وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

فياض: الشباب هم الحاضر والمستقبل

نشر بتاريخ: 08/12/2010 ( آخر تحديث: 08/12/2010 الساعة: 18:33 )
رام الله -معا- أشاد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض بدور قطاع الشباب والحركة الشبابية في فلسطين، وأكد على أهمية ودور هذا القطاع في مسيرة شعبنا النضالية، وما توليه السلطة الوطنية من أهمية قصوى له. وشدد على دوره الهام وخاصة في مجال البناء والعمل التطوعي وقال: "الشباب هم الحاضر وهم المستقبل".

وأشار فياض إلى ما هو معروف عن شعبنا الفلسطيني من ميل طبيعي للمشاركة المجتمعية والمبادرة للتطوع، وقال "هذا أمر قائم وشهدنا تعاظم ملموس في الانخراط بهذه الأعمال على مدار سنوات طويلة من الاحتلال، وبما شمل قطاعات مختلفة، وتحديداً في الزراعة، وخاصة التضامن مع المزارعين في موسم قطف الزيتون".

وأضاف "ربما البعض منكم بدأ يشعر وانتم تتجولون في مناطق الوطن المختلفة، أن حقول الزيتون وبالرغم من الاعتداءات المستمرة من قبل الاحتلال ومستوطنيه وإرهابهم، أصبحت معتنى بها بشكل أفضل من السابق، والسبب في ذلك يعود إلى العمل التطوعي من قبل شبابنا وشاباتنا ومن قبل كافة فئات المجتمع، وبما يؤكد على روح التضامن، بين أبناء شعبنا بكافة فئاته ومكوناته وخاصة في هذه المناطق التي تعرضت لاعتداءات إرهابية متكررة من قبل المستوطنين".

جاء ذلك لدى مشاركة رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض في جانب من أعمال مؤتمر الشباب والرياضة، والذي تنظمه وزارة الشباب والرياضة على مدار يومين في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة رام الله، حيث تفقد رئيس الوزراء عدداً من ورش العمل في المؤتمر، والتي شملت ورشة عمل الشباب والمشاركة السياسية، ودور الشباب في الحياة السياسية العامة والمشاركة السياسية، وورشة الشباب والعمل والتي تتركز حول البطالة وأثرها على الشباب، وورشة الشباب والدين، والتي تتركز حول دور الدين في نشر قيم التسامح والتعايش السلمي، وورشة الشباب المقدسي، والتي تتناول مكانة القدس المحتلة لدى الشباب، وورشة الشباب والتنظيمات السياسية والمصالحة الوطنية، بالإضافة إلى ورشة الشباب والصحة.

وتطرق رئيس الوزراء في كلمته أمام ورشة عمل الشباب والمشاركة السياسية، ودور الشباب في الحياة السياسية العامة والمشاركة السياسية، إلى موضوع قانون الخدمة المدنية، الذي ينظم العلاقة ما بين موظفي القطاع العام والسلطة الوطنية الفلسطينية من حقوق وواجبات، وليس بمفهوم صاحب عمل وموظف، وأشار إلى أنها علاقة تكاملية، وليس هناك تفريق، وإنما فيها تنظيم، وقال "نحن بحاجة إلى تطوير هذا المفهوم ليصبح أكثر موائمة في ضوء المستجدات، وفي ضوء ما نعلمه من الحاجة للتطوير والتعديل وفق أفضل ما هو معروف من منهجيات عمل تحكم علاقة الموظف بالدولة من حيث الحقوق والواجبات، وبما ينصف ويهدف إلى خلق بيئة مواتية تماما للموظف تمكنه من تأدية عمله بأفضل إنتاجيه وعلى النحو الذي نريد".

وحيا رئيس الوزراء قطاع الشباب، ووزارة الشباب والرياضية على جهودهم، وعلى حيوية النقاش في ورش العمل والمواضيع التي يجري بحثها والتي تعبر عن عمق قضايا الشباب في المجتمع، كما تطرق رئيس الوزراء إلى الجهود المبذولة لتحقيق المصالحة الوطنية وقال "بكل تأكيد موضوع المصالحة الوطنية، هو موضوع مهم، وهو هم وطني للجميع وعلى كافة المستويات الرسمية والأهلية وفي مقدمتهم قطاع الشباب، الذي يشكل الحاضر والمستقبل، والمستقبل بكل تأكيد لا يمكن أن يكون أفضل في ظل استمرار حالة الانقسام والانفصال، وبالتالي هذا عنوان أساسي لتحركنا على كافة الأصعدة، ولابد من طي هذه الصفحة من حياتنا وإنهاء الانقسام، وبما يعيد الوحدة لوطننا ومؤسسات شعبنا، ويساعدنا في تحقيق الجاهزية الكاملة لإقامة الدولة، التي ستقوم بإذن الله على أرضنا الفلسطينية التي احتلت منذ عام 1967، في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشريف العاصمة الأبدية لهذه الدولة" .

وتابع " لابد أيضاً من التركيز على أهمية إنهاء هذا الاحتلال فلابد لهذا الاحتلال أن ينتهي وان ينتهي الطغيان والظلم المتصلين به، ولا بد من أن ينعم شعبنا من العيش بكرامة في ظل دولة مستقلة له، وهو أمر حقيقي ويتجسد في كل أمر ونشاط تقومون به في مواقعكم بما يسهم في هذا الجزء الوطني ويدعمه".

وأشار رئيس الوزراء إلى الصعوبات التي تواجه العملية السياسية، وقال " إذا أمعنتم بواقع الأمر فإن هذا يتصل بالمفاوضات وتعثر العملية التفاوضية، الأمر الذي يعود بمجمله لإمعان إسرائيل المستمر في الإجراءات التي تكرس الاحتلال وسيطرته، متمثلة بوجه خاص في استمرار الاستيطان في كل مكان، وخاصة في القدس "، وأضاف "آمل من قطاع الشباب أن يستمر في العمل وبدون يأس للوصول إلى النتيجة التي نسعى إليها، ألا وهي إنهاء الاحتلال والوصول إلى ما يصبو إليه شعبنا من العيش بحرية وكرامة في دولة مستقلة له".

واعتبر رئيس الوزراء أن المفاوضات هي مجرد أداة ووسيلة، وهي ليست كل شيء، بينما النضال السياسي الذي يخوضه شعبنا بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية، يمثل التحرك على كافة المستويات الدولية لحشد الدعم لقضيتنا العادلة وبما يكفل لشعبنا الحق في البقاء على أرضه ونيل حريته واستقلاله، وقال "لقد لمستم التقدم الملحوظ من قبل عدد من دول العالم، وحرصها على ضرورة إنهاء معاناة شعبنا وبما يمكنه من العيش في دولة مستقلة له، وقال " ليس مقبولاً الحديث المجرد عن الدولة، بل المطلوب هو تحديد ما هي هذه الدولة وأين ستقوم، وما هي حدودها وعاصمتها".

واعتبر فياض أن البيان الأوروبي الذي صدر قبل عام بالضبط "حيث يصادف اليوم مرور عام على صدوره"، شكل نقلة هامة على هذا الصعيد، حيث تناول عدداً من القضايا الجوهرية، وخاصة حدود 1967، ومكانة القدس وغير ذلك من القضايا الأساسية، والتي تعبر عن مضمون الدولة، وكذلك إعادة تأكيد أوروبا على كافة القرارات الأممية التي تكفل لشعبنا حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة"، وأضاف "لقد تبع هذا الإعلان خطوات ومواقف دولية أخرى هامة، منها إعلان اليابان في الشهر الماضي، وموقفها حول مفهوم حل الدولتين، والاعتراف البرازيلي والأرجنتيني بدولة فلسطين على حدود عام 1967، وهي مواقف نحييهم عليها".

وتابع "هذا كله ناتج عن مدى المساندة الذي تحظى بها خطة السلطة الوطنية لبناء مؤسسات دولة فلسطين، وعن الجهد السياسي الذي تقوده منظمة التحرير الفلسطينية، والذي بدأ يثمر ويعطي نتائجه"، وقال "نعم هناك صعوبات لكن هنالك تحرك ملموس باتجاه نيل حقوقنا كاملة"، كما اعتبر رئيس الوزراء أن هذه المواقف الدولية تأتي في سياق الرد الدولي على التعنت الإسرائيلي ومحاولاته لفرض الأمر الواقع الذي لا يحقق سوى تدمير إمكانية التسوية السياسية على أساس حل الدولتين على حدود عام 1967.

وأضاف فياض، هذه الانجازات إذ تؤكد أننا على المسار الصحيح من حيث البناء المؤسسي، والمشاريع والبرامج التنموية المختلفة في مجال البنية التحتية، والخدمات الاجتماعية كالصحة والتعليم وفي المقدمة منها برامج الشباب، الأمر الذي سيمكن شعبنا من الوصول بمشروعه الوطني إلى نهاياته، والمتمثل في إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشريف".

وقال "إن النضال السياسي الذي تقوده منظمة التحرير الفلسطينية، يتزامن مع برنامج السلطة الوطنية في البناء والإعداد والتهيئة لإقامة الدولة، بالإضافة إلى ما يقوم به شعبنا من نضال شعبي وسلمي في وجه هذا الاحتلال"، وتابع "بدأنا نلمس التحول الدولي الجاد، أكثر مما سبق، فالسؤال لم يعد عن واقع الدولة بل أين هي حدود هذه الدولة، والقدس"