وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

صهيب وسلوى كيف سيتزوجان.. ولماذا تحفهما الاحزان؟

نشر بتاريخ: 02/12/2010 ( آخر تحديث: 14/12/2010 الساعة: 11:10 )
بيت لحم- معا- الفرحة في فلسطين لا تكتمل، ويعيش ابناء هذا الوطن بين امل والم، امل بالمستقبل المقبل، والم بما يتركه الاحتلال في النفوس واصعب ما يكون المرء عليه ان لا تكتمل فرحته بمناسبة عزيزة عليه "لربما هي الفرحة الاكبر" لا لشيء سوى انه فلسطيني. هذا هو حال الشاب صائب طه الوحش وحال خطيبته سلوى عبيات التي ستكون زوجة له يوم غد الجمعة.

شاءت الاقدار ان تدفع صائب للتعرف بسلوى ليكونا زوجين، ولربما هي صدفة الاقدار ايضا ان يشترك صهيب وسلوى بالامل والالم، فوالداهما يقبعان في سجون الاحتلال منذ سنوات ولن يحضرا حفل زفاف ابنيهما.

وان شئت المزيد فها هي الحكاية من البداية، صهيب طه الوحش "20 عاما" من مواليد بلدة زعترة شرقي مدينة بيت لحم ولد وترعرع في بلدته بلغ سن الخامسة برعاية ابوية منقطعة النظير، الاب يعمل بكل جهد وبلا كلل او ملل ليوفر لولده وفلذة كبده حياة كريمة هادئة وامنه، لكن الاحتلال لم يعطي صهيب المزيد من الوقت لينعم برعاية والده الذي كان على موعد مع الاعتقال في سجون الاحتلال، فتولت رعاية الابن منذ ذلك الوقت، ام صهيب التي تجرعت مرارة اعتقال الاب وتحمل مسؤولية البيت، ومع مرور سنوات من المعاناة كانت فرحتها كبيرة لاستطاعتها ان تعوض ابنها بعضا من حنان الاب ورعايته لافتقاده منذ الصغر لوالده، حتى صار منه رجلا يعتد.

كبر صهيب وتحمل المسؤولية ليخفف بعضا من معاناة الام، مرت عليه السنوات وبلغ العشرين ومرت عليه الكثير من المناسبات والاعياد لكنها جميعها كانت تفتقد لوجود الاب الذي لا يغني عن وجوده بالعائلة اي شيء، قبل سنوات كان والد صهيب طه الوحش على موعد مع محمكة عسكرية اسرائيلية حكمت عليه بالسجن الفعلي لمدة 15 عاما، مضى منها ما مضى وزيارات صهيب له لم تتعدى السويعات، في ظل هذا تحمل صهيب مسؤولية رعاية البيت وقبل نحو شهرين اجتمع بسلوى "خطيبته" فقرر الارتباط بها، والتي ستكون زوجتة له يوم غد، ولربما هي ذات الاقدار جمعت سلوى بصهيب للارتباط والتي هي الاخرى والدها اسير في سجون الاحتلال، وكأن الاقدار تقول "إن ابناء الاسرى يجتمعون في الخارج والاباء يلتقون بداخل السجون" وكانها معادلة لا تجد لها اي تفسير الا بفلسطين.

سلوى اياد موسى سالم عبيات، 18 عاما خطيبة صهيب قررت هي الاخرى الارتباط بصهيب وهي تشبهه الى حد كبير بقصتها، اذا اعتقل والدها قبل سبع سنوات من منزله الكائن ببلدة العبيات قضاء بيت لحم امام عينيها وهي تصرخ وتقول للجنود اتركوا لي ابي فاني بحاجة اليه، ولم تشفع لها دمعاتها الغزيرة، ومنذ ذلك الوقت ووالدها يحضر امام المحاكم الاسرائيلية للتداول في قضيته حيث تطالب المحكمة بسجنه لمدة تصل لـ 3 مؤبدات والحكم النهائي سنطق به بتاريخ 12/12/2010.

وكالة "معا" الاخبارية اتصلت بصهيب الذي بدوره روى لها تفاصيل قصته كما عرضت اعلاه وقال: "إن زواجي سيكون يوم غد، وانا وخطيبتي نتشارك فيما بيننا القدر ذاته، فولدي اسير ووالدها هو اسير، حتى انني تعجلت بالعرس لاسبق جلسة الحكم النهائية على والد خطيبتي لنجد انا وهي القليل من الفرح الذي يريد الاحتلال ان يسلبنا اياه".

واضاف قائلا: "كنت اتمنى في يوم زفافي ان يكون والدي معي لشاركني انا والاهل هذه الفرحة التي اليوم هي ناقصة لان والدي يقضي حكما بالاسر لدى الاحتلال ولن يكون بيننا ليشاركنا هذا اليوم لذلك فرحتي ناقصة ولن تكتمل ابدا الا بالافراج عن ابي وان يكون حاضرا بيننا بكل مناسبة وهذا الشعور يسبب لي الالم لان اليوم الذي كانت العائلة تنتظر فيه والدي ليكون معنا ويشاركنا فرحتنا جاء ووالدي لا يزال في سجون الاحتلال لكن رغم ذلك لا بد للانسان الفلسطيني ان يمضي في حياته ويحاول الفرح رغم القهر ورغم السجن والسجان رغم محاولة اسرائيل سلبنا هذه الفرحة.

واشار الى ان والد خطيبته ينتظره الحكم "الؤبد" قائلا: "هذا ايضا اثر على نفسيتي واثر على خطيبتي التي اليوم لا يفارقها الحزن ولا تكاد تتوقف الدموع من عينيها حتى تنهمر مرة اخرى، لانها ستتزوج ووالدها كذلك لن يشاركها هذه الفرحة التي تنتظرها اي فتاة في العالم فكيف تكون فرحة لا يكون الاب حاضرا فيها".

ووجه صهيب وخطيبته من خلال وكالة "معا" الاخبارية رسالة قالا فيها: "في يوم فرحتنا نبرق بالتحية لوالدينا ونطالبهما بالفرح مهما كان الوضع سيئا فلا بد للفرج من يوم مهما كان ومهما طال"، وطالبا كافة المسؤولين وكافة المؤسسات التي تعنى بحقوق الانسان: بالعمل على اطلاق سراح كافة الاسرى من سجون الاحتلال". غير ان سلوى اضافت قائلة: اتمنى في هذا اليوم ان يكون والدي بجانبي في زفافي وهذه الفرحة اليوم ناقصة ولن تكتمل الا بالافراج عن والدي العزيز وعن وكافة الاسرى من سجون الاحتلال، وغدا سافرح!! اقولها ولكن هذه الفرحة لن تكتمل بتاتا الا بالافراج عن والدي وعن عمي ابو صهيب".