الصحة تبدأ العمل بنظام حوسبة المعلومات والملفات الطبية بكافة المشافي

رام الله- معا- اكد د. نعيم صبرة مدير عام المستشفيات أن نظام حوسبة المعلومات الصحية سيشكل اداة فاعلة ودقيقة لتوفير قاعدة بيانات صحية، ومؤشرات عن الوضع الصحي الفلسطيني، ما سيساهم في بناء الاستراتيجيات، ووضع الخطط المستقبلية في القطاع الصحي.

وبين د. صبرة خلال برنامج "كيف الصحة؟" الذي يبثه تلفزيون وطن بالتعاون مع مشروع الوكالة الاميركية للتنمية الدولية لـ "إصلاح وتطوير القطاع الصحي الفلسطيني"، أن حوسبة المعلومات الصحية في المستشفيات جزء أساسي من خطة واستراتيجية وزارة الصحة من اجل تقديم الخدمات المستدامة والآمنة وذات الجودة العالية، وان هذا النظام سيغير طبيعة العلاقة التي تربط الموظف والمواطن، لتصبح علاقة تكاملية.

وحول آلية تطبيق النظام المحوسب، أشار د. صبرة ان الحوسبة تعني ربط المشافي بشبكة الكترونية واحدة، توفر سجلا طبيا عن كل مريض ومعلومات تفصيلية عن كل حالة أينما كان التوجه للمراجعة والعلاج، ويساعد في تسريع نتائج الفحوصات الطبية، وعدم تكرارها، ما سيكون له الأثر الأكبر في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطن الفلسطيني وتخفيف الاعباء المالية على المواطن.

وقال د. صبرة من الأخطاء التي كنا نعاني منها في المشافي استبدال العينات، حيث يتم اخذ العينة من مريض، ويتم استبدالها عن طريق الخطأ، ولكن عندما تكون عبر الحوسبة ضمن آلية معينة، يصبح معروفا لدى الطبيب او الممرض وضع المريض ومرحلة علاجه، وتصبح الإجراءات اللازمة معروفة.

كما بين صبرة ان هذا النظام سيجعل المريض جزءا أساسيا في العملية العلاجية، وانه "إن كان المريض شريكا فان ذلك سيقلل من حجم الأخطاء الطبية التي قد تحصل نتيجة ضياع التقارير الطبية او وصفات العلاج، او عدم الوضوح في التقارير التي تحدد حالة المريض الصحية بسبب الاعتماد على الكتابة اليدوية على الورق".

وأشار صبرة أن النظام الذي يجري العمل على البدء في تطبيقه في أربع مستشفيات في الضفة الغربية، في مدن رام الله ونابلس والخليل وقلقيلية، إلى جانب العديد من العيادات في تلك المدن "في المرحلة الاولى" سيعزز عملية الرقابة على الأدوية في المستودعات والصيدليات، وسيزيد من سرعة الاتصال مع المستودعات من اجل توفير قطع الغيار للأجهزة الطبية، حيث يمكن معرفة مدى توافر ذلك الكترونيا.

من جهته اكد المهندس علي الحلو مدير عام الهندسة والحاسوب في وزارة الصحة أن حوسبة المعلومات الصحية هي بداية حقيقية للاستغناء عن الأوراق والملفات التي تشتت الأطباء في المستشفيات.

وأكد الحلو أن أهم عناصر قوة هذا البرنامج أنه سيكون هناك ملف طبي الكتروني موحد لكل مريض، أينما ذهب ومن خلال رقم هويته يستطيع الطبيب المعالج في أي مستشفى حكومية مشاركة في هذا النظام أن يعرف الحالة التي سيعالجها ويحدد كل التفاصيل مسبقا.

وأكد الحلو أن المشافي باتت اليوم مجهزة بمعدات طبية قادرة على توفير المعلومة الكترونيا للنظام الصحي المحوسب.

ووصف المهندس الحلو تأهيل الكوادر الطبية لتمكينهم من استخدام النظام هو بحد ذاته برنامج طموح رغم التحديات الكثيرة "مؤكدا جاهزية وزارة الصحة للتعامل مع ذلك النظام الذي سيتم البدء في تطبيقه والعمل فيه في مستشفى رفيديا الحكومي اولا".

وتبلغ القيمة الاجمالية لنظام حوسبة المعلومات الصحية الممول من الوكالة الاميركية للتنمية الدولية نحو 7 مليون دولار اميركي.