وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

لاعب الكرة الفلسطيني الذي أصبح إرهابياً

نشر بتاريخ: 22/11/2010 ( آخر تحديث: 24/11/2010 الساعة: 00:15 )
لاعب الكرة الفلسطيني الذي أصبح إرهابياً والمنتخب الإفريقي الذي تحكمه إسرائيل !
بقلم : محمد النخالة

مظلوم أيها الفلسطيني العربي أينما حللت وارتحلت , فمهما كانت جنسيتك وديانتك بل وحتى ملامحك تبقى موصوماً ومتهماً بالإرهاب , حتى وان كنت في تشيلي وكانت وجهتك جامبيا !
روبيرتو نيكولاس بشارة العدوي .

للوهلة الأولى وعند قراءة مطلع الاسم أعلاه يبدوا أن صاحبه ليس عربياً فلسطينياً , لكن حامل الاسم ووالده هم فلسطينيون من بيت لحم و يحبون فلسطين كأي فلسطيني آخر موجود في الشتات حول العالم , وهذا لا ولن يغيره أبداً طول الزمان وبعد المكان .

ورغم ملامح روبيرتو الغربية وشعره الأشقر وعيونه الملونة وطوله الفارع , إلا أن لعنة أو نعمة الانتماء سموها ما شئتم أبت إلا أن تتدخل لتعكر صفو حياة الشاب المحب والمخلص لفلسطين ومنتخبها الوطني الأول لكرة القدم .

ركب روبيرتو الطائرة في مطار سنتياغو الدولي متوجهاً إلى جامبيا حيث سيلتقي هناك منتخبه الوطني الفلسطيني بمنتخب ذلك البلد , بعد أن تم استدعاء اللاعب من قبل مدربه الجزائري موسى بزاز , والذي يقود دفة المنتخب الفلسطيني منذ أوآخر العام 2009 .

وبينما كان روبيرتو في الطائرة عاجله والده - الذي يتكلم العربية بطلاقة – باتصال قبل أن تقلع الطائرة , وابلغه بإلغاء المباراة المقررة بعد اعتذار المنتخب الجامبي عن الحضور إلى الأرض الفلسطينية المحتلة وتحديداً على استاد فيصل الحسيني بسبب ضغوط مارسها الاحتلال الإسرائيلي على دولة جامبيا .

الكارثة ليست في إلغاء المباراة و الاعتذار بل في أن أعذار الاتحاد الغامبي كانت مخزية ولا تليق باتحاد رياضي محترم منضوي تحت مظلة الفيفا .

و جاء في بيان أصدره الاتحاد الفلسطيني تعليقا على هذه الواقعة " أن جامبيا حاولت أن تبرر اعتذارها بأعذار لا تليق باتحاد يحترم ذاته وقراراته والقوانين الدولية الرياضية ، وأبرز تلك الأعذار في أن بلدهم صغير وفقير وينوي خوض الانتخابات ولا يريدون مشاكل!!! " .

حقاً : "ما أطول أيدك يا إسرائيل" !

حسناً كان من الطبيعي أن يقوم حينها بشارة بالنزول من الطائرة والتوجه فوراً إلى المنزل الذي لا يبعد سوى بضع كيلومترات عن المطار , وفعلاً هذا ما حدث وتوجه اللاعب فوراً نحو باب الطائرة وهم بالخروج منها , لكن مضيفة الطائرة وقفت في طريقه ومنعته من الخروج , لكنه أصر على ذلك فاستدعت المضيفة قبطان الطائرة , فقال له بشارة انه ركب الطائرة ليلعب مباراة لكن المباراة تم إلغاؤها , فرفض قائد الطائرة هذا العذر وقال لروبيرتو انه لا يمكنه مغادرة الطائرة تحت أي ظرف كان , وهنا أصر روبيرتو مجدداً بإلحاح , فما كان من قبطان الطائرة إلا أن يتوجه بسرعة إلى قمرة القيادة ويستل مكبر الصوت الخاص به ويصرخ بصوت عالي أن " هنالك إرهابي عربي يركب الطائرة " !

فعم الهرج والمرج المكان وسط صراخ الناس وتدافعهم وأتت الشرطة على الفور لتعتقل اللاعب وتجره كالمجرمين وسط جموع من الناس إلى مركز شرطة المدينة !

وبعد إجراء التحقيق مع اللاعب وقدوم والده وتعريفه بنفسه , قامت الشرطة بالاعتذار للاعب وتم إخلاء سبيله وعاد إلى البيت !

الكرة الفلسطينية لديها ما يكفيها من مشاكل وهموم ومعوقات احتلالية , والفلسطينيون والعرب ملوا من تكرار هذه السيناريوهات المملة ولا أحد ينجدهم مما هم فيه سياسياً أو حتى رياضياً الا الله وحده فقط , فالى متى يستمر هذا المسلسل المكسيكي الكئيب !؟

يشار الى أن ربرتو بشارة ولد بتاريخ 18/8/1981 في دولة تشيلي في اميريكا الجنوبية لوالدين فلسطينيين من بيت لحم هاجروا فلسطين بعد الاحتلال الاسرائيلي و استقروا في تشيلي ، و بدأ بشارة ممارسة كرة القدم عام 1996 في فريق يونيفيرسيداد كاتوليكا ولعب للفئات الصغرى في النادي واستمر معة حتى عام 1999وفي عام 1999 انضم الى نادي بالستينو وهو نادي الجالية الفلسطينية في تشيلي ولعب معة موسمين ثم انتقل الى نادي سانتيجو وانديريرز في تشلي ولعب لذا النادي لمدة موسم ثم عاد الى بالستينو ومازال مع النادي إلى يومنا هذا وهو يحمل إشارة الكابتن للنادي . وانضم إلى المنتخب الوطني الفلسطيني عام 2002 عن طريق المدير الفني للمنتخب نيقولا شهوان و لعب مع المنتخب في جميع المشاركات .

كما وتعرض بشارة للاعتقال على يد الاحتلال الإسرائيلي مرتين عند قدومه إلى الضفة المحتلة لخوض مباريات دولية ودية مع المنتخب الوطني الفلسطيني و حظي بشارة بشرف أن يكون أول لاعب دولي من لاعبي الشتات، قدوماً إلى فلسطين، عندما وصل إلى مدينة رام الله لمواجهة المنتخب الأردني قبل عامين في مباراة شهدت تعادل الجانبين ايجاباً بهدف في كل شبكة.

ويحمل اللاعب انتماء وحب كبير لمنتخب بلاده الأم فلسطين ويشارك في أغلب مباريات المنتخب الفلسطيني وغالباً ما يقوم بدفع تذاكر الطائرة ذهاباً واياباً من جيبه الخاص , وكثيراً ما عبر عن حزنه وحسرته لعدم استدعاءه في بعض المناسبات .

والجدير ذكره في هذا المقام أيضاً أن بشارة قام إبان الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة رفقة والده ورجل الأعمال الفلسطيني المقيم في الولايات المتحدة ماجد بلعاوي بتنظيم مباراة خيرية بين نادي بالستينو و يونيون سان فيليب التشيلي وتم تخصيص ريعها بالكامل لضحايا الحرب هناك.