وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

في ذكراك الأربعين ووفاء لأحلامك * بقلم : عصري فياض

نشر بتاريخ: 12/11/2010 ( آخر تحديث: 12/11/2010 الساعة: 13:48 )
مقال في الذكرى الأربعين لوفاة الرياضي الشاب حسن ابو ناعسة

في حياتنا القاسية يكون الموت معلما، ويكون الفقدان منهاج كبير الأثر،فعندما سرى الخبر في مساء الأربعاء المشؤوم، لم يبقى في المخيم سوى من أثقلتهم السنين، الجميع حمل أحزانه وصدمته واندفع إلى المشفى، وبعضهم شاهدك مسجى تحمل حالتك الرياضية إلى البقاء، فلم تستوعب ذاكرة الحدث أن الوجه الباسم الطلق انطفأ الآن والى الأبد، آخذو يقلبون معاني الموت، يركبون حروفه ومدلولاته على حنايا العقل ، ينفضون رؤوسهم لعلهم يصحو من كابوس مفزع، لكن ظلال الحق والقدر كانت تخييم على المكان شيئا فشيئا، حتى استطاعت الذاكرة المتعبة استيعاب الحدث.

وعندما انحنت عليك القلوب مودعة، ومدت العيون بدموعها تصافح جبينك الكريم، همست روحك الخفيفة للباقين من بعدك، البطولة والمخيم، البطولة التي أطلقتها بعض إياد كانت يدك أولاها،تلك البطولة التي خرجت من بين الركام كطائر الفنيق، تكبر ولا تموت، تعلوا بهمة أهلها ولا يعلوا عليها،

تلك البطولة التي كنت تحبها كحبك لزهرتك "وطن"، وتدقق في ثنايا تفاصيلها كما تدقق في ثنايا كلمات طفلتك "حلا "وهي تحدثك،وكنت تنظر بالأمل في نجاحها كما لو كانت صغيرتك "ديار"،فمن عام إلى عام ، بل من شهر إلى آخر، بل من أسبوع لأسبوع، حملت همها، وجهدت في تزين ملامحها، وتخريجها إلى الحياة كل عام بلون أجمل ، وبطلعة أبهى، وبقوة أفضل،كانت شغلك الشاغل،لأنها لفرسان شهداء مضوا بعد وصلت صورتهم الأقطاب الرابع للكرة الأرضية.

والمخيم، التي تحمل أزقته أحلام الطفولة، طفولة اللجوء التي لايشغلها شاغل عن التفكير بالعودة، العودة إلى زرعين، ومحو أثار النكبة التي حملها الأهل قبل نحو ستين عاما،فكنت عضوا في اصغر لجنة شبيبة تقود الحراك في المخيم في العام 1988، كان عمرك وقتها لم يتجاوز الستة عشر عاما، ثم الملاحقة والاعتقال، وما بينهما الكرة التي عشقتها روحك منذ الطفولة، فبحثت عن المجموعات التي تمارس لعبة كرة القدم فمن فريق الأشبال في مسجد المخيم ، إلى فريق العودة في نهاية الثمانينات، وفريق المركز والمركز الوسط فيه لعقد كامل أو يزيد، ثم منتخب قدامى اللاعبين الذي أختمت حياتك عاملا فيه،وكانت آخر محطات شعورك بالحياة الدنيا كرة تداعبها في المدرسة الغالية على قلبك مدرسة الطفولة والنشوء، مدرسة ذكور مخيم جنين للوكالة التي تعلمت فيها.

وهنا نحن نمر على يومك الأربعين، بقلوب موجوعة، وأفئدة مكلومة، وصمت نخط بحروفه للقضاء والقدر عبارات الإيمان والاستسلام لأمر الله تعالى، ولكننا سنبقى مخلصون لعهدك ، عهد البطولة وعهد المخيم،ولسنا وحدنا في هذا الوفاء، بل أحبائك الذين أموا ألينا معزين ،قالوا مثل ذلك، وهنا اذكر كلمات وعبارات الأخ جمال عديلي الذي قال لتكن النسخة القادمة من بطولة معركة مخيم جنين تحمل مسماك، وهذا ما كنا نفكر به، وسننفذه بعونه تعالى، فإلى جنات الخلد يا أبا احمد .