وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

قـطـر ... وعـربـاااه*بقلم: فهد محمد

نشر بتاريخ: 06/12/2010 ( آخر تحديث: 06/12/2010 الساعة: 16:00 )
حلم كان يراودنا وحقيقة أصبحت تُعايشنا، تلك الأماني القطرية والعربية قد تحققت بفوز غالي وتاريخي لملف قطر، باستضافة وتنظيم المونديال العالمي 2022 بعد منافسة جادة وقوية مع ملفات عدد من الدول المرشحة لنيل الاستضافة، لعل أبرزها الولايات المتحدة الأمريكية القوة العظمى في العالم، سياسياً واقتصادياً وعسكرياً ...

فجاء الفوز القطري العربي، كصدمة صاعقة للولايات المتحدة وقادتها وإعلامها الذي اعتبر فوز أبناء الدوحة، إهانة للشعب والأمة الأمريكية وعدم احترام للعالم، فأبناء العم سام افتقدوا للروح الرياضية والمناداة بالديمقراطية، وكان ذلك جلياً وواضحاً بتصريحات الرئيس الأمريكي باراك اوباما الذي اعتبر قرار الفوز، بالقرار الخاطئ والسيئ، رغم ما شابه القرار عملية انتخابية ديمقراطية بحتة ...

وما لاريب فيه أن الانتصار القطري هو انتصار للأمة العربية والإسلامية ودول العالم النامي وانتصار للفيفا والعدالة الكروية ونصرة لمنطقة الشرق الأوسط المتعطشة لهكذا حدث عالمي يقرب ويجمع بين الشعوب والثقافات المختلفة في المنطقة والعالم ويرسي مبادئ التوحد والمحبة والسلام الذي افتقدته المنطقة لعقود طويلة من الحروب والدمار ...

لتثبت الفيفا بأنها أقوى منظمة دولية على الأرض وتمتلك الكرت القوي للسيطرة والتحكم على الأحداث في العالم دون التأثير عليها من اكبر دول العالم، فانتصار الملف القطري دليل قاطع على شفافية ونزاهة وعدالة اللجنة التنفيذية في الاتحاد الدولي لكرة القدم بقيادة المخضرم العجوز جوزيف بلاتر الذي أعطى الحق لأصحابه ...

فالملف القطري يعتبر من أفضل وأقوى الملفات المقدمة رغم صغر مساحتها وقلة عدد سكانها إلا أنها كبيرة في عطائها وقدرة تأثيرها على العالم، فتلك الدولة الصغيرة استطاعت الفوز بالإرادة والعزيمة التي ترجمتها المنشئات والإمكانيات والعقول البشرية النيرة التي فرضت نفسها بنجاح وجهود مضنية، وطموح الشباب بالتوجيه من أعلى السلطات السياسية في الدولة....

على أنها قادرة على التحدي والعطاء بقدرات عالية وخبرات عالية وتسويق قطر كسوق استثماري ناجح وباهر، واستثمار ملايين الدولارات في المشاريع مما يساعد على توفير وخلق فرص عمل جديدة تساعد على إنشاء بنية تحتية متطورة وعصرية وشبكة اتصالات عالمية وما تم الكشف عنه في الملف القطري الرهيب أن الملاعب ستحوي على معدات تبريد خالية من الكربون عن طريق استخدام تكنولوجيا الطاقة الشمسية، وذلك لضمان بأن لا تكون درجة الحرارة أعلى من 27 درجة مئوية لتوفير أفضل الظروف للاعبين والمشجعين ...

كما تم الكشف على انه سيتم ربط كل الملاعب في البطولة بنظام قطارات أنفاق "مترو" جديد مع خطوط مواصلات النقل العام، مما يسمح للمشجعين بالتنقل لمشاهدة المباريات بسهولة ويسر ومشاهدة أكثر من مباراة في اليوم الواحد ، وأكثر ما يميز الملف القطري العتيد اللفتة الإنسانية الرائعة، وهي التبرع بمقاعد ملاعب كأس العالم بعد البطولة إلى الدول الفقيرة والنامية للاستفادة منها ...

ذلك ما قدمته دولة قطر للعالم لكي تستعطف العقول والقلوب، فيجب استغلال الفرصة المواتية، لنثبت للعالم اجمع أننا كعرب ومسلمين، قادرين على التعامل مع الأحداث الكبيرة بقوة وحكمة، وأننا أصحاب حضارة وتاريخ ورسالة، ونستطيع التقدم والتطور بشخصيتنا العربية وفكرنا القويم، فلا بد من تظافر الجهود العربية، لنرسم لنا خارطة طريق جديدة من الإبداع والتميز وإبراز الشخصية والهوية والدين، لنقدم لوحة جميلة تعبر عن حقيقة وانتماء الشعوب العربية وقابليتها للتغيير، فحان الوقت المناسب لنرد على كل المشككين والمستهزئين بقوميتنا وديينا الحنيف على أننا آهل لتحمل المسؤولية وان هذا القرار الصائب والحكيم، بالرغم من انف الحاقدين ...