وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

جائزة فلسطين للإبداع التربوي تخط طريقها نحو المأسسة ضمن النظام التربوي

نشر بتاريخ: 13/11/2010 ( آخر تحديث: 14/11/2010 الساعة: 01:27 )
رام الله- معا- شكلت المشاركة الرسمية من قبل رئيس الوزراء د. سلام فياض والعديد من الوزراء في احتفالية الهام فلسطين لتكريم المبادرات في مجال تطوير البيئة التعليمية التربوية في فلسطين، دعما رسميا لهذه المبادرة التربوية سيما ان هذه الاحتفالية شهدت تجديد التزام الحكومة والسلطة الوطنية بجعل منح جائزة فلسطين للإبداع التربوي تقليدا سنويا لتكريم المبدعين التربويين بمختلف فئاتهم، اضافة الى ما يشكل هذا التوجه الرسمي بدفع عملية دمج مثل هذه المبادرات في النظام الرسمي لمؤسسات السلطة الوطنية ذات العلاقة وترجمتها لاجراءات قابلة للتطبيق.

واكثر ما يعزز من هذا التوجه كان ما اعلنه رئيس الحكومةد.سلام فياض، بخصوص حرص السلطة الوطنية على مواصلة النهوض بالعملية التعليمية، باعتبارها أحد أبرز وأهم المعايير التي يقاس بها مدى النجاح في استكمال بناء مؤسسات دولة فلسطين وبنيتها التحتية.

وتتطابق تصريحات فياض بخصوص دعم المبادرة مع توجهات القائمين على تنفيذها خاصة عندما عبر فياض عن امله في ان تساهم هذه الخطوة في زيادة كوكبة المبدعين والرياديين من معلمين، ومديرين، ومرشدين، وطلبة، انطلاقا من توجهات السلطة التي تنطلق من قناعة بان الاستثمار في تنمية الإنسان الفلسطيني يشكل الأساس للاستثمار الاقتصادي والتنمية الاجتماعية.

وحسم فياض هذا التوجه بقوله: "بالقدر الذي نشيد فيه بالانجاز الذي تم تحقيقه في قطاع التعليم، واتساع نطاق البنى التحتية فيه، إلا أن تحديات كبرى ما زالت ماثلة أمامنا للنهوض بهذا القطاع واحتياجاته"، مشددا على ان الهدف المباشر أمامنا يتمثل في النهوض بنوعية التعليم وربطه بحاجات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتهيئة الإنسان الفلسطيني وتمكينه من الانخراط في مجال المعرفة والإبداع، والتفاعل بايجابية مع التطور العلمي والتكنولوجي، والقدرة على المنافسة، وتوفير "التعليم للجميع" في ظل بيئة تربوية وتعليمية تتميز بجودتها العالية".

ولم يخف فياض ضرورة ربط تحقيق تلك الاهداف مع تطوير البنية التحتية لقطاع التعليم والمناهج ومعايير ووسائل التقييم، وتعزيز البحث العلمي واستخدام تكنولوجيا المعلومات، وتطوير قدرات وكفاءة كافة العاملين، والارتقاء بالأداء المؤسسي، ورفع الكفاءة التنافسية، وربط كل ذلك مع تطوير قدرة السوق على استيعاب الخريجين للحد من البطالة ووقف هجرة الكفاءات وتعزيز انخراطها ومساهمتها في بناء الوطن وتحقيق استقلاله وتقدمه".

واضاف "ان إستراتيجية السلطة الوطنية وبرنامج عمل الحكومة يستهدفان بشكل رئيسي بناء المؤسسات القوية والقادرة على تقديم أفضل الخدمات للمواطنين، وفي مختلف المجالات"، مشددا على اهمية تحقيق التكامل مع مؤسسات القطاع الخاص والمجتمع المدني.

وقال: "إن النجاح في ذلك يساهم في تعزيز القدرة على مواجهة تحديات التطور والتنمية وبناء اقتصاد ومجتمع المعرفة".

وأشار إلى نجاح مؤسسة التربية العالمية "إلهام" ومجلس الشركاء في توسيع المشاركة بانضمام وزارتي الشؤون الاجتماعية والشباب والرياضة والعديد من مؤسسات القطاع الخاص، وتعزيز هذه الشراكة عبر القطاعية، يعبر عن اهتمام واسع بواقع التعليم في فلسطين.

وتعهد فياض بمواصلة الحكومة دعم هذه المسيرة، لكنه اكد على اهمية ترشيد استخدام الموارد المتاحة كجزء من عملية الإصلاح الشاملة التي تتطلبها تقوية المؤسسات العامة، وفق معايير الإدارة الرشيدة والاستخدام الأمثل للموارد.

واعتبر نجاح مؤسسة التربية العالمية "إلهام" ومجلس الشركاء في توسيع المشاركة بانضمام وزارتي الشؤون الاجتماعية والشباب والرياضة والعديد من مؤسسات القطاع الخاص، وتعزيز هذه الشراكة عبر القطاعية، بانه تعبير عن اهتمام واسع بواقع التعليم في فلسطين.

وثمن مشاركة القطاع الخاص في هذه المبادرة الريادية التي تهدف إلى توفير بيئة تربوية سليمة وصحية لأطفال فلسطين، مطالبا بالمزيد من العمل والشراكة مع قطاع التعليم.

واضاف قائلا: "إن نجاحكم في التقاط هذا الحصاد النوعي من المبادرات التربوية الملهمة، يؤكد، وبشكل لا يقبل اللبس، حاجة الكادر التربوي للتحفيز والتشجيع"، داعيا الى مواصلة الجهود الحقيقية لاكتشاف المبادرات التربوية المبدعة والمتميزة التي ساهمت في تطوير البيئة التربوية، والاحتفاء بها، ونشر هذه الثقافة، "ثقافة الإبداع والتميز والريادية في المجتمع الفلسطيني"، وكذلك توسيع دائرة المتأثرين والمستفيدين من هذا الإبداع.

ورأى فياض أن استحداث محور المبادرة، والريادة الطلابية في الدورة الثانية لإلهام خطوة في الاتجاه الصحيح، وترجمة حقيقية للالتزامات المعلنة بأن الأطفال والشباب شركاء حقيقيون في صنع واقعهم ومستقبلهم.

وقال: "أسعدني التقاط الأطفال والشباب هذه الخطوة ليتقدموا بمبادراتهم، وليحصدوا ثماني مراكز متميزة من مجموع المبادرات على المستوى الوطني"، مؤكدا ان ذلك هو دليل على أن شبابنا يمتلكون من الطاقات والقدرات الكثير، وأن من واجبنا جميعا استنهاض الكامن منها، وتوفير الفرص المناسبة.

وتابع "أن الخطوات التي تخطونها الآن هي التي تعزز عناصر القوة لديكم، وهي جزء من عناصر القوة التي يراكمها شعبنا نحو تحقيق أهدافه للخلاص من الاحتلال، وبناء دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة، "دولة عصرية، دولة العلم والمعرفة، دولة المؤسسات وحكم القانون، ودولة تفاخرون بها وتشعرون بالانتماء لها"، ونحن على ثقة بقدرة شعبنا على تحقيق ذلك".

وحرص العديد من الوزراء والمسؤولين على المشاركة في احتفالية شركاء إلهام فلسطين لتكريم أصحاب المبادرات الملهمة في مجال تطوير البيئة التعليمية التربوية في فلسطين، التي اقيمت في قصر رام الله الثقافي، وذلك بمشاركة وزيرة التربية والتعليم لميس العلمي، ووزير الصحة د.فتحي أبو مغلي، ووكيل وزارة الشباب والرياضة موسى أبو زيد، ود.مروان عورتاني رئيس مجلس إدارة "الهام فلسطين" وبحضور عدد من أعضاء المجلس التشريعي، والمسئولين الرسميين، وممثلو المؤسسات الأهلية والقطاع الخاص، ومدراء التربية والتعليم والمدارس والمعلمين وأصحاب المبادرات التربوية.

الى ذلك اشارت وزيرة التربية والتعليم لميس العلمي، في اطار الدعم الرسمي لهذه المبادرة الى الايمان العميق بقدرات الطفل الفلسطيني وتكوينه الفريد القادر على الانخراط الهادف في توفر البيئة التربوية المنفتحة على احتياجاته، مشددة في الوقت ذاته على الايمان بقدرات المعلم على العطاء في هذه المسيرة.

وقالت: "إن تلك القدرات نابعة من محطات كثيرة لعب فيها المعلم دور مهم رغم شح الموارد وضعف الإمكانات، مشددة على اهمية تعزيز الشراكة في مبادرة الهام فلسطين من ناحية والتفاعل المباشر مع الطفل ذاته الذي توفره هذه المبادرة من الناحية الاخرى".

وكشفت العلمي عن مصادقة مجلس شركاء الهام فلسطين على توصية سابقة بتشكيل هيئة مهمتها إيجاد السبل باعتماد كافة المبادرات الملهمة التي يتقدم بها الطلبة الفلسطينيين في المدارس.

من جانبه وصف الامين العام لمؤسسة التربية العالمية، د.مروان عورتاني، الدعم الذي حصل على الهام فلسطين خلال هذه الاحتفالية بانه دعم نوعي باتجاه دعم استمرار هذه المبادرة وتقويتها ويمهد الطريق واسعا باتجاه تعميق دمج المبادرة في النظام والاجراءات الرسمية.

وقال عورتاني في حديث لـ"معا"، "إن الهام فلسطين حصل على دعم رسمي من قبل السلطة الوطنية والحكومة خاصة الالتزام الرسمي من قبل رئيس الوزراء بجعل هذه الجائزة تقليديا سنويا وترجمة هذا الدعم الى خطوات عملية".

واعتبر عورتاني ان تشكيل الهيئة المتخصصة لمتابعة عمل دمج المبادرة في النظام الرسمي تمثل خطوة مهمة في اطار ترجمة توجهات هذا البرنامج الى خطوات عملية على الارض وقال" أن الإنسان هو رأس مال فلسطين ومخزونها الاستراتيجي والرافعة الأساسية لدحر الاحتلال وإقامة دولتنا العتيدة وبناء اقتصاد ومجتمع المعرفة الذي نسعى إليه "، موضحا ان العائد على الاستثمار في حاضر أجيالنا ومستقبلهم يفوق العائد على أي استثمار آخر"، مشددا على اهمية وضع التنمية المعرفية والبشرية على رأس سلم الأوليات في خطط التنمية الوطنية.

واشار الى ان إلهام فلسطين يسعى إلى المساهمة في تطوير البيئة التعلمية التربوية لأطفال فلسطين لتغدو أكثر مواءمة لنموهم المتكامل ، وأكثر تحفيزا على استنهاض الكامن من قدراتهم وملكاتهم.

وتابع "أن الهام فلسطين يرتكز في ذلك الى نهج تربوي شمولي يرى الطالب كله – وليس عقله فقط – في قلب العملية التعلمية ، ويرى البيئة المدرسية كلها- أساليبً ومناخا وعلاقات وسلوكيات وثقافة- مؤثرات حيوية في بناء وتدعيم شخصية الطفل بأبعادها المختلفة، مشيرا الى ان آلية العمل الرئيسة للبرنامج تتجسد في تحفيز واستكشاف وإشهار وتطوير المبادرات والممارسات التعليمية والتربوية المبدعة التي ساهمت في إحداث فارق ملموس في واحد أو اكثر من جوانب البيئة التربوية لأطفال فلسطين، كما يعمل الهام على تعميق أثرها وتعظيمه ، وعلى جعلها مصدر تعلّم ومورد إلهام على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.

واستعرض عورتاني عملية الترشيح لدورة إلهام فلسطين 2009 – 2010 على محاور عدة تناولت ثلاثة محاور بما تشمل تنمية حب الاستطلاع، والاستكشاف، ومهارات القراءة والكتابة، والبحث، ورعاية الميول الإبداعية، وتنمية مهارات التفكير المختلفة، وإضفاء أجواء أكثر تشويقاً وتحفيزاً للعملية التعلمية، لتصبح أكثر ارتباطا بالبيئة الحياتية للطلبة، وتنمية القدرة على التعلم والإقبال عليه والاستمتاع به، وتدعيم الصحة النفسية والعاطفية والاجتماعية للطلبة، وتعزيز مناعتهم النفسية، وقدرتهم على التعامل مع التحديات الحياتية المختلفة خاصة في ظل الظروف القاسية الناجمة عن الاحتلال الإسرائيلي البغيض ، والتوعية والتثقيف الصحي للطلبة، وتنمية العادات والسلوكيات الصحية السليمة في المأكل والمشرب وممارسة الرياضة وتعزيزها، ومكافحة آفة التدخين، والمخدرات، والكحول، وغيرها من الممارسات الضارة، مثل إدمان الانترنت والتلفاز وغيرها.

واشار الى المحور الثالث المرتبط بالريادة والمشاركة الطلابية، وفي إطاره بحثنا عن المبادرات التي عملت على تحفيز الطلبة على الانخراط الهادف والإيجابي في الحياة المدرسية، وفي محيطهم، ومجتمعهم، وتعزيز روح المبادرة، والمسؤولية، والعطاء، والقيادة لديهم، وتعزيز ثقة الطلبة بأنفسهم وبقدراتهم، واحترامهم لذاتهم، ومساعدتهم في التعرف على مواطن قوتهم، وميولهم ، ومتطلبات نمائهم عبر المراحل العمرية المختلفة؛ ابتداء من الطفولة المبكرة وحتى البلوغ.

وقال: "إن عظمة انجازاتكم أيها المبادرون الملهمون يجب أن ترى دوما في إطار التحديات الجسام التي واجهتها ، والموارد الشحيحة المتاحة لها، والجلد والعزيمة والمثابرة الذي واكبها، ولقد غدا الحديث عن الريادة في قطاع الإعمال وحتى عن الريادة الاجتماعية أمرا مألوفا ونحن نرفع الآن راية الريادة التربوية.

واقر عورتاني بان طريق تحقيق اهداف الهام فلسطين مازالت طويلة وبحاجة للمزيد من الجهود خاصة بعد النجاح في بناء الاطار العام لهذه المبادرة وتحقيق الدعم الرسمي لها الامر الذي يوجب الانتقال الى مرحلة تدريب الكوادر التي تأخذ على عاتقها التنفيذ والتطبيق على الارض.

ولا يخف عورتاني ارتياحه للتوجه الحكومي في دعم هذه المبادرة ويأمل بمواصلة الطريق نحو مأسسة هذه المبادرة لكي تكون جزءا من النظام التربوي بكل مكوناته وفئاته.

وحسب الاعلان الرسمي عن نتائج هذه المبادرات الفائزة حسب كل فئة، حيث جاء ترتيب المبادرات الملهمة الفئة ( أ )، على النحو التالي، أمية قرارية، مديرية تربية ، قباطية، إيمان زغارنة -مديرية تربية ضواحي القدس، بدرية سكر- منطقة شرق غزة التعليمية، جلال برغيث- مديرية تربية الخليل، رجاء أبو ريان-مديرية تربية شمال الخليل، سعدية السراحنة- مديرية تربية جنوب الخليل، سكينة صالح- مديرية تربية سلفيت، فارس عطية- مديرية تربية الخليل، لمياء ياسر عودة- مديرية تربية رام الله والبيرة، جائزة فلسطين للإبداع التربوي، محمد أبو عباه- منطقة نابلس التعليمية، ونضال أبو هلال- مديرية تربية ضواحي القدس، ونور الدين موسى- مديرية تربية القدس، وهنية أبو العدس- منطقة نابلس التعليمية، وهيام أبو مفرح- مديرية تربية بيت لحم، وسيم العطعوط- مديرية تربية طولكرم.

أما فئة الهيئات الطلابية، الهيئة الطلابية في المدرسة الإسلامية- مديرية تربية نابلس، والهيئة الطلابية في مدرسة الفتاة الآجئة- مديرية تربية القدس الهيئة الطلابية في مدرسة ذكور قلقيلية الأساسية الأولى، منطقة نابلس التعليمية، والهيئة الطلابية في مدرسة بنات كريسة- مديرية تربية جنوب الخليل ، اما بخصوص جائزة فلسطين للإبداع التربوي، الهيئة الطلابية في مدرسة نسيبة المازنية- مديرية تربية الخليل.

ويضم مجلس شركاء الهام وزارة التربية والتعليم العالي، ووزارة الشؤون الاجتماعية، ووزارة الصحة، ووزارة الشباب والرياضة، ومؤسسة التعاون، ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا، ومؤسسة التربية العالمية، وصندوق الاستثمار الفلسطيني، وشركة جوال، وشبكة معاً، ومجموعة موزيكو، وشركة الشرق الأدنى للسياحة، واتحاد شركات أنظمة تكنولوجيا المعلومات بيتا.