وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الاسيرة كراجة تتحدث عن "وحشية" التعذيب والمعاملة بالسجون الاسرائيلية

نشر بتاريخ: 22/11/2010 ( آخر تحديث: 22/11/2010 الساعة: 17:55 )
رام الله - معا - "هناك علامات على جسدي من شدة الضرب" هذا ما نطقت به الأسيرة صمود كراجة وخطته بتوقيع يدها لتوثق ما اقترفته السجانات بحقها في سجن الرملة.

منذ الخامس والعشرين من تشرين الأول لعام 2009 مرت الاسيرة كراجة بمراحل تشبه الانتقام والتفنن في التعذيب منذ اعتقالها من بلدة صفا برام الله، أما يوم التاسع من هذا الشهر فكان مرحلة بحد ذاتها فقد بدأ عند الخامسة مساء- وربما معايير الزمان باتت سواء- فنقلت الأسيرة من سجن الدامون لسجن الرملة حيث المحكمة في اليوم التالي، ومكثت بغرفة الانتظار حيث طلبت منها احدى السجانات وتدعى "مايا" وبرفقتها القيود الحديدية خلع جميع ملابسها تحت ما يسمى ب"التفتيش العاري"، وقوبل ذلك بالرفض من قبل كراجة، والتي أكدت-حسبما أفادتنا به محامية نادي الأسير- "أرادوا تكبيلي بالقيود لكي يفتشوني تفتيشا عاريا، فرفضت وبدأت السجانات بضربي ضربا مبرحا".

ألم فوق حدود الألم نتيجة الضرب الشديد من السجانات إحداهن تلو الأخرى، وبعد ذلك التفت القيود الحديدية حول معصمي كراجة رغما عنها، ومن ثم جاءت إحدى السجانات بعطر من نوع جديد "بصاق المجندات"، لقد قرأت كراجة الوطن بكافة تفاصيله فهي كما قال محمود درويش قرأت الوطن الضائع في جسدها شمسا وماء، عبر كدمات وضربات السجانات في كافة أنحاء جسدها، واختصرت ذلك بقولها : "انتفخت يداي".

أما الجزء الآخر من انتظار المحاكمة وفي غرفة الانتظار حيث "العزل الانفرادي" فكان فيلما "للتعذيب المستحدث بأيد قذرة"، ما يشبه الغرفة، كانت صغيرة وجدا أيضا وحسب المواصفات: فالمرحاض لا ماء فيه، وبالتالي لا ماء للشرب ايضا، اقتصرت على سرير من الباطون بدون فراش أو بطانية والغرفة قذرة بالطبع والحشرات تملؤها وتدور في أرجائها... وبوجود ذلك وأثناء الانتظار طلبت كراجة ماء لتغسل وجهها من البصاق والدم اللذين ملئا وجهها وجسدها فرفضت السجانات الاستجابة لطلبها ونقلوها لمحكمة عوفر دون أن تغسل وجهها.

كثير من التعذيب مورس بحق الأسيرة كراجة لتعود بعد ذلك لسجن الدامون وتروي ما حدث معها لباقي الأسيرات، بل لتشهد علامات الضرب على جسدها واقع المعاناة، لتنقل بعدها لعيادة السجن.

ومع اقتراب اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، تعذب وتعنف المرأة الفلسطينية على مرأى ومسمع من العالم أجمع، فلم تنته فصول الحكاية ليس لصمود كراجة إبنة 22 ربيعا فحسب وإنما لشعب بأكمله.