وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

د.علي نزال: يجب الاهتمام من قبل السلطة بالجاليات الفلسطينية بالخارج

نشر بتاريخ: 02/12/2010 ( آخر تحديث: 02/12/2010 الساعة: 09:33 )
شيكاغو - معا - رأى الدكتور علي نزال ان المشهد السياسي الفلسطيني لا يدعو للتقاؤل في ظل الاوضاع الراهنة، فقد اختطلت الاوراق واصبح الطريق مظلماً وبلا افق كل هذا انعكس على الشارع الفلسطيني بالاحباط والتوتر، ومما يدل على ذلك هو آخر استطلاع للرأي العام حيث عبر 70? من المواطنين من الراغبين في مغادرة البلاد اذا اتيحت لهم فرصة العمل بالخارج، معتبر ان هذه نسبة مزعجة جداً لمستقبل المجتمع الفلسطيني وخصوصا ونحن نطلق شعارات قيام الدولة.

وفي حديث مع د.علي نزال من شيكاغو، ما هي برأيك الاسباب التي ادت الى انحدار الوضع العام كما صورته؟

هنالك اسباب خارجية واخرى داخلية، فالاسباب الخارجية تتعلق بفشل العملية السلمية ومباحثات السلام المتعثرة في ظل التعنت الاسرائيلي وغياب الضغط الدولي وخصوصا من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي على الاقل في موضوع وقف الاستيطان وتهويد القدس ومصادرة الاراضي والممتلكات الفلسطينية، اضافة لغياب موقف عربي واسلامي موحد وقوي ليقف امام هذا التعنت الاسرائيلي، قائلا انا اعرف ان تأثيرنا على الموقف الخارجي هو محدود وغير فعال في كل الاحوال.

وعن الاسباب الداخلية التي يمكن ان يكون لنا تأثير اكبر فيها، اعتبر د.نزال انه من اهم الاسباب الداخلية هو غياب استراتيجية وطنية موحدة تلزم جميع القوى والفصائل وتكون مرجعيتها الشعب والمواطن وتكون خالية من السيطرة الخارجية لتحقيق مكاسب فئوية على حساب المصلحة العامة، واكبر دليل على ذلك حالة الانقسام بين الضفة وغزة فالمستفيد الاول من هذاالوضع هو العدو الاسرائيلي ودول مجاورة لها مصالح في حالة الانقسام ولن يكون الشعب الفلسطيني وقضيته الا الخاسر في هذا المعادلة، وتردي الاوضاع المعيشية وقلة فرص العمل في مناطق السلطة بحيث لا يوجد مناخ مناسب لبناء حياة للشباب وخريجي الجامعات، وكذلك هناك تراجع في الخدمات الصحية والتعليمية والقضاء كل هذا يؤدي لغياب الثقة بين المواطن والسلطة وخدماتها.

فهل برأيك الحل من هذا الوضع هو اعلان قيام الدولة، قال د.نزال قبل اعلان قيام الدولة خلال سنة او سنتين هناك ملفات مهمة يجب ان تعالج من اجل قيام دولة تستطيع الحياة والتنفس دولة تستطيع الوقوف ولا تظل عرجاء تعيش على ما يجود به المحسنين او على عطاء مشروط من الدول المانحة لتحقيق سياسات معينة فالاجدر بنا قبل الانسياق وراء هذه الشعارات ان نعمل على بناء بيتنا الداخلي من خلال الملفات التالية والتي لن تقوم لنا قائمة حتى نعالجها بالطريقة الصحيحة والتي بمجملها تدور حول بناء المجتمع الفلسطيني، وايجاد فرص العمل وتوفير مناخ جديد للعمل وخصوصا في القطاع الخاص وحمايته، ورفع مستوى دخل الفرد في مناطق السلطة، وتوفير الضمان الاجتماعي لكافة افراد الشعب على اختلاف عملهم في الحكومة او القطاع الخاص، وتحسين الوضع الصحي بكافة اشكاله من خدمات ومستشفيات، ورفع مستوى الخدمات التعليمية في المدارس، وبناء البيئة الصحية في المدن والقرى من شوارع ومياه الخ، وسيطرة القضاء العادل لتكون له الكلمة الاخيرة في فض النزاعات، توفير الأمن لحماية المواطن وحل مشاكله، واعادة بناء قطاع الصناعة وحماية الصناعات المحلية وعدم اغراق السوق الفلسطيني بالصناعات الصينية والاسرائيلية، وتشجيع الزراعة ودعم المزارعين، والاستثمار السياحي وتشجيعه بطريقة تفيد الشارع الفلسطيني.

وفيما يتعلق بالمخرج الوحيد لحالة الانقسام، قال ان المخرج الوحيد من هذا المأزق هو صندوق الاقتراع الانتخابات واختيار من يمثل هذاالشعب هو حق مقدس ولا احد مسموح له ان يصادر هذا الحق ويجعل الشعب رهينة لارائه السياسية فمن يدعي انه يمثل هذاالشعب فليثبت ذلك عن طريق الانتخابات.

وما هي الخيارات للخروج من هذا الوضع؟ وما هي نظرتك المستقبلية لهذه الحالة؟ قال خيارنا في المرحلة القادمة وهي صعبة جدا ولكن في ظل قيادة حكيمة نستطيع ان نحمي هذه المسيرة، وخيارنا هو الصمود وتعزيز شعبنا في ارضه وذلك عن طريق توفير مقومات الصمود لهذا الشعب الجبار، وبناء مجتمع متماسك وقوي عن طريق معالجة كافة الملفات التي تحدثت عنها لكي يكون نواه لقيام الدول، وانتخاب قيادة تعمل على تعزيز هذه الخيارات تسير على استراتيجية وطنية تخدم الانسان الفلسطيني وليس السياسات الخارجية.

كيف يمكن تفعيل دور الجاليات الفلسطينية في الخارج وتحديدا في الولايات المتحدة خاصة وان الارقام الرسمية تتحدث عن 750 الف فلسطيني في امريكا منهم 250 الف في شيكاغو، قال ان اهم ساحة للعمل الفلسطيني الفعال بعد ساحة الوطن هي الساحة الامريكية بلا منازع شئنا ام ابينا القرار العالمي يصدر في واشنطن لذلك التأثير على هذا القرار مهم جداً، كذلك تفعيل دور الجاليات في امريكا يتطلب دراسة وفهم كيفية التعامل مع هذه الجالية وخصوصا ان هنالك اخطاء وتراكمات واهمال منذ سنين طويلة فهذه ساحة مهمة ولكن وخصوصا اصحاب القرار لا يعملون بطريقة مؤثرة وفعالة للاستفادة من موقع هذه الجالية اولا يجب معالجة الاخطاء التالية كما رأها:

1- يجب تفعيل مكاتب منظمة التحرير في واشنطن بمن يمتلكون الطاقة والخبرة على العمل في امريكا وهذا يحتاج لبحث اكبر من الوقت المتاح.

2- التواصل مع خبرات الجالية واحترام قدراتهم وتحصيلهم العلمي في امريكا ويعطى ما يستحق في حين نجد اصحاب القرار الفلسطيني لا يمدون ايديهم لهؤلاء.

3- الاجتماعات الدورية للقيادة الفلسطينية مع ابناء الجالية مع انه حتى الان هذا الشي لم يحدث على اهميته.

4- استضافة السلطة لابناء الجالية الامريكية على الاقل سنويا من خلال مؤتمرات سنوية لتشمل مناحي مختلفة من التخصصات التي تهم بناء الوطن.

* قيل ان هنالك حراك بدأ مؤخراً لتشكيل اطارات لها علاقة في السلطة الفلسطينية وما علاقتكم بها وما هور دور هذه الاطارات على ضوء اتهامات المعارضة الفلسطينية لها بانها اداه لتبرير توجهات السلطة؟

ان هذه اول خطوة فعاله ومؤثرة اراها خلال العشرين السنة الماضية تتقدم بها المؤسسة الفلسطينية لاستقطاب الطاقات الفلسطينية في المهجر، ونتمنى ان تكون هذه هي البداية للعمل في الطريق الصحيح وهو ما تحدثت عنه في السياق السابق

للأسف مع ان المشروع لم يبدأ بعد فوجئنا بان هنالك جهات تحاول النيل واشاعت الاخبار المغرضة والكاذبة عن هذا المشروع وذلك من خلال الحفاظ على ثوابت الشعب الفلسطيني في مجمله هذا المشروع يعمل على صياغة آلية للخبرات الفلسطينية في الخارج للعمل في بناء الدولة ومؤسساتها الحكومية وغيره.

انا اؤيد هذا العمل لانه مهم جدا لمصلحة الوطن والمواطن وهذا اقل ما يجب ان تقدمه الجاليات في الخارج لبناء الوطن، وانا حاليا بصدد التحضير لبناء المؤسسة اللازمة لكي تعمل في الولايات المتحدة وخصوصا شيكاغو حيث الغالبية العظمى من ابناء شعبنا في امريك.

* كيف تجدون السياسة الخارجية في عهد اوباما هل انقلبت ادارة اوباما على تعهداتها للسلطة وما هور دور الجالية الفلسطينية في امريكا بالضغط على الادارة الامريكية لتحسين شروط التفاوض؟

- للاسف ادرك السياسيون الفلسطينيون اهمية الساحة الامريكية والجالية الفلسطينية متأخراً وهنالك تراكمات واخطاء عشرات السنين لا نستطيع تخطيها بسرعة من دون رؤية واستراتيجية فعالة من خلال اشراك رموز الجالية في صياغة هذه السياسات.

والامر الاخر الذي لم يفهم من الناحية الفلسطينية هو ان الرئيس الامريكي لا يملك القرار في السياسة الخارجية لوحده ولكن هنالك اطراف مهمة جداً مثل اعضاء الكونجرس ومؤسسات دينية لا يمكن تخطيها لذلك عندما لم يستطع الرئيس اوباما الضغط على اسرائيل تفاجئنا وحملنا المسؤولية كاملة مع ان اللوم يقع علينا لاننا كمؤسسة سياسة فلسطينية تعنى بالشؤون الخارجية فشلت في تعاملها مع هذا الملف للاسف ولم يتم حتى الان من وضع سياسة خارجية فلسطينية للتعامل مع المؤسسة الامريكية من خلال خبراتنا وطاقاتنا التي تملك المعرفة على الساحة الامريكية.

نحن بحاجة لتغيير شامل في السياسة الخارجية الفلسطينية خصوصا في التعامل مع الادارة الامريكية فنحن بحاجة لطاقم يعرف مداخل السياسة الامريكية وكيف يتعامل معها بطريقة تحقق من نصبو اليه.

دور الجاليات الفلسطينية في الخارج غائب تماما عن اي مشاركة فاعلة في المشروع الوطني الفلسطيني ما اسباب ذلك؟

في البداية اقول ان كل فلسطيني اينما كان تواجده يتحمل المسؤولية في المشروع الوطني الفلسطيني عادة ما تتعالى الاصوات في الانتقاص والتجريح الى حد التخوين في حين يقف هولاء متفرجين لذلك يجب على الجميع في الداخل او الخارج خصوصا ان يباشروا في العمل بدل القول.

اسباب تراجع دور الجاليات الفلسطينية في الخارج يعود لعاملين رئيسين:

1- اسباب داخلية وهي الاهم هو تقصير اصحاب القرار في المؤسسات الفلسطينية في رؤية اهمية الجاليات الخارجية وهي جاليات في اغلبها تملك العلم والمعرفة وتعلمه وتملك من الطاقات المالية والخبراتية مما يجعلها رادفا رئسيا لتيار المؤسسات ولكن بصراحة هنالك خوف وصراع على مناطق السلطة والنفوذ مما يحيد او يمنع اعطاء فرصة مؤثرة في صناعة القرار الفلسطيني.

2- الاسباب الخارجية والتي تعود الى الجاليات نفسها وخصوصا اقصد في امريكا او اوروبا فهي جاليات تعيش في انظمة ديموقراطية وعندها من القدرات المالية والمعرفية مما يجعلها مستقلة وليست بحاجة لدعم كما هو الحال في سكان الدخل فاذا ما اعطيت مجالا للعمل فطبيعة الحال تظل في معزل عن المشاركة.

لذلك ادرك الساسة الاسرائيليون اهمية الجالية اليهودية في امريكا واوروبا فيوجد بينهم تواصل مهم جدا لا بل يجب يحتذى بها في كل النواحي من ناحية اشراكهم في بناء دولتهم وحتى في كافة القرارات والمثال على ذلك هو انه عندما يأتي اي زعيم اسرائيلي الى امريكا اول ما يبدأ به هو زيارة الجاليات اليهودية.