام وتحاول أن تغطي على جريمتها بغطاء أمريكي وترسل رسائل للعالم أن هناك تنظيم قاعدة في غزة، مضيفا "بالتالي هي تقول للرأي العام العالمي أن المستهدف في غزة ليس الشعب الفلسطيني وإنما أطراف لها علاقة بالإرهاب"، مؤكدا أن إسرائيل بطبيعتها دموية ووتيرة التهديدات التي يطلقها قادتها عالية وأشد عنفا من ذي قبل لذلك فان هذا الأمر يستوجب أن تؤخذ الأمور على محمل الجد.