وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

فوضى سلوية...بقلم: كريم شاهين

نشر بتاريخ: 16/11/2010 ( آخر تحديث: 16/11/2010 الساعة: 22:42 )
لا احد من المتابعين والحريصين على كرة السلة الفلسطينية يستطيع التجاهل بأن السلة الفلسطينية تعيش فوضى واضحة وتدهورا في مستواها واذا استمرت هذه الفوضى السلوية ستصبح مرضا مزمنا ولن نستطيع ان نضع لها حدا ما دامت بدون سياسات علمية وعملية وتخطيط علمي واستراتيجيات مستقبلية وما دام هناك من يبحث عن مصالحه الذاتية الضيقة بعيدا عن مصلحة اللعبة.

قلة الكوادر الفنية والادارية في سلتنا المحلية جعلت كرة السلة ابوابها مفتوحة لكل من يريد ان يصبح اداري او مدرب او حكم او مراقب فني او عضو لجنة فنية او عضو اتحاد او محلل او اعلامي وهذا يعكس الفوضى السلوية السائدة.

غياب التعليمات والانظمة وعدم وضع معايير القرعة على اسس سليمة لاي بطولة رسمية او غير رسمية وعدم وضع ضوابط ونظام عقوبات رادع فيما يتعلق بالانسحابات من البطولات الرسمية وغير الرسمية خاصة الانسحابات التي تضر بالفرق الاخرى والتعليمات الخاصة بشئون اللاعبين يعكس مدى الفوضى السلوية السائدة.

المستوى الفني المتدهور الحاصل لفرق الدرجة الممتازة عموما وضعف وتدني مستوى البطولات المختلفة من الناحية الفنية والتنظيمية وسوء التوقيت والاقبال الجماهيري وضعف التحكيم والمحاباة والمراضاة والمزاجية من قبل بعض الحكام لبعض الفرق ما هي الا مؤشرات واضحة للفوضى السلوية السائدة.

التفرد باتخاذ القرارات الادارية والفنية دون مرجعية ثابتة وواضحة من قبل فئة قليلة والتأثير والتدخل في مجريات الاحداث وفي قرارات الحكام ومجريات التحكيم خلال المباريات لا يعكس الا الاجواء الملائمة والتربة الخصبة للمصالح النفعية لهذه الفئة في ظل الفوضى السلوية السائدة .

ان لا يستطيع الفريقان اللذان يمثلان مدينة نابلس من التدريب على صالة مغلقة او حتى على ملاعب صالحة لممارسة لعبة كرة السلة فهذا يؤثر على مستواهما الفني بشكل كبير وواضح خاصة في فصل الشتاء ويظهر الظلم الواقع على هذين الناديين العريقين ويعكس مدى الفوضى السلوية السائدة.

اصبحت متطلبات اللاعبين اكبر من امكانيات الاندية المالية ومع ذلك يضطر النادي ان يذعن في بعض الاحيان لمتطلبات اللاعبين الصعبة ويثقل كاهل ميزانية النادي التي هي بالاساس ميزانية مديونة وذلك لمجاراة لفوضى السلوية السائدة.

انتهاء الموسم السلوي بدون اية انجازات فعلية سوى انهاء الدوريات للدرجات المختلفة والتي لم تعود على سلتنا الفلسطينية باية فوائد فعلية سواء على مستوى اللاعبين او المدربين او الحكام او الفنيين او الاداريين فغابت البرامج النظرية والعملية المختلفة من دوريات الميني باسكت التي تعتبر الاساس والمعسكرات التخصصية والمخيمات والمشاركات الخارجية والدورات المختلفة للمدربين والحكام والفنيين والاداريين وجميع العاملين في مجال كرة السلة وهذا يعكس غياب التخطيط والعمل الاستراتيجي المستقبلي ويظهر الفوضى السلوية السائدة.

عدم وجود سياسات التقييم والرقابة والمحاسبة لعناصر ومكونات اللعبة يزيد وينشر باضطراد الفوضى السلوية السائدة.

الخوف هو الاستهانة والتجاهل لهذه الفوضى السلوية واستمراريتها واستفحالها وما يثير الخوف اكثر ويضع الامور في عالم المجهول هو عدم القدرة على وضع حد لهذه الفوضى وعدم ايجاد أو تحديد نقطة التقاء ايجابية تبدأ منها كرة السلة المحلية الانطلاق الى الامام.