وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مركز ابو جهاد: اعداد موسوعة شاملة لكل مناحي حياة عمداء الاسرى

نشر بتاريخ: 27/11/2010 ( آخر تحديث: 27/11/2010 الساعة: 14:28 )
القدي- معا- اشار فهد ابو الحاج مدير عام مركز "ابو جهاد" لشؤون الحركة الاسيرة في جامعة القدس- ابو ديس اليوم السبت، الى اهمية ان يسار الى توثيق كل ما يتعلق بالحركة النضالية الفلسطينية بالشكل العام، ونضال الحركة الاسيرة بالشكل الخاص، لما لذلك من الاثر في بقاء سير المناضلين محفوظة في ذاكرة كل الاجيال الفلسطينية القادمة، وحماية لبعض محطات الثورة الفلسطينية، من التظليل الذي قد يلحقها من هذا الطرف او ذاك.

واوضح ابو الحاج ان مركز ابو جهاد اخذ على عاتقه ومنذ ثلاثة عشر عاما الى جمع ما امكن من تراث الاسرى الادبي والفني، ولم يتوقف عطاءه عند هذا الحد، بل يواضب على الدوام على تنويع انشطته وفعالياته من اقامة المعارض محليا ودوليا، الى الانشطة الاعلامية المختلفة، واخيرا سعيه لاعداد موسوعة فلسطينية، تحفظ تراث ونضال الاسرى القدامى.

ولفت ابو الحاج ان اعداد هذه الموسوعة يجعل من التطرق الى قضاياهم بمثابة طرق ابواب الصمت على استمرار اعتقالهم، ومطالبة كل المؤسسات الدولية بالتحرك من اجل اطلاق سراحهم وانهاء معاناتهم، كما يخدم في اظهار وجه الاحتلال الاسرائيلي، الذي لا يزال يؤمن ويطبق العقوبات بحق الشعب الفلسطيني.

كل ذلك جاء في سياق استمرار مركز ابو جهاد لجمع تراثهم النضالي، وتصوير معاناتهم، حتى تبقى محفورة في الذاكرة الفلسطينية.

ويخص ابو الحاج كلامه عن ثلاثة من المناضلين ،مبرزا اهم محطاتهم النضالية.

الاسير سامر المحروم

سامر عصام سالم المحروم من مواليد 24-4-1966 في مدينة جنين، وفيها تلقى مراحل تعليمه الابتدائية والاعدادية والثانوية، حيث درس المرحلة الابتدائية في مدرسة "جنين الابتدائية للبنين"، واكمل دراسته في مدرسة "عز الدين القسام" الاعدادية، وانهى دراسته الثانوية في مدرسة "حيفا" الثانوية للبنين في العام 1985، ومن ثم اكمل دراسته في كلية المجتمع العربي في الاردن في تخصص العلوم المالية والمصرفية، وعند انهائه للسنة الاولى من دراسته عاد الى جنين، ليتم تكليفه بمهمة نضالية.

وكان سامر يتصف بالمحبة لاسرته وبالذات لوالدته، وبشكل عام كان شديد الانفعال والتأثر من اي مظلمة تقع بحق اي شخص كان، بالاضافة الى كونه نشيطا وفاعلا في كل النشاطات والفعاليات التي كانت تجري بالمحافظة، وعلى اثر نشاطه هذا تم اعتقاله في عام 1982 وهو لا يزال بالمدرسة، ونقل الى سجن الفارعة والذي كان يعرف لدى الفلسطينين في تلك المرحلة بوصف "المسلخ"، واستمر التحقيق معه لمدة 17 يوما متواصلة، ونتيجة لصمودة وعدم ادلائه باي اعتراف او معلومة، فقد اطلق سراحه ليكمل دراسته ويعود الى ابناء شعبه.

كان سامر من النشيطين في لجنة العمل التطوعي، وهو ايضا من المؤسسين لها في محافظة جنين، وهو من الذين يتصفوا بالجرأة سواءا في طرح مواقفه والدفاع عنها، ام جرئته في الصدامات مع قوات الاحتلال الذين لم يخشاهم يوما.

بتاريخ 15-11-1986، توجه مع رفاقه حمزه وعمر النايف الى القدس، وكانت في تلك الاثناء تدور ما اصطلح على تسميتها "بحرب السكاكين"، نسبة الى ادوات النضال في تلك الفترة، وكان هدفهم المستوطن "الياهو عوفادي" الذي كان احد زعماء المركز الديني "شفو بنيم" اي ارجعوا ايها الابناء، وكان يحوي هذا المركز ثلة من العالم السفلي من المجرمين الذين يقومون باعمال "ارهابية" بحق سكان مدينة القدس من الفلسطينين، وتم قتله في العملية التي قادها سامر ورفاقه، وتمت مطاردتهم من قبل الشرطة الاسرائيلية بعد اصابة حمزة اصابة بالغة، ولجأوا لساحة كنيسة القيامة، التي تزامن وجود عدد من السياح الاجانب فيها، الذين بدورهم التقطوا العديد من الصور لعملية المطاردة، وهو الشيء الذي حافظ على حياة سامر ورفاقه، بعد ان كانت النية تتجه الى اعتقالهم ومن ثم تصفيتهم، مما يعزز هذه الشكوك هو تستر قوات الاحتلال عليهم لمدة 3 ايام الى ان تم الاعلان عن اسمائهم.

وتعد جلسة محاكمة سامر ورفاقة من اقصر جلسات المحاكم وقتا، حيث لم تستمر الا لما يقارب العشرة دقائق فقط، والتي طالب فيها القضاة باعدام اعضاء المجموعة باكمله ، الا ان طلبهم رفض من قبل رئيس المحكمة وايضا نتيجة لدفاع المحامية الاسرائيلية "ليئا تسيمل" تم الحكم عليهم بالسجن مدى الحياة.

واضب كلا والديه على زيارته، اما شقيقه سالم فقد تم اعتقاله في العام 1987، والتقى سامر بشقيقه سالم بالعام 1989 بغرفة الزيارة، ولم يكن كلاهما يعرف بوجود الاخر بالغرفة، وعندما رؤوا بعضهم، نسوا تواجد والديهما بالزيارة واخذهم الحديث لطيلة الوقت.

وافرج عن شقيقه في العام 1991، وعلى اثرها منع من الزيارة، وتمكن من زيارته في العام 1995، وبعدها غاب اللقاء عن شقيقه لمدة 15 عاما الى ان تمكن من الزيارة في عام 2009.

في سنوات سجنه، تعلم سامر اللغة العبرية ،كما حصل للمرة الثانية على شهادة الثانوية العامة الا انه لم يتمكن من اكمال دراسته، ويمتاز سامر بحبه للثقافة والاطلاع والمعرفة، ويتمتع بصحة جيدة وذلك لان معنوياته تبقى عالية على الدوام، وايضا لمواضبته على لعب الرياضة، ويؤكد على الدوام في كل رسائله على ان عودته قريبه، ويمازح امه بمطالبتها باحضار العروس والاستعداد للزواج والفرح، ويوصي امه واشقائه على ضرورة ان تمتاز الزيارة بالبهجة والسرور.

ويعد سامر من قيادات الحركة الاسيرة وعلاقاته ممتازة مع الجميع وذلك لتمتعه بالايجابيات العديدة ،وقد اصدر كتابين الاول بعنوان "دائرة الالام" ويتحدث به عن تجربة الاعتقال، والقدر الهائل من التضحيات التي يكابدها الاسرى خلال سنين اعتقالهم، وكتاب اخر لم ينشر بعد، ويصف به الارتباط الذهني من قبل الاسير ما بين المحيط الخارجي وتجربته الاعتقاليه، والاثر الكبير لهذا الارتباط فيما يخص تاقلم الاسير مع المحيط ما بعد نيله للحرية، ويظهر بهذا الكتاب الفرق ما بين التجربة الاعتقالية سابقا، وما جرى عليها من تغيير في هذه الاونة.

وعبر شقيقه سالم عن امله من ان تلتام القيادة السياسية الفلسطينية، وان يغلبوا المصلحة الوطنية، وذلك لان بوحدتهم فقط يستطيعون اطلاق سراح الاسرى او على الاقل الحفاظ على مضامين نضالهم.

ووجه سالم رسالة الى شقيقه سامر بسجنه قائلا "كما هي معنوياتك عالية، ايضا معنوياتنا عالية، وان تأخر وجودك بالاسر ليس الا بسبب بعض التقصير الذي بدر من المسؤولين الفلسطينين، كما ان كل الاسرى بداخل السجون يهمنا امرهم وحريتهم".

الاسير يحيى ابراهيم حسن السنوار

هو من مواليد العام 1962 في خان يونس والتي هاجر اهله اليها من بلدهم الاصلي المجدل "عسقلان" حاصل على بكالوريوس لغة عربية, اعتقل اول مرة 1982 بعد اسابيع اعتقل مرة اخرى وحكم 6 اشهر اداري واعتقل اداري في 20/1/1988 ثم انتقل للتحقيق 1989 وحكم 4 مرات مدى الحياة ،وقد حاول الهروب من السجن مرتين في سجن عسقلان وسجن الرملة.

الاسير يحيى السنوار انعم الله عليه بالذكاء وحفاصة الرؤيا والفهم العميق لعزة الوطن ،وتدرج في تحصيله العلمي، من المرحلة الاساسية بداية مرورا بمرحلة الاعدادية صعوداً الى الثانوية والجامعة حيث تبلورت شخصيته ليصبح قائدا بالحركة الطلابية, ومقدام بالمواجهات حيث شكل قدوة للعيان من اقرانه في هذ المجال.

كان من اهم ميزاته انه يستوعب الايجابي من تجربة من سبقوه في النضال وعلى راسهم شيخهم وشيخ الشهداء "احمد ياسين", هذا بالاضافة الى استخلاصه للعبر من الازمات التي يمر بها في سنوات وجوده على مقعد الدراسة في الجامعة الاسلامية وهو ما اهله لان يكون احد قياديي الطلبة, طلبة الجامعة الاسلامية, التي انطلق منها للنضال الجماهيري وتفجرت شرارة المواجهات الجماهيرية او الطلابية ضد جيش الاحتلال الاسرائيلي, وامتدت فيما بعد لتعم قطاع غزه كله، الا ان تكلل ذلك باستعادة شرارة الانتفاضة الاولى.

لقد كان يحيى من بين المبادرين الى حمل هذه القفزة النضالية على اكتافهم والمتحدين الذين قاموا بالمواجهات سواءا في خان يونس ومخيماتها وقراها, او على ساحات المواجهة في قطاع غزة, وعلى رأسها ساحة الجامعة الاسلامية، الى ان جرى اعتقاله وتحويله الى الحجز الاداري من هناك الى المحاكمة امام محاكم الاحتلال والحكم عليه بمدى الحياة مرات عديدة, وفي تلك الاثناء كان يعمل على بث روح الكبرياء بمن كان معه من الاسرى بتذكيرهم بقول الشاعر " واتى الاسير يجر تقل حبيبه اسدٌ يجرجر حيةً رقطاء".

لم يستكن يحيى في السجن بل استمر في ممارسة دور التحريض ضد الاحتلال, واهتم بتوجيه نشاطاته الى دماء الانسان الاسير, الدماء الذي يخلق لديه اسس الصمود في مواجهة عدائية بيئة السجن وهو ما دفع ادارة قمع السجون من اختياره من بين اخوة اخرين لعزلهم في عزل سجن الرملة هذا القسم الذي حاول فيه افراد طاقم الهندسة البشرية الى جعله كابوساً رهيباً على الاسير ينغص عليه عيشه على طريق ترويضه.

لقد كان قسم العزل قبواً تحت الارض تمر عبر سقفه انابيب المجاري التي تضخ مافيها من روائح كريهة, وزنازينهم متراصة, قتحت باب الواحدة منها قريبة من اسفل الباب يقذف منها الطعام للاسير, ومن طقوس هذا القسم الاذلالية اي على الاسير ان يكون جالساً القرفصاء وماداً يديه حال فتح السجان لهذه الطاقة, ماداً يديه ليكبلهما السجان ليسمح له بعد فتح باب الزنزانة بالخروج الى ساعة النزهة اليومية.

من المحظور على الاسرى ومن بينهم يحيى ان لايكون جاهزاً لحظة فتح الطاقة وماداً يديه خارجها والا فان السجان يعيد اغلاقها ويحرم الاسير من الخروج الى الشمس هذه الساعة اليتيمة.

لقد خاض يحيى الاضراب عن الطعام تلو الاضراب, هو والاسرى في هذا العزل بغية الضغط على ادارة القمع باعادتهم الى السجون، اما الهدف الثاني فهو سعي الاسرى لتحسين ظروف العزل الرهيب الذي يقاسون فيه الامرين.

ويحتملونه مرغمين لقد كان يحيى يضطر الى المواجهة حين يحاول السجانون فك الاضراب بالقوة والاعتداء على الاسرى بالغاز والهروات وفي احدى هذه المواجهات كان يحيى في خضم مواجهاته يدافع عن نفسه بيديه الا من ايمان بالله كان يتعرض بالضرب بالهروات وقد تحدث: كنت لا اشعر بالدماء التي تغمر وجهي فقد كنت اكرر التكبير والصراخ "ان مت فمت وقوفاً كالاشجار" ويضيف حتى الممرض استغرب وضعه كجريح" وانا لا ابحث عن علاج كنت لا اشعر بالجراح فقد كان تركيزي بالمواجهة مواجهة شروط العزل وقسوة السجان الاسرائيلي.

الاسير وليد دقة

وهو من مواليد باقة الغربية عام 1961، وقد انضم وعددا من شباب الداخل الفسطيني وتم تنظيمه في مجموعة عسكرية، وفي العام 1984 تم فرزه واخرون غيره لتولي تدريبات عسكرية وأمنيه ليقوموا لاحقاً بتشكيل ومتابعة جهاز عسكري يعمل داخل اراضي الـ 48.

وكان يراس هذا الجهاز الشهيد إبراهيم الراعي الذي اعتقل وتمت تصفيته جسدياً في سجن الرملة وقد أدعت إدارة السجون بأنه قام بالانتحار، وبعد ان تم اختيار الاسير دقة للانضمام لهذه المجموعة، تقرر تسفيره واثنين اخرين بجوازات مزوره إلى سوريا، وهناك اجريت لهم التدريبات الكثيفة والشاقة في احدى معسكرات الجبهة الشعبية .

وبعد ان انهى تدريباته في سوريا، تم تحديد مهماته ورفاقه بالمجموعة، وهي جمع المعلومات عن قيادة العدو العسكرية والسياسية وبالذات الذين كان لهم باع طويل في مجازر لبنان، ومن ثم التحضير للقيام بعمليات عسكرية تهدف الى تصفية هؤلاء القادة، والسعي قدر الامكان الى اختطاف عسكريين لمبادلتهم باسرى فلسطينين وعرب مختطفين بالسجون الاسرائيلية، وقام والمجموعة التي معه ما يقارب السنتين إلى أن تم القاء القبض عليه واعتقاله عام 1986، ووجهت له تهم خطف وقتل جندي إسرائيلي ومحاكمته بالسجن المؤبد حيث أمضى حتى الآن ما يقارب الخمسة وعشرين عاما.

كانت والدته وعند اي مقابلة صحفية، تظل تسال الصحافيين وتحاول ان تجمع الكم الاكبر من المعلومات، عن صفقة التبادل وتحاول ان تتعلق ببصيص امل ورغم انها غير ممنوعة من زيارته وتواضب على زيارته منذ عقود، ولكنها تعرف ان النظر اليه من داخل السجن يحطم فؤادها اكثر.

فهي عندما اعتقل نجلها، كانت في أواسط عمرها، وكان وليد شابا يافعا، ومضى الوقت الذي ظل فيه وليد شامخا داخل السجون، وظلت فيه والدته تغذي سنين عمرها بالامل برؤيته واحتضانه في بيتها،وكل ما تخشاه والدة الاسير دقة، ان تعرف اليأس من طول الانتظار والذي يكون في اغلب الاحيان بلا فهم لما الانتظار.

وتتمنى والدته بان تشمل صفقة التبادل ابنها وكافة أسرى الـ 48 الذين يرفض الاحتلال إدراج أسمائهم ضمن الصفقة بحجة أنهم مواطنين يحملون الهوية الإسرائيلية، وتتساءل بحزن ( هل سيأتي اليوم الذي أضم فيه وليد إلى صدري قبل أن أموت بعد هذه السنوات الطويلة، أم سأحرم من هذه اللحظة كما حرم منها والده الذي رحل عن الدنيا دون أن يتمكن من إلقاء نظره على ابنه).

ويعتبر الأسير دقه من قادة الحركة الأسيرة، وقد نال درجة الماجستير في العلوم السياسية من الجامعة العبرية المفتوحة محاولا استغلال سنوات اعتقاله الطويلة وايضا تلبيتا لطموحه باكمال تعليمه، ويتعرض الأسير دقةعلى الدوام للنقل بين السجون، حيث يتعمد الاحتلال عقابه بنقله من سجن إلى أخر كل عدة شهور، كما تعاقبه ادارة السجون على الدوام بمنعه من الاختلاء بزوجته، حيث انه تزوج وهو بالسجن في عام 1999، من احدى ناشطات حقوق الانسان، وقد تقدم بعدة طلبات للمحاكم الاسرائيلية من اجل ذلك الا ان طلبه رفض ايضا.

ويعلق الاسير دقة في رسالة بعث بها في ذكرى مرور عشرين عاما على اعتقاله ،على تجربته الاعتقالية، بكل ما لها او عليها من معاني، ويصف في اجزاء من رسالته حجم الظلم الذي يلحق الاسير، اذا ما قيس بكل ما يفوته خارج السجن.

فهو يقول بالرسالة "اليوم الخامس والعشرون من آذار، هو يومي الأول في عامي العشرين من الأسر، واليوم هو يوم ميلاد أحد الرفاق الشباب الذي يكتمل به عامه العشرون من عمره، وقد ذكرتني هذه «المناسبة».. تاريخ اعتقالي.. وميلاد الرفيق، ذكراني بالسؤال بيني وبين نفسي كم عُمر لينا اليوم التي أصبحت أمًا لطفلين..؟ وكم عمر نجلاء أمًا لثلاثة وحنين أمًا لطفلة وعبيدة الذي سافر للدراسة في أمريكا دون أن أودعه وهو يودع آخر أيام مراهقته، كم عمر أبناء إخوتي وأخواتي الذين تركتهم أطفالاً يوم اعتقلت، أو ولدوا بعد اعتقالي بسنوات، كم عمر إخوتي «الأطفال» الذين أصبحوا متزوجين وآباء لأطفال؟.

ويتابع ذاكرا مدى المه والم والدته بالقول "لم أسأل من قبل، لم يكن يهمني الزمن وكم يمر منه بالمعنى الواسع لمفهوم الزمان بقدر ما كان يهمني كدقائق تمر بسرعة أثناء زيارة الأهل القصيرة التي لا تكفي لأن أطرح عليهم كل ما سجلته على كف يدي من ملاحظات ومهام تحتاج سناء جهدًا خاصًا، ليس لتنفيذها فحسب وإنما لتتذكرها، حيث يمنع منا إستخدام القلم والورقة أثناء الزيارات فتبقى الذاكرة وسيلتنا الوحيدة لنتذكر، فأنسى أن أتأمل الخطوط التي بدأت تحفر وجه أمي منذ سنوات، وأنسى أن أتأمل شعرها الذي بدأت تصبغه بالحناء لتخفي الشيب عني حتى لا أسألها عن عمرها الحقيقي.

عمرها الحقيقي..؟ أنا لا أعرف عمر أمي الحقيقي... لأمي عمران، عمرها الزماني الذي لا أعرفه، وعمرها الاعتقالي أو قل عمرها في الزمن الموازي هو تسعة عشر عامًا.

ويذكر ان وفد اكاديمي نيوزلندي زار المتحف، وكان باستقبال الوفد ا فهد ابو الحاج وطاقم المتحف، والذي رحب بزيارتهم مؤكدا اهمية ان يسار الى جعل متحف ابو جهاد محطة اولى للزيارة في الاراضي الفلسطينية، ولذلك لما يحمله من قيمة هامة تسهم في تعزيز الفهم حول طبيعة الصراع.

وركز ابو الحاج حديثه اثناء جولة الوفد على استمرار معاناة الاسيرات واللاتي لا يزال 35 منهن يقبعن داخل السجون،من جانبهم عبر اعضاء الوفد عن تضامنهم مع نضال الشعب الفلسطيني وحركته الاسيرة، ومتمنين ان تعرف معاناتهم النهاية باطلاق سراخهم.