وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

رئيس الوزراء يواصل لقاءاته في طوكيو

نشر بتاريخ: 25/11/2010 ( آخر تحديث: 25/11/2010 الساعة: 15:37 )
رام الله -معا- واصل رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض اجتماعاته مع المسؤولين اليابانيين في العاصمة طوكيو، حيث اجتمع ظهر اليوم في مقر البرلمان مع رئيس البرلمان الياباني يوكوميتشي، حيث أطلعه على تطورات الأوضاع في الأرض الفلسطينية المحتلة، والصعوبات الجدية التي يواجهها الشعب الفلسطيني جراء سياسات الاحتلال وممارساته القمعية، وكذلك العقبات التي تضعها إسرائيل أمام إمكانية انطلاق عملية سياسية جادة وذات مصداقية وقادرة على تحقيق أهدافها في إنهاء الاحتلال وتحقيق السلام في المنطقة.

وقد أشاد رئيس البرلمان السيد يوكوميتشي، بجهود السلطة الوطنية واصراراها على استكمال بناء مؤسسات دولة فلسطين وبنيتها التحتية، وتقديم الخدمات لأبناء الشعب الفلسطيني رغم الظروف الصعبة جداً التي تعمل في إطارها، وقد أبدى المسئول الياباني اهتماماً بارزاً بخطة الحكومة الفلسطينية، وعبر عن دعم اليابان والبرلمان الياباني لها ولحق الشعب الفلسطيني في نيل حريته واستقلاله في دولة مستقلة.

واعتبر رئيس الوزراء أن إصرار إسرائيل على مواصلة سياستها الاستيطانية ومحاولاتها لتقويض جهود السلطة الوطنية الرامية لبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية يشكل تحدياً سافراً لإرادة المجتمع الدولي ومحاولاته الحثيثة لضمان إطلاق عملية سياسية جادة وقادرة على إنهاء الاحتلال، وأدان بشدة إقدام قوات الاحتلال على تدمير طريق الحرية في قراوة بني حسان وهدم بيوت المواطنين في قرية أبو العجاج في الأغوار، وتدمير بركسات ومسجد أهالي يزرا في منطقة طوباس.

وشدد على أن كل هذه الممارسات التي تترافق مع إطلاق يد المستوطنين في تخريب ممتلكات المواطنين ومصادر رزقهم، تستدعي من المجتمع الدولي التدخل بصورة فاعلة لوضع حد لهذه الانتهاكات الخطيرة لقواعد القانون الدولي، وما تعرضه من خطر لمستقبل حل الدولتين والسلام في المنطقة، وقال "آن الأوان لكي يتحمل المجتمع الدولي بنفسه مسؤولية توفير الحماية للشعب الفلسطيني ولعملية السلام، من خلال إلزام إسرائيل بالقانون الدولي، وضمان إنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من بناء مستقبله وتقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس على حدود عام 1967".

وتطرق رئيس الوزراء إلى ورقة الموقف التي أعلنتها وزارة الخارجية اليابانية يوم أمس، واعتبر أنها تشكل خطوة هامة نحو مزيد من تحديد مرتكزات العملية السياسية ومفهوم حل الدولتين على أساس الالتزام بحدود عام 1967، كأساس للحل ومكانة مدينة القدس الشرقية التي تعتبر جزءاً لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، وكونها العاصمة المستقبلية لدولة فلسطين التي يسعى الشعب الفلسطيني لإقامتها، ويأمل من المجتمع الدولي القيام بمسؤولياته الكاملة لإنهاء الاحتلال وتمكينه من العيش بحرية وكرامة في جولته المستقلة.

وأضاف فياض أن تحديد هذه المواقف يساهم في مزيد من حشد الموقف الدولي لإعادة المصداقية للعملية السياسية ومرجعيتها ويضع إسرائيل أمام مسؤولياتها في التقيد بقواعد هذه العملية وأسسها.

وكان رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض قد التقى صباح اليوم مع السيد تارو أسو رئيس الوزراء الياباني الأسبق، ووضعه في صورة التطورات السياسية في فلسطين والمنطقة والجهود المبذولة لتوفير عناصر النجاح للعملية السياسية ومتطلباتها من خلال إلزام إسرائيل بوقف الاستيطان وكافة انتهاكاتها ضد الشعب الفلسطيني سيما رفع الحصار عن قطاع غزة والتوقف عن محاولات تقويض الجهود التي تبذلها السلطة الوطنية لتنمية المجتمع الفلسطيني وبناء مؤسسات دولة فلسطين.

كما عقد رئيس الوزراء اجتماعاً هاماً مع السيدة أوغاتا رئيسة مؤسسة التنمية الدولية اليابانية (جايكا)، حيث شكرها على الدعم المتواصل الذي تقدمة جايكا، وأكد على أهمية الإسراع في بدء العمل لإقامة المنطقة الصناعية الزراعية في أريحا، وضرورة أن تشمل المشاريع التنموية قطاع غزة وخاصة في مجال إقامة وإنشاء المدارس نظرا للحاجة الملحة لذلك في قطاع غزة والذي حال الحصار الإسرائيلي دون تلبية الاجتياحات الماسة لأهلنا في القطاع في مختلف المجالات بما في ذلك في مجال البنية التحتية لقطاع التعليم.

وأكد رئيس الوزراء خلال اللقاء على ضرورة رفع الحصار عن القطاع لتمكين السلطة الوطنية من الوفاء باحتياجات شعبنا هناك والبدء في اعمار ما دمره العدوان.

كما استقبل رئيس الوزراء في مقر إقامته في العاصمة اليابانية طوكيو ميزوهو فوكوشيما رئيسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي والوفد المرافق لها وأطلعها على تطورات الأوضاع في الأرض الفلسطينية المحتلة، وعبر لها عن تقدير الشعب الفلسطيني للمواقف اليابانية الداعمة لحقوق شعبنا.

وألقى رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض في وقت لاحق محاضرة في معهد الشرق الأوسط بحضور عدد من السفراء والدبلوماسيين والأكاديميين والمختصين والصحافيين، قدم فيها شرحاً مفصلاً عن الأوضاع في فلسطين وخطة السلطة الوطنية وإصرارها على استكمال بناء مؤسسات دولة فلسطين والآليات التي تتابع تنفيذها وفقاً لوثيقة "موعد مع الحرية"، كما أطلع الحضور على الانتهاكات الإسرائيلية، والتي تعطل الجهود الدولية لإطلاق العملية السياسية ومتطلبات نجاح تلك العملية، وأشار إلى تعاظم الالتفاف الشعبي حول برنامج السلطة الوطنية وثقته من نجاح السلطة الوطنية في بناء مؤسسات الدولة، واستدرك قائلاً " السؤال الأساسي سيكون كيف سيتعامل المجتمع الدولي مع إسرائيل في حال واصراراها على منع العملية السياسية من تحقيق هدفها المركزي المتمثل في إنهاء الاحتلال".

وكان رئيس الوزراء وفي وقت لاحق من مساء أمس قد عقد اجتماعاً مفصلاً مع السفراء العرب المعتمدين في اليابان، وأطلعهم على الظروف التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وإصراره على نيل حريته واستقلاله، وضرورة إنهاء حالة الانقسام وإعادة الوحدة التي تمثل شرطاً أساسياً للنجاح في إقامة الدولة.

ويرافق رئيس الوزراء في زيارته الرسمية إلى اليابان وزير الخارجية د.رياض المالكي، ووزير التخطيط د.علي جرباوي، وجمال زقوت مستشار رئيس الوزراء، وعدداً من المسؤولين الرسميين، وسفير فلسطين لدى اليابان وليد صيام.