وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

نجاح منقطع النظير تشهده بطولة الكرة الطائرة المصغرة لمدارس رام الله

نشر بتاريخ: 04/12/2010 ( آخر تحديث: 04/12/2010 الساعة: 21:49 )
رام الله - معا - محمد الرنتيسي - تحت إشراف مديرية التربية والتعليم في محافظة رام الله والبيرة، وبرعاية اتحاد كرة الطائرة، وفي عرس رياضي مثير، رسم ابتسامات الفرح على ثغور أشبال وزهرات فلسطين، وفي تظاهرة رياضية هي الأولى من نوعها على مستوى الوطن العربي، احتضنت مدرسة البيرة الجديدة الثانوية، يوم الأربعاء الماضي، بطولة الكرة الطائرة المصغرة الأولى، لمدارس المحافظة، بحضور ذيب حداد، مدير مديرية التربية والتعليم في رام الله، والهام عبد القادر، مدير عام الأنشطة الطلابية في وزارة التربية والتعليم العالي، ولواحظ الكرزون، وجمال فرهود، رئيس قسم النشاط الرياضي في وزارة التربية، ومها أمان الله، رئيس قسم النشاط الرياضي في المديرية وسمير نجم، مسؤول النشاط الرياضي وعيسى غفري، مشرف التربية الرياضية، ومعروف شطارة، مدرب المنتخب الوطني بالكرة الطائرة ورئيس لجنة المدربين، ورافي عصفور، مندوبا عن رئيس اتحاد الكرة الطائرة العميد جبر عصفور، ورامي دحادحة، رئيس لجنة المنتخبات في الاتحاد، وعدد من معلمي ومعلمات التربية الرياضية، وحشد من عشاق اللعبة وطلبة المدارس.

وشارك في البطولة (19) فريقا من الذكور، و(9) من الإناث، حيث تقاطرت إلى ملاعب البطولة الخمسة التي كانت مسرحا لهذا العرس الرياضي، ودخلت في طوابير منتظمة على أنغام الأهازيج الوطنية، والسلام الوطني الفلسطيني، خلال حفل الافتتاح، الذي شهد عدة فقرات فنية نالت استحسان الحضور، وأبدع عريف الحفل، المربي محمود مصلح في تقديمها.

وفي كلماتهم التي سبقت منافسات البطولة، أكد المتحدثون على أهمية هذا الحدث، باعتباره الأول على مستوى فلسطين والوطن العربي، ولما فيه من تحفيز للأجيال الشابة وتنشئتها على حب اللعبة، والرياضة بشكل عام.

وأكد ذيب حداد، استعداد مديرية التربية والتعليم للتعاون مع كل المؤسسات الرياضية الفلسطينية، بما يشمل الاتحادات الرياضية كافة، واللجنة الأولمبية،
والتفاعل مع مختلف الأنشطة الرياضية، مشيداً بفكرة الكرة الطائرة المصغرة والقائمين عليها، وعلى رأسهم اللاعب والمدرب والمربي راني عصفور، متمنياً تعميم هذه الفكرة على كافة المديريات في الوطن، واعداً بتكرار هذا الحدث الهام من خلال تنظيم بطولة في الفصل الدراسي الثاني، للمرحلة الأساسية العليا من الصف السابع وحتى التاسع، وبثلاثة لاعبين، بما يعود بالنفع على المنتسبين لهذه اللعبة الشيقة.

بدورها، أكدت الهام عبد القادر، على أهمية هذه التجربة الجديدة والفريدة، داعية إلى تنظيمها بشكل سنوي، لما في ذلك من مساهمة في رفع شأن اللعبة، مشيدة بدور اتحاد اللعبة في التنبه للأجيال الرياضية الشابة، متمنية أن تقام البطولة في العام القادم على أرض القدس العربية، عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة.

من جهته، أثنى رافي عصفور، كابتن المنتخب الوطني، ومسؤول النشاطات الرياضية في جامعة بيرزيت، على هذه الفعالية الناجحة، مشددا على أن مثل هذه النشاطات لا بد وأن تنعكس إيجابا على هذا اللون الشيق من الألعاب، ممثلا بالكرة الطائرة، مشيرا إلى أننا بحاجة للاهتمام بهذا الجيل لنواكب بذلك تطور مستوى اللعبة في الدول العربية والعالمية.

أما الكابتن معروف شطارة، فأشار إلى أن المهمة الرئيسية في "مهرجان الصغار" تتمثل في ترغيب هؤلاء اللاعبين بالإقبال على ممارسة الكرة الطائرة، خاصة وأنهم النواة الأساسية للنهوض بأي شكل من أشكال الرياضة، معرباً عن أمله في أن يستمر الدعم والاهتمام بهذه الفئات، داعيا في ذات الوقت إلى ضرورة أن تأخذ أشكال أخرى الرعاية من قبل المؤسسات والشركات الفلسطينية.

وأكد شطارة على أهمية توسيع المشاركة في المرات القادمة، بحيث يتشكل الفريق الواحد من (3) أو (4) لاعبين، لضمان مشاركة أكبر عدد ممكن من اللاعبين، وإظهار مهارات اللعبة بشكل أوسع، وهو ما يمكننا كذلك من التعرف على قدرات اللاعبين، مشيدا بهذا الملتقى للكرة الطائرة الذي جمع "الصغير والكبير"، داعيا الأندية الفلسطينية للتنبه بهذه الأفكار، وإقامة ملاعب خاصة لمثل هذه الفعاليات، بحيث تسمح في المستقبل بنشاطات على نطاق أوسع، مقدما الشكر لأصحاب الفكرة، ولكل من ساندها وعمل على إخراجها لحيز الوجود.

من ناحيته، أوضح راني عصفور، الذي أوصل الليل بالنهار، لإنجاح البطولة، أن الهدف الرئيس من وراء هذه الفعالية، هو إدخال عنصر جديد لتطوير الكرة الطائرة المحلية، للوصول بها إلى مرحلة الانجاز، مؤكدا أنه وفق دراسات علمية رياضية، ثبت أن الكرة الطائرة المصغرة، والتي تقام وفق أسس وأنظمة معينة، هي أساس الوصول للانجاز.

وجدد عصفور التأكيد أن عدة بطولات من هذا النوع سيجري تنظيمها تباعا، حيث سيتم التسلسل بالمراحل المختلفة للعبة الكرة الطائرة المصغرة، من خلال زيادة عدد لاعبي الفريق الواحد بلاعب واحد تلقائيا في كل بطولة.

وفي حين وعد سمير نجم، ببطولة كرة طائرة مصغرة خاصة بالإناث، للمرحلتين الأساسية الدنيا والعليا، أكد جمال فرهود أن مدرسة البيرة الجديدة تبنت وطبقت فكرة الكابتن راني عصفور وما تعلمه من خلال مشاركته بدورة لايبزغ، موضحا أن عصفور بات أول من يوفد لمثل هذه الدورة ويطبق ما تعلمه على الأرض، مشيرا إلى أن البطولة كانت ناجحة بكل المقاييس من حيث الفكرة وحسن التنظيم وتوزيع الجوائز على كافة المشاركين، مضيفا: "كافة الأطراف التي تعمل معنا في هذا الإطار، لا ترفض أي نشاط، ولا تتردد في تبني أي فعالية رياضية، ولا ننسى هنا دور الطلاب والطالبات المشاركين، فهم من جعلونا نعمل".

ولفت فرهود إلى أن مشاركة بعض مدارس البنات في هذه التظاهرة، تعكس خطوة رائدة، حيث لعب الجميع بنفس النظام وفي ذات الوقت، موجها الشكر والتقدير لكل من ساهم في نجاح هذا العرس، خاصا بالذكر تلفزيون فلسطين، الذي حضرت طواقمه لتغطية الحدث.
وبالعودة إلى منافسات البطولة، فقد جرت المباريات على خمسة ملاعب، بطريقة خروج المغلوب من مرتين في الدور الأول، ومرة واحدة في الدور الثاني، ومن شوط واحد، مدته (9) دقائق، وشارك في أحداثها (56) لاعبا ولاعبة، وبعد لقاءات أمتعت الحاضرين، وأطربت عشاق اللعبة، توج فريق مدرسة المغير بطلا لفئة الذكور، بعد فوزه في النهائي على فريق مدرسة رنتيس، الذي حل وصيفا بفارق نقطة واحدة، بينما توج فريق مدرسة صفا بطلا للإناث وفريق مدرسة رافات وصيفا.

وبالنظر إلى النتائج التي أفرزتها البطولة، نجد بأنه باستثناء مدرسة رنتيس، التي سبق وأن حققت نتائج لافتة على صعيد الكرة الطائرة المدرسية، لعل أبرزها الحصول على لقب بطل محافظة رام الله لعامين متتاليين، بقيادة المربي باجس عبد الكريم، فإن المدارس الثلاث الأخرى التي توجت بالألقاب، لم يسبق لها تحقيق أي نتائج باللعبة، ما يؤكد وجود نواة للكرة الطائرة في هذه المدارس، يجدر الاهتمام بها ورعايتها من قبل الأندية والمؤسسات الرياضية القريبة منها.

وفي الختام، قام كل من ذيب حداد، مدير مديرية التربية والتعليم، وراني عصفور المشرف العام على البطولة، بتكريم كل من معروف شطارة مدرب المنتخب الوطني، ورافي عصفور ممثل رئيس الاتحاد ولاعب المنتخب الوطني، ورامي دحادحة ممثل اتحاد الكرة الطائرة، وحكام البطولة وهم: إدريس يعقوب، باجس عبد الكريم، تحسين وهدان، فدائي محمد، سامح الخواجا، فادي أحمد، فريد يوسف، مكافح الريماوي، ياسر عبد السلام، أحمد دريدي، والمربيتان عبير الريماوي، وسهيلة حجازي.

كما تم تتويج فريق المغير بكأس الفائز الأول، ورنتيس بكأس الفائز الثاني، عن فئة الذكور، وفريق صفا بكأس الفائز الأول، ورافات بكأس الفائز الثاني عن فئة الإناث، إضافة إلى كل اللاعبين واللاعبات المشاركين في البطولة، حيث حصل كل منهم على ميدالية ذهبية وشهادة تقدير، علما أن كافة الجوائز قدمها الاتحاد الفلسطيني للكرة الطائرة.