|
الكشافة.. الجنود المجهولين * بقلم: جيني بابون
نشر بتاريخ: 11/11/2010 ( آخر تحديث: 11/11/2010 الساعة: 12:54 )
يقع مجتمعنا الفلسطيني في خطأ فادح باعتقاده أن الحركة الكشفية هي مجرد طبل وزمر يتواجد في المناسبات والأعياد الوطنية والدينية، قد يقع اللوم على أبناء هذه الحركة أو على ثقافة المجتمع في توليد هذه الفكرة الخاطئة أو الحكم المسبق، فالسؤال الرئيسي هو: من هم الكشافة وما دورهم اتجاه المجتمع؟
دعونا ننظر عن كثب ما هي الكشافة بنظرة المجتمع الفلسطيني، عند سؤال أي طفل فلسطيني أن يُعرّف الحركة الكشفية، تراه يبدأ بتقليدهم ويصدر أصوات الطبول التي يراها خلال الاحتفالات الدينية والوطنية على حد سواء ويمشي مشية العسكر، فبالنسبة له قد تكونت فكرة مسبقة خاطئة عن الكشاف بشكل عام ويكبر على هذه الفكرة دون أن يبحث أو يسأل عما يعمله هؤلاء الكشافة بالأوقات التي لا توجد فيها أي مناسبة، فجمعية الكشاف والمرشدات الفلسطينية عملت على مدار السنين للحصول على اعتراف عالمي لوجودها حتى حصلت عليه عام 1928 وبعدها سُحب الاعتراف عام 1948 حتى أعيد عام 1996 وبدون عضوية كاملة، ويصادف تاريخ تأسيس الحركة الكشفية العربية بتأسيس الحركة الكشفية في فلسطين حيث أنها كانت من أولى الدول العربية التي دخلت فيها الحركة الكشفية عام 1912 في وقت الانتداب البريطاني. الكشاف في مجتمعنا هم الجنود المجهولون الذين يعملون على بناء المجتمع من خلال تدريب الفتية على حب الوطن وخدمة المجتمع، فمن أبرز الحملات التي قاموا بها هي "حملة الشتاء" وهي عبارة عن جمع الملابس وتوزيعها على الفقراء، وقد لاقت هذه الحملة تفاعلا جدياً من أهالي منتسبي الحركة. ومن أبرز الحملات أيضا "حملة جمع التبرعات العينية لدعم قطاع غزة" حيث زار افراد الكشافة عدد من المحلات التجارية وجمعوا التبرعات التي أرسلت إلى إخواننا في قطاع غزة خلال الحرب. وانطلاقاً من واجب الكشاف الوطني، فقد كان لجمعية الكشاف والمرشدات الفلسطينية دوراً بارزاً في عدد من الحملات التي نُظمت بالتعاون مع جهات معنية، فمثلاً "حملة التبرع بالدم" التي نظمها بنك الدم الوطني في رام الله فقد رأوا الكشافة أنه وانطلاقاً من دورهم الوطني وعهدهم الكشفي بأن يقوموا بخدمة الآخرين والقانون الكشفي الذي يقول بأن الكشاف نافع وشعارهم "كن مستعداً" فقد لبوا نداء الواجب الوطني والاجتماعي والكشفي، ومن الحملات الوطنية الأخيرة التي ساهم بها الكشاف هي "حملة التضامن مع أسرى الحرية" التي تنظمها وزارة الأسرى حيث كتب عدد من الكشاف والمرشدات رسائل تآخي مع الأسرى في سجون الاحتلال. وكما يلاحظ القارئ، فقد اقترب ميعاد الاحتفال بمئوية هذه الحركة الفلسطينية، فقد بدأت الجمعية الكشفية والإرشادية الفلسطينية بالتحضير للاحتفالات التي ستتميز بطابعها العربي الفلسطيني، وتبدأ الاحتفالات مع بداية العام المقبل بإشعال الشعلة من لبنان وفلسطينيا بوجود عدد من الكشافة العالميين الذين سيأتون كضيوف علينا وسيلمسون معاناة الشعب الفلسطيني إثر حواجز الاحتلال وصعوبة الحركة. أما الحركة الكشفية العالمية فقد تأسست في بريطانيا عام 1907 عند اصطحاب اللواء "بادن باول" مجموعة مكونة من 20 فتى للغابات وقام بتدريبهم، وخضع هؤلاء الصبية لأولى دورات الاختبار وتركوا وحدهم لكي ينسقوا واجباتهم المقررة وبذلك تعلموا تحمل المسؤولية، فقد كانت رؤيته هي تدريب الفتية من خلال الاعتماد على النفس والاستكشاف وتحمل المسؤولية. ومن هنا أتى اسم هذه الحركة العالمية حيث أن كلمة كشاف مرتبطة أساسا بكلمة الاستكشاف، تلقت الحركة إعجاب الكثيرين حيث وصل عدد المنتسبين في يومنا هذا لـ 28 مليون منتسب في 160 دولة ووصل عدد الكشافة على مدار السنين منذ تأسيس الحركة إلى 300 مليون منتسب ونحن ككشافة فلسطينية نستعد بكل فحر لدخول المئوية وعدد المنتسبين لهذه الحركة المجيدة وبعد 100 عام المن الكشافة قد تجاوز المائة ألف منتسب. فهدف الحركة الكشفية هو تنمية المواطنة السليمة بين الفتيان عن طريق تقويم أخلاقهم وتدريبهم على تعود الملاحظة والطاعة والاعتماد على النفس وغرس الوفاء في نفوسهم والإخلاص لغيرهم من الناس بالمحبة ودفعهم إلى خدمة الآخرين وإلى تدريبهم على الحرف التي تنفعهم، وكذلك العمل على تنميتهم جسمياً وعقلياً وروحياً واجتماعيا، فالأسس التي تُبنى عليها التدريبات المختلفة في الحركة الكشفية هي وعد الكشافة وقانونها، أما المبادئ التي تقوم عليها الكشافة هي أداء الواجب لله والتمسك بالدين، وإخلاص الكشاف وولاءه لوطنه، والإيمان بالصداقة العالمية والأخوة الكشفية، وخدمة الغير، وقبول الكشاف والتزامه بوعد وقانون الكشافة، والعضوية الاختيارية، والاستقلال عن كل مذهب سياسي. والطريقة الكشفية تعتمد على الطلائع والمجموعات، وسلسلة الاختبارات والشارات المتدرجة، وأنشطة الخلاء. فللكشافة الفلسطينية منا أحلى تحية... القائدة جيني بابون عضو لجنة العلاقات العامة والإعلام جمعية الكشافة والمرشدات الفلسطينية |