وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

300 إعلامي وأكاديمي يشاركون في مؤتمر أريج للصحافيين الاستقصائييين

نشر بتاريخ: 25/11/2010 ( آخر تحديث: 25/11/2010 الساعة: 18:58 )
رام الله - معا-اشار مركز اريج الى انه من المقرر ان يكتمل غدا ي الجمعة وصول زهاء 300 إعلامي وأكاديمي من 18 دولة عربية للمشاركة مساء في افتتاح أعمال مؤتمر أريج السنوي الثالث للصحافيين الاستقصائيين العرب، الذي سيشهد على مدى ثلاثة أيام مناقشات في العمق بهدف تعزيز هذا النمط من الإعلام باتجاه كشف التجاوزات وتحقيق العدالة المجتمعية.

يناقش المؤتمرون في فندق "اللاند مارك" سلسلة قضايا متصلة بثقافة الاستقصاء، من بينها إدخال منهجية أريج "إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية"، إلى كليات الإعلام العربية وتبادل خبرات وتجارب الرواد الأجانب مع نظرائهم العرب ممن اختاروا رفع لواء هذا الضرب من الإعلام لخدمة المجتمع وتفعيل مبدأ المراقبة والمساءلة.

يوم الجمعة، يتابع المشاركون ورشات عمل متخصصة حول استخدام الكمبيوتر في العمل الصحافي Computer Assisted Reporting (CAR)، وكيفية حماية الملفات.

ويعقد على هامش المؤتمر صباح الأحد اجتماعا تشاوريا بمشاركة نحو 30 أكاديميا من جامعات خاصة وعامة، ينوي بعضها إدخال دليل أريج إلى مناهج كليات الإعلام، بهدف نشر الصحافة الاستقصائية بين الطلاب الشباب – جيل المستقبل.

يحاضر في المؤتمر مخضرمون أجانب في هذا التخصص من الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، الدنمارك، السويد، رومانيا، مولدافيا، استراليا وجنوب أفريقيا.

من عناوين المؤتمر الأخرى آليات ترسيخ منهجية أريج ونشر أدواتها، لاستكمال انتشار الشبكة التي تضم كوكبة من الإعلاميين في ثماني دول عربية؛ الأردن، سورية، مصر، لبنان، فلسطين، العراق، البحرين واليمن- على أن تتوسع مستقبلا لتضم إعلاميين من المغرب، الجزائر وتونس.

في ختام هذه الفعالية الاستثنائية، التي تعقد في نسختها الثالثة بدعم من وكالة التعاون الدولي السويدية (SIDA)، سيوزع رئيس مجلس الأعيان طاهر المصري جوائز عن أفضل تحقيقات استقصائية نشرت 2010؛ جائزة "أريج-سيمور هيرش"، نسبة إلى رائد صحافة الاستقصاء الأمريكي الذي كشف تجاوزات جيش بلاده في فيتنام والعراق. تمنح هذه الجائزة بالتعاون مع المركز الدولي للصحافيين (ICFJ).

سفيرة السويد في عمان تشارلوتا سبار توقعت أن يساهم هذا المؤتمر في "رفع معايير الصحافة في المنطقة وتبادل الخبرات والتجارب بين الصحافيين العرب ونظرائهم في مناطق أخرى في العالم، فضلا عن تعزيز التشبيك الاحترافي بين الإعلاميين في دول المنطقة". كما أعربت سبار عن الأمل في أن يطوّر المؤتمرون آليات المشاركين لتغطية القضايا الحسّاسة، التي يلتصق بعضها بالفقر".

وأشادت بجيل جديد من "الإعلاميين الشجعان الذين يسعون لتوثيق قضايا مهمة في مجتمعاتهم، في منطقة تشتهر بمحدودية حرية التعبير وتراجع حرية الإعلام".

كما عددت أهداف إستراتيجية السويد في دعم دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (2010-2015) في إطار "ترسيخ تنمية مستدامة بما يحسن ظروف إحلال السلام، الاستقرار والحرية". وأكدت أن السويد "في سعيها للمساهمة في تعزيز الحاكمية الديمقراطية (..) تولي اهتماما خاصا لمبادرات صوب إعلام مستقل وأنماط جديدة من الصحافة والاتصال فضلا عن إصلاحات تستهدف تعميق مبدأ المحاسبة، الشفافية واحترام حقوق الإنسان".

رئيس مجلس إدارة أريج داود كتّاب قال إن مؤتمرها الثالث يعقد "وسط مناخ إعلامي لم يتحسن في السنة الأخيرة رغم وجود مساعي شكلية لدى الحكومات والتجمعات الإعلامية". ومضى إلى القول: "رغم التطور الهائل بسبب ثورة المعلومات والتكنولوجيا، إلا أننا العرب لم نسجل تقدما ملموسا في البنى التحتية الإعلامية ولا في مجال القوى البشرية".

مديرة أريج التنفيذية رنا الصباغ أشارت إلى "تميز" المؤتمر الثالث على قاعدة "تخطي الحواجز بحثا عن الحقيقة" لعدة أٍسباب؛ "وجود ثلاثة متحدثين رئيسيين يشكلون مرجعيات إعلامية ونماذج قدوة للعديد من الصحافيين في العالم، مدربين عربا وأجانب متميزين في عالم الاستقصاء. والأهم، سيعرض زملاؤنا ممن عملوا تحت مظلة الشبكة آلية عملهم في إنجاز تحقيقات استقصائية احترافية في العمق كشفت تجاوزات وهدر مال عام وساهمت في تشجيع المتسببين على إصلاح الأوضاع وتعزيز العدالة المجتمعية". كذلك "يشاركنا 33 عميد كلية إعلام وأستاذ متخصص في شؤون الصحافة والاتصال في 18 جامعة عامة وخاصة في العالم العربي، بهدف بحث إدخال دليل أريج إلى المساقات الجامعية ضمن استراتيجية أريج لتعزيز ثقافة الاستقصاء أفقيا وعاموديا في المنطقة خلال السنوات الثلاث القادمة".

وأعربت مديرة الشبكة عن "شكر الحكومة الأردنية على تسهيل مهمة عقد المؤتمر من خلال إصدار التأشيرات والموافقات الأخرى. إذ أصبح هذا الحدث السنوي مرتبطا باسم الأردن وساهم في وضع جيل جديد من الصحافيين الاستقصائيين العرب على خارطة الشبكات الإعلامية الدولية، بوجود ملتقي سنوي للزملاء العرب أسوة بنظرائهم في أمريكا، أوروبا، آسيا وإفريقيا.

تتمحور الندوات يومي السبت والأحد حول دور الصحافة الاستقصائية في تحقيق العدالة المجتمعية وحق الوصول إلى المعلومة في الأقطار العربية، حيث تبتعد غالبية غرف التحرير حتى الآن عن نشر مفاهيم التحقيقات المعمّقة بسبب حواجز سياسية وقانونية، فضلا عن محاذير مجتمعية وعقائدية.

يتخلل المؤتمر جلسات عمل مكثفة ومحاضرات علمية مبنية على خبرات تراكمية لعشرة من كبار الأسماء المتخصصة في الصحافة الاستقصائية، من بينهم الناشر ورئيس التحرير المخضرم هشام قاسم، الذي يعمل على تأسيس أول يومية مصرية تعتمد الصحافة الاستقصائية أساسا، ويسري فوده معد ومقدم برنامج "آخر كلام" على فضائية "اون تي في" في القاهرة. فودة، نائب رئيس مجلس إدارة "أريج"، كان أعد وقدّم برنامج "سري للغاية" على مدى عشر سنوات عبر قناة الجزيرة الفضائية قبل أن يستقيل منها عام 2009.

كذلك يشارك في المؤتمر الأمريكيان درو سوليفان، الذي عمل على مدى عشر سنوات على مأسسة الصحافة الاستقصائية في أوروبا الشرقية والدكتور مارك هنتر، أستاذ في جامعة "باريس 2" وكلية الأنسياد العريقة ومؤلف دليل أريج الرئيس "على درب الحقيقة". ويحاضر أيضا أحد أقطاب أل "بي.بي.سي" السابقين تيم سباستيان، الذي سيتحدث عن تقنيات التحضير للمقابلات الحرجة، هذا إلى جانب صحافيين حائزين على جوائز تميز دولية مثل بول رادو (رومانيا) مؤلف أول دليل تدريبي الكتروني لتعقب الفساد المالي والاقتصادي، جستن انشتاين (جنوب أفريقيا)، فريدريك لورين ولينا مقبول (السويد)، ميكي ميستراتي (الدنمارك) ودومترو لازور (مولدافيا).


منذ انطلاقها قبل خمس سنوات بدعم مؤسسات دانماركية، أوروبية وعربية، دربت "أريج" أكثر من 300 صحافي على كتابة تحقيقات استقصائية بمنهجية متطورة تعتمد الاحترافية، الحيدة والتوازن، كما نشرت زهاء 100 تحقيق أحدث تغييرات إيجابية في دول عربية من مصر إلى البحرين ومن العراق إلى اليمن.

مجلس إدارة الشبكة اختار الأردن لاستضافة المؤتمر للسنة الثالثة على التوالي لأن المملكة الدولة العربية الوحيدة التي سنّت قانونا يضمن حق الحصول على المعلومات. ويناقش البرلمان اليمني حاليا مشروع قانون مماثل.