|
إلى متى يا شركة الكهرباء؟
نشر بتاريخ: 06/12/2010 ( آخر تحديث: 06/12/2010 الساعة: 10:48 )
بيت لحم- معا- كتب كريم عساكرة- أرق وقلة نوم، غضب يعتمل في النفس، فإلى متى سنتحمل ما يحدث لنا في "الريف الشرقي" بسبب انقطاع الكهرباء المتواصل والمتكرر بلا سابق انذار ولا ابداء الاسباب، من شركة تحرص على حقها ولو تكبدنا "القروض" والديون في سبيل ايفائها كل شيقل لها في رقابنا، ولكن هل حقنا مصون عند هذه الشركة؟.
أكتب هذه السطور والساعة تقترب من الثانية فجرا، والظلام يخيم في المكان، يقطعه من حين لآخر ومضات الكهرباء التي تأتي للحظات وسرعان ما تعود للانقطاع، متسببة بدون أدنى شك في تلف الاجهزة الكهربائية، لقد ترددت كثيرا في الكتابة وتراجعت مرات عدة قائلا: عذر شركة الكهرباء معها، ولكن بعد أن تجاوز الامر حدود الصبر قررت البوح بما في نفسي، ونفس غيري من مقهورين وصامتين على ما يجري. انقطاع بلا انذار وبلا نهاية خلال أيام الصيف والشتاء على حد سواء يعاني الريف الشرقي والجنوب لبيت لحم- على حد علمي- من انقطاع الكهرباء خلال فترات الليل بشكل خاص، وكم احرص وبشكل يومي على مطالعة اعلانات الشركة لاعلم مسبقا بحدوث الانقطاع أو اعتذار لحدوث الانقطاع واطلاع المشتركين على الاسباب ولكن هذا لم يحدث البتة، اليوم فجرا فارق النوم عيني وجلست اكابد الغيظ امام اطفالي المرتجفين خوفا من العتمة، يسألون متى ستعود الكهرباء ويرون النور، دعوتهم للصبر حتى عاد النور وما مضت دقية واحدة حتى خيم الظلام مجددا، واغار البعوض على جبهاتنا ومقلنا وهكذا دواليك. إن انقطاع الكهرباء المفاجئ وعودتها بتيار غير منتظم جلب الخسارة للكثيرين،فعلى سبيل المثال يتربع جهاز التلفزيون اليوم في منزلي "معاقا" عن الكلام وصورته مخصورة من الجوانب، كأنه "بكسة" خضار، يئست من إصلاحه فتركته حتى تتحسن احوال الكهرباء، اما الثلاجة فلم تعد صالحة، وعطلها أكثر كم صلاحيتها، وسبق لجهاز الكمبيوتر المنزلي أن احترقت قطعه عندما عادت في ذات المرة الكهرباء من انقطاع مفاجئ، وهذا كلفني الوقت والمال الكثير لاصلاحه، والله ما أقول شهيد. ضعف التيار الكهربائي نعاني في بعض القرى من ضعف التيار الكهربائي، ورغم أن بلدية "جناتا" توجهت للشركة لحل المشكلة، بلا جدوى، فوالله اني لاحزن على أبنائي وهم يدققون النظر في كتبهم للدراسة بينما التيار الكهربائي يتذبذب، متسببا "برمش" الاضواء، حتى اني اضطر في احيان كثيرة لاغلاق اي كتاب لعدم القدرة على مواصلة النظر فيه. احيانا يتحول حديث ضيوفنا عن الكهرباء، وذلك بسبب كثرة خفتان الضوء، والكل يشكو قلة حيلته متسائلا الى متى سنعاني من ضعف الكهرباء، مع العلم أن شركة الكهرباء قامت في الاشهر الاخيرة بانارة الشوارع من جيوبنا، ولكن على حساب قوة تيارنا الضعيف أصلا. فاتورة تسبق موعدها وفائدة للتأخّر ساعات فوجئت خلال الشهر المنصرم "باقتحام" فاتورة الكهرباء منزلي قبل موعدها المعتاد، حيث بلغ عدد ايام الصرف 24 يوما بدل الشهر، وهذا ربما يعني للمشترك الكثير، فهو يعني أن المبالغ المقطوعة التي تدفع في كل فاتورة ستدفع قبل أن يمضي الشهر، وكذلك فإن آخر موعد مستحق للدفع سياتي قبل صرف الراتب، وحدث فعلا ما خشيت، فقد وصل اليوم الاخير المحدد للدفع، وكان الراتب في اليوم التالي، وحرصا مني على عدم مراكمة اية ديون لشركة الكهرباء، سارعت في اليوم التالي للتوجه للشركة، وقبل أن يبدأ غالبية موظفي الشركة دوامهم، بادرت المحاسب ودفعت فاتورتي، وكانت المفاجأة انني تلقيت فائدة تاخير مضافة لقيمة الفاتورة اللاجقة. لم تكن هذه المرة الأولى التي اتلقى فيها فائدة تأخير، فقد سبق أن دفعت هذه الفائدة لأن الفاتورة في حين لم تسلم لي، وتاخرت بفعل اجراءات الشركة، وعندما ذهبت لاراجع المسؤولين لم استفد أي نتيجة أو احصل على سبب مقنع سوى انك تأخرت عن موعد الدفع اياما، حينها قلت "لا حول ولا قوة الا بالله" ودفعت فاتورتي ووليت مغادرا الشركة. ربما يحق لي أن افكر للحظة كما حال كل مواطن اثقلته فواتير الخدمات في هذا البلد، كم هي المبالغ التي تجنيها شركة الكهرباء من طهورنا فقد كفائدة تاخير، ما دامت هذه الفائدة تفرض لو تاخرنا ساعة واحدة عن موعد الدفع المحدد بالفاتورة، وحتى ان كانت الفاتورة قد سبقت موعدها الدوري الذي من المفترض ان يكون شهرا ولس 24 يوما، كما يحق لنا ان نتساءل عن المبلغ المقطوع الذي ندفعه من عرقنا دون ان نعلم إلى اين يذهب ولماذ يفرض علينا. خذوا حقكم واعطونا حقنا يقال في بريطانيا يوجد الف سبب لانقطاع الكهرباء ولكنها لا تنقطع، ولكن عندنا لا ندري ما الاسباب الحقيقية وراء الانقطاع المفاجئ والمتكرر صيف شتاء؟، نتساءل لماذا شركة الكهرباء تحرص على كل شيقل من حقها، ولكنها لا تعير صراخنا أي اهتمام؟ لقد بلغ يأسنا أننا لم نعد نحتفظ برقم الطوارئ التابع للشركة، فلم يعد له جدوى وحتى أنه لن يجيبنا عن السبب، فإن حالفك الحظ فستجاب بأننا نعلم وسيعود التيار. ولا انسى أول امس عندما حضرت لمنزلي سيدة تريد أن تستخدم جهاز "التبخيرة" لابنها المريض بسبب نفاد "شحن" بطاقة الكهرباء الخاصة بمنزلهم، فلقد تساءلت حينها، كيف ان شركة الكهرباء تحصل حقها سلفا في حين أن المواطن لا يجد إجابة لشكواه في كثير من الاحيان. اتمنى أن تكون كلماتي من باب النقد البناء، وأن تجد لها مكانا عند شركة الكهرباء التي نعتبرها من ابرز صروحنا الوطنة وطالما عملنا على خدمتها في اعلامنا، كيف لا وهي الشركة الوطنية وارجو من الله أن نرى النور بلا انقطاع وان نقرأ اشعارا قبل أن تهلك اجهزتنا الكهربائية، وأن ندفع ما علينا فقط من ثمن تيار وان لا نرهق بالمبالغ المضافة كي نقدر ان نصمد في ظل هذه الظروف الصعبة التي تعصف بهذا الوطن. وأخيرا ربما حكايتي وهمي الذي عبرت فيه عن بضعة آلاف من سكان الريف الشرقي والجنوبي ببيت لحم تشبهها حكايات أخرى.. وأنوه بان هذا الموضوع نشر والكهرباء في منطقتنا وعلى مد بصري ما تزال مقطوعة، والفضل يعود لجهاز "اللابتوب" الذي بدا هو الآخر يفرع شحنه لينضم إلى كل ما هو مظلم من حولي. |