|
حماس في المنازل- سعي لرفع الشعبية أم تواصل ومودة؟
نشر بتاريخ: 30/11/2010 ( آخر تحديث: 30/11/2010 الساعة: 17:05 )
غزة- تقرير معا- أثارت "حملات التواصل والمودة" مع الجماهير التي تقوم بها حركة حماس في قطاع غزة، والمتمثلة بزيارات لمنازل المواطنين الغزيين، جدلا حول المغزى الحقيقي لهذه الخطوة التي انخرطت قيادة حماس في تنفيذها بحماسة عالية، فبينما رأى البعض أن الحركة تسعى لاستعادة شعبيتها "التي تراجعت وفق مؤشرات استطلاع الرأي"، رأت حماس ومقربوها أن الهدف لا يتعدى التواصل والمودة مع المواطنين.
وتزامنت هذه الحملات مع ما نشرته صحيفة "الأهرام" المصرية، وقالت خلاله إن حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة أمرت بعدم نشر نتائج استطلاع للرأي العام في القطاع بعد أن كشف عن تراجع شعبيتها إلى حد كبير علاوة على تدني نسبة رضاء سكان غزة عن اداء اجهزة الأمن التابعة لها وكذلك الوزارات والهيئات التي تديرها. الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، رأى أن شعبية حماس والحكومة المقالة تأثرت سلبا وتراجعت شعبيتها في قطاع غزة نتيجة جملة من العوامل، أبرزها حالة الانقسام وتعثر المصالحة، وموضوعات لها علاقة بالحريات جعلت علاقتها غير جيدة وسلبية مع الناس. وأعتبر عوكل في حديث لـ "معا" أن زيارات المنازل من قبل قادة حماس إشارات غير كافية لتعديل صورتها وصورة حكومتها، مرتئيا أن الحركة تحتاج إلى ما هو أبعد من ذلك لتغيّر نظرة المواطنين والفصائل ومؤسسات المجمع المدني. وبحسب عوكل فإن حماس بحاجة إلى مبادرات أكثر تواصلا مع الجمهور وتغيير بعض السلوكيات، وأن تزيد من اهتمامها بهموم ومشاكل الناس حتى تتحسن العلاقة بين حماس والمواطنين. من جهته رأى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف المقرب من حماس، أن الحركة تتمتع بشعبية كبيرة بين المواطنين في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقال الصواف لـ "معا": "أن الكلام القديم الجديد بحاحة إلى ما يصدقه، وأن الذي يصدقه هو صندوق الاقتراع الغائب، وأن التخمينات عن تراجع شعبية حماس غير دقيقة وبحاجة إلى مراجعة". وتابع الصواف، "أن هذا يرجعنا إلى ما قبل انتخابات عام 2006، حيث أكدت غالبية الاستطلاعات تراجع شعبية حماس، وانها ستحصل على 30% من الأصوات في الانتخابات التشريعية، لكن النتيجة كانت بالعكس حيث أصبحت حماس هي القوة الأولى في الانتخابات وحصلت على 60% من انتخابات2006". أيمن طه القيادي في حركة حماس، قال في حديث لـ"معا": "إن شعبية الحركة لم تتأثر سلبا في قطاع غزة"، مؤكدا "أن ما تقوم به الحركة من حملات وزيارات ليس لها علاقة بشعبية الحركة وإنما للتواصل مع كافة شرائح المجتمع". ومن الأسباب التي يرى أيمن طه، أنها تزيد من شعبية حركته ما تقوم به أجهزة الأمن الفلسطينية في الضفة الغربية من ممارسات ضد عناصر وأنصار حماس، خاصة على صعيد حظر نشاطات الحركة بمختلف انواعها. يشار إلى أن حركة حماس، أعلنت عن انطلاق الحملة الرابعة من "تواصل مودة"، وذلك من منزل رئيس وزراء الحكومة المقالة إسماعيل هنية في الثامن من تشرين الثاني- نوفمبر الجاري، واستمرت 10 أيام، وتتضمن زيارة قرابة (300) الف منزل في القطاع، فيما تقوم الحركة في هذه الأيام بحملة "حج مبرور" لزيارة حجاج بيت الله الحرام. |