وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

النائب بركة من رام الله: الوحدة الوطنية بحاجة "لشوية كرامة فلسطينية"

نشر بتاريخ: 11/11/2010 ( آخر تحديث: 11/11/2010 الساعة: 15:15 )
رام الله- معا- أكد النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، اليوم الخميس، في خطابه امام الآلاف وبحضور القيادة الفلسطينية احياء للذكرى السادسة لرحيل القائد الخالد ياسر عرفات، أن الوحدة الوطنية الفلسطينية بحاجة إلى "شوية كرامة فلسطينية".

وأضاف بركة،"إن مشروعنا الأساسي نحن الباقون في وطننا، هو مشروع البقاء والمساهمة وفق خصوصيتنا في كفاح شعبنا من اجل العودة والدولة.

وافتتح بركة، خطابه قائلا، "جئنا اليوم نناديكم، وإذا شئنا ان نناديكم بصوت توفيق زياد فأقول، أناديكم أشد اياديكم، ابوس الارض تحت نعالكم واقول افديكم، أنا ما هنت في وطني وما نكست اعلامي وقف بوجه ظلامي يتيما حافيا عاري، أناديكم أشد على اياديكم".

وتابع بركة، "جئنا اليوم لنؤدي السلاما لرئيس شعبنا وقائده التاريخي، القائد البطل ياسر عرفات الذي هندس الثورة فأوقف حياته للكفاح وحول رماد النكبة إلى قامة فلسطينية وطنية شامخة، قام على السياسة، فتنقل من مرونة المفاوض والتمسك بالثوابت، فرسم حدود الدولة، ورسم طفلا وزهرة من ابناء فلسطين يرفعان علم فلسطين على اسوار القدس، ورسم الطرق من المنفى والشتات إلى فلسطين، سيدة الارض هذه الأرض، التي من أجلها نستحق الحياة، وتستحق الحياة.

عداؤنا للصهيونية العنصرية

وقال بركة، يشغلوننا اليوم بما يسمى يهودية الدولة وانا من هنا، وبادئ ذي بدء أريد أن أحيي موقف الأخ الرئيس محمود عباس، وموقف القيادة الفلسطينية، التي ترفض الوقوع بهذه المصيدة بأي حال من الأحوال، الدولة هي تاريخ وهوية، وأرض فلسطين وتاريخها هو نحن واي محاولة لإضفاء تاريخ مزيف على حياتنا، سيكون مرفوضا.

وتابع بركة، نحن نتساءل أيها الأخوة، كيف ومن أين أتت يهودية فلسطين؟، ألم تأت من تشريد شعبنا الفلسطينية واستقدام الهجرة اليهودية الصهيونية لتحل محله؟، والآن يريدون من قيادة شعبنا أن تعترف بيهودية الدولة، فهل يعقل في اي موقف أن تدير هذه القيادة ظهرها لنا، هذا الجزء الذي ظل قابضا على وطنه كالقابض على من شعبنا الذي ظل قابضا على وطنه كالقابض على جمرة؟ لا وألف لا.

وهل يعقل أن توافق هذه القيادة على يهودية الدولة التي تعني شطب حق العودة، والاعتراف بالنكبة كقدر فلسطيني؟ لا والف لا.

وحسب بركة، هذه هي المعادلة التي نطرحها هنا، ولا نقول ذلك لأننا معادون لليهود كما يحاول نتنياهو ان يضعنا في خانة اللا سامية، فمعارضتنا ليهودية الدولة، هي العداء للصهيونية العنصرية، هي رفض لإملاءاتها، هي رفض لأي محاولة لإذلال شعبنا، ولاعتبار النكبة كقدر، وكل ما يتبع ذلاك من تبعات.

الغيرة والوطنية


وقال بركة، نحن في هذا الموقف موقف الوفاء للرئيس أبو عمار ننظر إلى اهلنا في قطاع غزة، ونرسل من هنا تحياتنا ومحبتنا واعتزازنا بهذا الجزء المحاصر من شعبنا، ونقول له دمنا دمكم ولحمنا لحمكم، وشعبنا الموحد سينتصر على الطغاة، وسينتصر على الانقسام.

إننا أيها الأخوة نحن اهلنا في مصر، ونحن أهلنا في سورية، ونحن اهلنا في الأردن، ونحن أهلنا وامتنا في كل الوطن العرب والعالم، لكن الوحدة الوطنية الفلسطينية لا تحتاج إلى ورقة مصرية مع الشكر الجزيل، ولا إلى ورقة سورية مع الاحترام الشديد، ولا لورقة اردنية مع كل التقدير، فالوحدة الوطنية الفلسطينية بحاجة إلى شوية كرامة فلسطينية.

الوحدة بحاجة إلى شهامة فلسطينية إلى مسؤولية فلسطينية كيف يمكن لأي كان من ابناء هذا الشعب أن يفرض عليه، وهو ملاحق ومحاصر ويُقطع زيتونه وتنتهك أرضه، ويُقتل ابناؤه، كي يمكن لأي فلسطيني ان يقدم هدية للمحتلين الطغاة، باستمرار وتثبيت هذا الانقسام البذيء القذر الوقح، كيف يمكن، آن الأوان أن يتم وضع حد للانقسام، أن يوضع حد لهذا العار.

وأضاف، أنا من هنا، أنا متأكد أن كل انصار حركة حماس في الخارج والوطن، لا يقبلون بأي شكل القرار بمنع الاحتفال بذكرى الرئيس ياسر عرفات في قطاع غزة، وهذا غير معقول.

مشاهد 1948 لن تتكرر


اقول لكم كلمتين عنا نحن أبناء شعبكم في الجليل والمثلث والنقب والساحل، ابناء الشعب الفلسطيني في داخل إسرائيل، هناك محاولات لانتهاك بقائنا وتعريض هذا البقاء للخطر من دعاة الترانسفير والعنصرية، وهذه معركة معروفة وواضحة لنا وأنا أقول لكم: نحن لها.. نحن لها، ومشهد 1948 وقوافل 48 لن يتكرر مهما بلغ عنف الطغاة لن يتكرر، نحن حددنا ذلك في العام 1980، حينما اعددنا للمؤتمر الشعبي العام الذي حظر عقده الحكومة الإسرائيلية، وقلنا فيه، نحن اهل هذه البلاد، ولا وطن لنا سوى هذا الوطن، وقلنا أننا لن ننكر ولا يمكن ان ننكر حتى لو جوبهنا بالموت، اصلنا العريق اننا جزء حي وواعد ونشيط من الشعب العربي الفلسطيني، هذه حقيقة لا يقدر عليها الطغاة.

وتابع، لكن أنا أيضا اريد أن احذر من على هذه المنصة، منصة ياسر عرفات، اي محاولة لاقحامنا من بعض الأوساط في اجندات تخرج عن أولوياتنا، نحن الفلسطينيون في إسرائيل لسنا مشاريع جواسيس لا لأنظمة ولا لتنظيمات، لأن لنا خصوصية في نضالنا وبقائنا، وأولوياتنا واضحة، وعلى رأسها صيانة البقاء والتطور في وطننا، الذي لا وطن لنا سواه، والمساهمة من خلال خصوصية موقعنا الوكني والمجي في كفاح شعبنا الفلسطيني من اجل حقه في العودة والدولة والقدس، بدون خلط أوراق.

ونحن نريد أيضا أن نمارس دورا في الحياة السياسية في إسرائيل، بمعنى ان نذهب إلى كل القوى التي تبدي استعدادا لتأييد حقوق شعبنا، ومن اجل السلام العادل، ولدحر العنصرية ضدنا، نحن نمد يدنا من اجل الكفاح سوية، ضد حكومة إسرائيل وضد الاحتلال والاستيطان، لذلك رايت من المناسب أن اقول من على هذه المنصبة، للموجودين داخل الوطن، وللذين خارجه، أنه إذا هناك من يعتقد أنه من اجل مصالح اقليمية يريد ان يشعل حريقا في غزة، وحريقا في لبنان وحريقا عندنا نكون نحن حطبه، فنحن نقول له، أننا لن نكون إلا حطبا لبقائنا ولفلسطينيتنا وليس لأي أجندة اقليمية أخرى.

الالتفاف حول الموقف الفلسطيني


إننا ندعو من هنا كل الفصائل وكل ابناء شعبنا الفلسطيني، إلى الالتفاف حول قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، برئاسة الأخ الرئيس ابو مازن، فاليوم الموقف واضح، وهناك مكان لشراكة متكاملة في الموقف الفلسطيني، وهو أن لا مفاوضات في ظل الاستيطان وهذا ليس شرطا، لأن الاستيطان ينفي المفاوضات، والمفاوضات تنفي الاستيطان لذلك نحن ندعو إلى أوسع وحدة وطنية مكافحة إلى جانب القيادة الشرعية لشعبنا.

واختتم مع توفيق زياد، يا شعبي يا عود الند يا اعلى من روحي عندي، إنا باقون على العهد، إنا باقون على العهد.